الأحد، ٢٢ مارس ٢٠٠٩

أكاديمي يهودي: غزة فكت ارتباط انتقاد إسرائيل بالعداء للسامية

اعتبر أكاديمي بريطاني يهودي بارز أن حرب إسرائيل الأخيرة على قطاع غزة، أفرزت رفضا دوليا متناميا لربط انتقاد إسرائيل بالعداء للسامية، وزادت موجات الكراهية والهجمات الموجهة ضد اليهود والمنشآت اليهودية والإسرائيلية في العالم.وقال أستاذ الفلسفة بجامعة أكسفورد البريطانية البروفيسور بريان كلوجش، إن عملية "الرصاص المصبوب" في غزة برهنت كغيرها من العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، على وجود ارتباط طردي بين تنامي المظاهر المختلفة للعداء لليهود وتوتير إسرائيل للأوضاع في الشرق الأوسط.

وقال في ندوة حول العداء للسامية بعد الحرب على غزة في "مركز الديمقراطية وحقوق الإنسان" بالعاصمة الألمانية برلين إن نظرة المجتمعات المختلفة في العالم تتجه للعداء لليهود كلما كان أفرادها ساخطين على سياسة إسرائيل تجاه الفلسطينيين، فـ"كل الأزمات الكبيرة التي حدثت بين الإسرائيليين والفلسطينيين كانت لها تداعيات سلبية في الغرب شملت إلى جانب اليهود العرب والمسلمين وكل من له علاقة بالشرق الأوسط".وأشار إلى أنه توقع في كتاب أصدره في 2003 "أن تسبب مواصلة إسرائيل لسياستها الاحتلالية ضد الفلسطينيين تعرضها لكراهية شديدة في العالم من المعادين للسامية ومن شرائح واسعة من عامة الأفراد الذين أوصلت الدولة العبرية صبرهم إلى منتهاه"، فممارسات الاحتلال الفاشلة تسببت في إفقاد إسرائيل أصدقاءها في أماكن كثيرة حسب قوله وزادت عدد المعادين لليهود الذين باتوا أكثر وأكثر هدفا للمعادين للسامية.انتقادات مشروعة وطالب الأكاديمي البريطاني –الذي يعد من المناوئين للصهيونية ويرأس المنتدى اليهودي للعدالة وحقوق الإنسان في بريطانيا– بعدم ربط الهوية اليهودية بإسرائيل، وقال إن كافة الانتقادات الموجهة للدولة العبرية بسبب سياستها وممارساتها انتقادات مشروعة ولا علاقة لها بالعداء للسامية، وإن الدعوة المنتشرة لمقاطعة البضائع الإسرائيلية في أسواق ألمانيا ليست معادية لليهود، فـ"كل من يهاجم إسرائيل كقوة احتلال تستخدم أبشع الأسلحة المتطورة ضد الفلسطينيين، أو يتهمها بمخالفة الأعراف والمواثيق وانتهاك القوانين والمعاهدات الدولية، أو يصنفها كبؤرة لهز الاستقرار وإثارة المشاكل في الشرق الأوسط، ليس معاديا للسامية".واعتبر البروفيسور كلوجش أن تطورات الشرق الأوسط تضع اليهود أمام خيارين: إما الانحياز للمبادئ العالمية لحقوق الإنسان أو لانتمائهم الديني والقومي، ليخلص إلى أن الواقع يفرض على إسرائيل انتهاج سياسة جديدة تقوم على التخلي عن خلفياتها الأيديولوجية، والاعتراف بالتعدد الديني والإثني فيها، وقبول معاملة العالم لها وتعاطيه مع سياساتها بالمعايير نفسها التي تتم مع أي دولة أخرى.
خالد شمت–برلين
الجزيرة

ليست هناك تعليقات: