الأربعاء، ٤ مارس ٢٠٠٩

جمال مبارك حصريا من واشنطن وماذا لو كان فعلها أيمن نور أو سعد الدين إبراهيم؟

جمال مبارك في أمريكا
من صحيفة البديل نقرأ لخالد الكيلاني : جمال مبارك اليوم في واشنطن في زيارة رسمية تستمر ليومين، سوف يلتقي خلالها بعدد من المسئولين في الإدارة الأمريكية الجديدة وكبار الباحثين والخبراء في العاصمة الأمريكية، حيث يبحث معهم أبعاد الأزمة الاقتصادية العالمية وتداعياتها علي المنطقة وكذلك القضايا الإقليمية والعلاقات المصرية الأمريكية في الفترة القادمة وذلك طبقاً لما نشرته الصحف يوم الجمعة الماضي. ورغم الطابع الرئاسي لبرنامج الزيارة فإنه لا تثريب علي أمين السياسات فهو وحزبه أحرار ولهم الحق في أن يبحثوا ما يشاءون مع من يشاءون، والسيد جمال مبارك وحزبه لديهم هوي أمريكي منذ أن وضع الآباء المؤسسون (الرئيس السادات وشركاه) 99% من أوراق الصراع العربي الصهيوني وكل القضايا الأخري في يد الولايات المتحدة الأمريكية، ومبارك الابن نفسه بدأ حياته السياسية من خلال غرفة التجارة المصرية الأمريكية، ولا نكاد نذكر له علاقة مع عاصمة أخري أجنبية أو عربية سوي لندن التي عمل في أحد بنوكها في بداية حياته، كل هذا لا يهم، ولكن ماذا لو كان الذي يقوم بهذه الزيارة عضو الأمانة العامة لحزب التجمع مثلاً، أو عضو المكتب السياسي للحزب الناصري أو عضو الهيئة التنفيذية لحزب الوفد أو أمين السياسات بحزب السلام الداخلي (نسبة لوزارة الداخلية) مثلاً، والكارثة لو كان من يقوم بهذه الزيارة هو الوصيف أيمن نور أو عالم الاجتماع سعد الدين إبراهيم لكانت الدنيا قد قامت ولم تقعد، ولعاد أي منهما من واشنطن مباشرة إلي مزرعة طرة.. فمحكمة الجنايات والسلطة التنفيذية في مصر (الرئيس والحكومة) تحتكر حصرياً العلاقة مع أمريكا، فلا يملك عضو في البرلمان أن يقوم- من نفسه- بلقاء مسئول أمريكي أو عضو زميل في الكونجرس، وعندما فكر نادي القضاة في قبول زيارة منظمة أهلية من منظمات المجتمع المدني (هيومان رايتس ووتش) قامت الدنيا ولم تقعد، وأصبح القضاء المصري متهماً بالتحالف مع الشيطان الأمريكي!!. وألغيت الزيارة. فحكومتنا الرشيدة لها رؤية صائبة فيما يخص العلاقة مع أمريكا، فالولايات المتحدة حليف استراتيجي ودولة صديقة عندما يتعلق الأمر ببحث المعونات، أو الوساطة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، أو الهجوم علي إيران، أو إفشال قمة عربية، وهي الشيطان الأكبر عندما تتحدث عن قضايا الحريات وحقوق الإنسان والمعتقلين وتزوير الانتخابات والقوانين سيئة السمعة حيث تطلق عليها الحكومة المصرية قذائف الصحف الحكومية والأمنية منددة بالتدخل الأمريكي السافر في الشئون الداخلية، فضلاً عن "الشرشحة" لبوش ولكل المعارضين الذين لديهم أي هوي أمريكي، ومعايرة حكومتها بمعتقل "جوانتانامو" الذي لا يشبه معتقلاتنا الموافقة لمعايير "حقوق الإنسان المعتقل"، ولذلك فإنه لا يجوز أن يذهب إلي أمريكا أو يتفاوض معها سوي الوكيل الحصري لها في مصر، الحزب الوطني وممثله الرسمي جمال مبارك، الذي يتفاوض الآن حصرياً في واشنطن ..

ليست هناك تعليقات: