الأحد، ٣٠ مايو ٢٠١٠

تصدير الغاز المصرى لإسرائيل: قرار سياسى أم التزام قانونى؟


قلت مراراً أن المشكلة فى مصر ليست فى وجود شماعة اسمها اتفاقية السلام التى تبرر بها الحكومة كل خطاياها أمام الشعب، ولكن المشكلة لها جانبان حول هذه الاتفاقية: الجانب الأول هو أن إسرائيل بالتفاهم مع مصر استخدمت هذه الاتفاقية لكى تخرج مصر تماماً من مناطق وجودها ونفوذها ومكانتها فاستقالت مصر من العالم العربى وإفريقيا والعالم الإسلامى وغيرها، وقد رأينا أن انحسار مصر فى إفريقيا وتحريض إسرائيل عليها، جعل إفريقيا تنظر إلى مصر نظرة معادية، فمصر هى التى تستولى على معظم محصول المياه من نهر النيل، ومصر هى التى تقتل الأفارقة الذين يتسللون عبر أراضيها إلى إسرائيل، وهى التى قتلت عشرات من أبناء جنوب السودان فى أحد ميادين القاهرة ومصر هى العاجزة التى تعتمد على خبراء إسرائيل فلا تقدر من باب أولى أن ترسل خبراء إلى إفريقيا ولا أن تلوم الأفارقة إن استعانوا بإسرائيل، ومصر عند الأفارقة هى الدولة المتشحة بالفساد والاستبداد والفقر والقهر فلا تصلح نموذجاً مشرفاً لأحد، وحال الحكم فى مصر كحال الحكم فى عدد من الدول الإفريقية التى تصدى الغرب لها لاعتبارات تخص المصالح الغربية. فانكسرت شوكة مصر فى إفريقيا أمام إسرائيل وانفتح الباب واسعاً بعد أن كانت مصر الناصرية توحده أمام "التسلل الإسرائيلى" فى إفريقيا، وصار لإيران وليبيا كدول صغيرة ومتوسطة حضور وأوراق بينما فقدت مصر هذه الأوراق، مما أثر على آخر معقل لها وهو مياه نهر النيل المصدر الوحيد للحياة فيها.

والحق أنه يبدو لي وأرجو أن أكون مخطئا أن الحكومة فى مصر تفضل مصلحة إسرائيل على مصالح الشعب المصرى لأسباب لا تزال غامضة علينا، ولكنى أصبت بالدهشة والصدمة أن يتصور وزراؤنا أن الشعب المصرى بهذا القدر من الجهل والغباء حتى يجتهد الوزراء فى تضليله. صحيح أن قربهم من إسرائيل وبيعهم كل شئ لإسرائيل لن يحاسبهم عليه أحد، فلماذا يجتهدون فى التبرير ويسوقون أعذاراً لا تستر عورتهم، وتكون فى كل مرة أقبح من الذنب. من ذلك أن أساتذة للقانون أساءوا إلى أنفسهم قبل أن يسيئوا إلى هذا الشعب تبرعوا بالقول بأن الحكومة ملزمة بتصدير الغاز المصرى لإسرائيل تنفيذاً لاتفاقية السلام. ولم يشعر ممثل الحكومة أمام القضاء الإدارى بالخجل والصغار والمهانة وهو يتقدم بمذكرة يؤكد للمحكمة ذلك كذباً وبهتاناً لأن الغاز لم يرد له ذكر فى الاتفاقية أصلا ولم يكن معروفاً كسلعة تجارية، وقد أكدنا ذلك لهم مراراً. ثم أكدت محكمة القضاء الإدارى أن انتهاك الحكومة للدستور واغتصاب سلطة البرلمان عمل مشبوه واغتصاب لقرار يتعلق بالموارد الطبيعية فردت الحكومة بأن تصدير الغاز من أعمال السيادة وكأن أعمال السيادة فى مصر الحالية هو انتهاك الدستور الذى تم ترقيعه وإهانته، للتغطية على استمرار تصدير الغاز لإسرائيل. وقد أكدت المحكمة الإدارية العليا بعد طعن الحكومة فى قرار محكمة القضاء الإدارى الآمر للحكومة بوقف تصدير الغاز لأنه إهدار لثروات طبيعية تخص الأجيال القادمة، وأن سعره أقل بكثير من تكاليف استخراجه أو أسعاره السوقية العالمية، وطالبت الحكومة بالتفاوض لتصحيح أسعاره، وبألا تصدر إلا ما يفيض عن حاجة الشعب، كعادة الحكومة فى التحايل والتزوير والالتفاف لاتحترم أحكام القضاء، وهذا السلوك هو أيضاً من أعمال السيادة.
الجديد هو أن السيد وزير البترول أجرى مقابلة مع جريدة "المصرى اليوم" المصرية نشرت يوم 15 مايو 2010 أكد فيه أن تصدير الغاز لإسرائيل تم بناء على "كامب دافيد" أى اتفاقية السلام. ويبدو أنه تذكر أن هذا الزعم سبق تفنيده فعمد فى تفاصيل المقابلة إلى القول بأن "تصدير الغاز لإسرائيل" جاء بناء على جدوى اقتصادية تصب لصالح الاقتصاد المصرى وأن ملحق اتفاقية كامب دافيد ينص على تصدير كميات من الزيت الخام سنوياً وأن تصدير الغاز إليها بدلاً من الزيت الخام يعد أكثر "إفادة" للاقتصاد المصرى بالنظر إلى حاجته، لأن احتياطى الغاز أكثر بكثير من البترول.
وهذا التصريح يناقض الحقيقة فى الجوانب الآتية:
- أن الوزير نفسه صرح من قبل بأن مصر تستورد الغاز وتشترى حصة الشريك الأجنبى لتنفيذ عقد الغاز.
- أن التزام تصدير الزيت لإسرائيل بموجب اتفاقية السلام قد انتهى منذ عام 1994 بنص الاتفاقية (15 عاما)
- أن الغاز الذى يصدره بأقل من دولارين يناقض قرار المحكمة الإدارية العليا ويتحداه ويعمل ضد مقتضاه.
- أن هذا الغاز ضد صالح الاقتصاد المصرى وإعانة حكومية للمواطن الإسرائيلى على حساب المواطن المصرى.
من ذلك يتضح أن تصدير الغاز لإسرائيل قرار سياسى يوفر على إسرائيل المليارات ويدعم قطاع الطاقة بنسبة عالية كشف عنها موقع الخارجية الإسرائيلية.
ولذلك فإننى أرجو من كل الوزراء أن يكفوا عن تبرير بيع الغاز لإسرائيل، ولكن عليهم أن يفسروا لنا لماذا يحتقرون حكم الإدارية العليا أم أن هذا الاحتقار أيضاً هو من أعمال السيادة؟
لقد فقدت كل مصداقية فى هذه الحكومة ولكنى أنصح الوزراء أن يدركوا هذه الحقيقة لأن كل كلمة ينطقون بها تعمق أزمة الثقة العميقة أصلاً وتستفز مشاعر الناس، خاصة النخبة الوطنية الحقة، وننتظر اليوم الذى تصحو فيه ضمائرهم، ولكن ضمائرهم لا تصحو إلا بعد نزع غشاوة المنصب عنهم.

السفير د. عبدالله الأشعل

شيطنوه قبل ان يشنقوه

عبد الباري عطوان
قليلون هم الذين وقفوا، متأملين، ما نشرته صحيفة 'الواشنطن بوست' الامريكية يوم امس الاول، في ملحقها الامني، نقلا عن مسؤولين كبار في وكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي.آي.ايه) حول اقدام الوكالة على فبركة اشرطة جنسية مقززة لتشويه صورة كل من الرئيس العراقي صدام حسين وزعيم تنظيم القاعدة الشيخ اسامة بن لادن، لان صحفا عربية قليلة نشرت هذه المعلومات، بينما تعمدت صحف ومحطات تلفزيونية ومواقع اخبارية اخرى تجاهلها.
الصحيفة قالت ان خبراء في الوكالة المذكورة كانوا يخططون لفبركة شريط يصور الرئيس العراقي الراحل يمارس الجنس مع فتى مراهق، وتعمد ظهور الصورة مهزوزة للايحاء بان التصوير جرى من خلال كاميرا صغيرة مزروعة في السرير لاضفاء بعض المصداقية عليه. كما بحث هؤلاء انفسهم خطة لقطع بث تلفزيون واذاعة العراق الرسميين نبأ عاجلاً عن تنازل الرئيس العراقي عن الحكم لابنه الاكبر عدي 'المكروه' عراقيا لدفع الناس الى الثورة والتمرد مما يسهل عملية الغزو التي كانت على وشك ان تبدأ.
ولعل ما هو اخطر من ذلك، ان الوكالة صورت شريطا فعليا لشبيه للشيخ اسامة بن لادن جالسا حول حلقة من النار في جبال تورا بورا وسط حفنة من الصبيان المخنثين، يعاقر الخمر. ولكن الشريط سُحب (بضم السين) قبل بثه وتوزيعه بساعات معدودة.
هذه الممارسات القذرة، والمقززة، تقدم عليها اجهزة امنية في دولة تقول انها تتزعم 'العالم الحر' وتجعل من نشر قيم الديمقراطية وحقوق الانسان على رأس سلم اولوياتها في العالم باسره.
ربما نفهم، ولكن لا يمكن ان نتفهم، لو ان نظاما ديكتاتوريا متسلطا فاسدا (وما اكثرها في بلداننا العربية) اقدم على مثل هذه الممارسات، ولكن ان تقدم عليها اجهزة في نظام متحضر وديمقراطي، يدعي انه يحكم بالقانون، ويتساوى امامه الجميع، فهذا امر غريب لا يمكن ان يصدقه عقل.
السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو اننا عرفنا هذه الاشياء التي جرى التراجع عنها، ولكن ماذا عن الاشياء والممارسات التي مورست فعلا لاغتيال شخصيات عربية شريفة، في الحكم وخارجه، ولم نعلم عنها بعد؟
وتتفرع عن هذا السؤال اسئلة كثيرة اخرى عن الممارسات التي مارستها اجهزة امن عربية تتبع، او تنسق، مع وكالة المخابرات المركـــزية الامريكيــة، لخدمة المشاريع الامريكية في المنطقة؟
فلم يعد سرا ان الاجهزة الامنية الامريكية 'شحنت' متشددين اسلاميين جرى اعتقالهم في باكستان والعراق وافغانستان الى دول عربية حليفة مثل مصر والاردن والمغرب لتعذيبهم بطرق وحشية لانتزاع اعترافات ومعلومات منهم حول انشطة التنظيمات الاسلامية المتشددة مثل 'القاعدة'، فما الذي يمنع ان تكون هذه الاجهزة الامنية الامريكية قد كلفت نظيرتها العربية بـ'فبركة' تسجيلات واشرطة لسياسيين وصحافيين وكتاب معارضين للمخططات الامريكية في المنطقة، او شن حملات صحافية ضدهم لاغتيال شخصياتهم وتشويه سمعتهم؟
' ' '
الرئيس العراقي الراحل صدام حسين ناله النصيب الاكبر من عمليات التشويه والشيطنة على مدى اكثر من عشرين عاما، اي منذ غزو قواته للكويت عام 1990. ولعبت وسائط اعلام عربية، ومعظمها خليجية، دورا كبيرا في هذا الصدد، ومن المفارقة ان هذه الوسائط وحكوماتها تتباكى حاليا على عراق صدام حسين، وتشتكي لطوب الارض من استبداله بنفوذ ايراني متصاعد.
ولا يمكن ان ننسى وقوف احدى الممرضات امام الكونغرس متأثرة حتى البكاء والنحيب وهي تصف اقدام جنود صدام حسين على انتزاع الاطفال الخدج من حاضناتهم الصناعية في احد مستشفيات الكويت والقائهم على الارض دون رحمة او شفقة للاستيلاء على هذه الحاضنات، لنكتشف بعد ذلك ان هذه الممرضة او الفتاة التي عادت لتوها من الكويت، لتروي هذه الحادثة المأساوية هي الآنسة نيّرة ابنة السفير الكويتي في واشنطن في حينها الشيخ سعود ناصر الصباح، وان القصة مفبركة من الفها الى يائها.
لاعب كرة القدم الفرنسي الشهير تيري هنري، الذي سجل الهدف الحاسم الذي حقق فوز فريق بلاده على نظيره الايرلندي، وضمن وصوله الى نهائيات كأس العالم في جنوب افريقيا (بعد اسبوع) اعترف في اليوم الثاني بكل شجاعة وجرأة، انه استخدم يده لتسجيل الهدف، وقدم اعتذارا صادقا للشعب الايرلندي والعالم باسره، ولكن هذا الاعتراف وما لحقه من ندم لم يغير من واقع الامر شيئا، فهل نطمع من السفير الكويتي، وابنته، باعتذار واعتراف، وفق ما تمليه اعرافنا وعقيدتنا الاسلامية رغم تسليمنا بانهما لن يفيدا أحدا الآن؟
الشجاعة وسمو الاخلاق يقتضيان ذلك اليس كذلك؟
في الاسبوع الماضي كنت مشاركا في منتدى الجزيرة السياسي الاعلامي السنوي، وفوجئت بأحد المسؤولين الامريكيين السابقين (يقال انه كان مسؤولا في السي. آي. ايه والله اعلم) يعترف علانية بان بلاده اخطأت بغزوها للعراق، وقال ان هذا الغزو لم يكن عادلا ومبررا، وقام على اكاذيب وادلة كاذبة مضللة، ولو عاد التاريخ مرة اخرى فإن بلاده لن تقدم على هذا الغزو.
المسؤول الامريكي قال هذا الكلام في حضور كبير امتلأت به القاعة الكبرى، ونقلته 'الجزيرة' بالصوت والصورة، وكان سفير 'العراق الجديد' في المقدمة الى جانب عدد لا بأس به من 'المفكرين' العرب والعراقيين، ولم اسمع كلمة احتجاج او استفسار واحدة من اي من الحضور، الامر الذي اضطرني لطلب حق الرد.
قلت لهذا المسؤول الامريكي، بعد ان اعطيت الكلمة، بانه يتحدث عن خطأ بلاده في العراق كما لو انه خطأ في النحو او الاعراب، او كأن طفلا صغيرا كسر صحنا او لوح زجاج في منزل والديه او جيرانه، ولكن المسألة اضخم من ذلك بكثير. فماذا يفيد هذا الاعتذار لمليون ارملة عراقية قتل ازواجهن بفعل الغزو، او لاربعة ملايين طفل تيتموا او خمسة ملايين عراقي تشردوا بفعل الغزو والاحتلال. ماذا تقول لمن سرقوا اكثر من خمسين مليار دولار من اموال العراقيين في عمليات فساد لم يحدث لها مثيل في التاريخ؟ ثم من يعوض هؤلاء، ومن يقدم من تسببوا في مأساتهم كمجرمي حرب؟ خاصة ان العراقيين دفعوا، حتى الآن 27 مليار دولار كتعويضات عن غزو الكويت ذهبت معظمها للحكومة الكويتية وما زالوا يدفعون.
لم اسمع جوابا.. فقط تصفيقا حارا من القاعة، وكان على رأس المصفقين السفير العراقي كيف تتم ترجمة ذلك الى افعال او خطوات عملية.. ليس عندي اي جواب.
' ' '
عمليات التضليل مستمرة، وتشويه صور الشرفاء المعارضين للمخططات الامريكية ـ الاسرائيلية في الهيمنة والاذلال ستستمر ايضا، فلماذا لا نسمع عن اشرطة مسجلة للزعماء العرب الحاليين الدائرين في الفلك الامريكي، الاجابة لان هؤلاء ليسوا بحاجة الى اشرطة مفبركة اولا، فتجاوزاتهم السياسية والاخلاقية واضحة للعيان، وثانيا لانهم محصنون امريكيا بفعل خدماتهم العديدة التي لا تقدر بثمن ولكن عزاءنا ان هذه الحصانة مؤقتة، وليست دائمة ولا بد ان يتم كشف الغطاء يوما ما.
شعرنا بالاستياء والخجل عندما كشف شبانة التميمي عضو جهاز المخابرات الفلسطيني عن شريط جنسي للدكتور رفيق الحسيني رئيس ديوان مكتب الرئيس محمود عباس جرى تصويره لابتزازه، ولكن بعد كشف صحيفة 'الواشنطن بوست' هذا تبخر هذا الاستياء ولكن الخجل استمر، فهذا هو الشيء الوحيد الذي استفادت منه السلطة الفلسطينية من انخراطها في عملية السلام، اي تعلم اساليب الابتزاز القذرة من المعلم الامريكي الكبير واجهزته المتوحشة المتغولة في هتك الاعراض سواء بصورة مباشرة او بالتزوير او عبر الوسطاء العرب.
نعترف بان الامريكيين وشركاءهم العرب نجحوا في شيطنة الرئيس العراقي الراحل، وألبوا بعض العرب والعراقيين خاصة ضده، بما يبرر جزئيا حصارهم ويشرعن غزوهم واحتلالهم، ولكن الرجل، وبعد ان شاهدنا ما انتهى اليه العراق، بات ينظر اليه نظرة مختلفة خاصة بعد وقفته الشجاعة امام المشنقة، وكلماته القليلة ولكن المؤثرة التي نطق بها في الثواني الاخيرة من حياته.
حكام العراق الجدد حولوا العراق كله الى مقبرة جماعية، ولا يمر يوم دون ان نكتشف سجونا ومعتقلات سرية، وعمليات اغتصاب وتعذيب حتى الموت للمعتقلين المعارضين للحكومة الطائفية، تماما مثلما فعل حلفاؤهم الامريكان في الفلوجة وسجن ابو غريب، الامر الوحيد المؤكد ان الامريكيين لن يفكروا بفبركة تسجيلات جنسية فاضحة لهم لاغتيال شخصيتهم

المصري اليوم: الغلابة يستغيثون بأبو تريكة لحل مشاكلهم بعد يأسهم من الحكومة

عماد الدين حسين يعتبر في (الشروق) أن الموضوعية تقتضي في هذه الأيام السوداء التي تهدد مصر في أمنها المائي أن نشيد بعمق نظرة مصر "الناصرية" تجاه ملف القارة الأفريقية عموما وملف حوض النيل خصوصا، ويرى أن عبد الناصر كان عبقريًا في إدارة علاقاته مع أفريقيا ليصبح بالنسبة لهم أكثر من مجرد زعيم دولة كبرى بحجم مصر، ويتحول إلى ملهم لقادة الثورات وحركات التحرر الأفريقية الذين يحتل أبناءهم اليوم كراسي القيادة في بلدانهم.

يقول حسين في بداية مقاله: عندما جاء الزعيم الأفريقى الكبير نيلسون مانديلا لزيارة القاهرة عقب انتصار الثورة واندحار النظام العنصرى فى جنوب أفريقيا، أذكر أنه زار الجمعية الأفريقية ومقرها فى الزمالك، ويومها أصر على مقابلة محمد فائق أحد الضباط الأحرار ووزير الإعلام الأسبق فى عهد عبدالناصر لكى يقول له «شكرا لكم على الدعم الذى قدتموه لنا».

ويتابع: محمد فائق عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان حاليا كان مكلفا وقتها بمتابعة حركات التحرر الأفريقية والتنسيق معها، وليس غريبا أن يكون كثير من وزراء ومسئولى القارة تلاميذ أو أصدقاء لفائق، وبقية الفريق الذى كان مسئولا عن الملف الأفريقى.

والأهم أنهم يشعرون بأنهم مدينون لمصر، كما قال صادقا رايلا أودينجا رئيس وزراء كينيا فى القاهرة الأسبوق الماضى حينما تحدث عن فضل مصر وعبدالناصر عليه وعلى والده وأسرته وبلده.

ويؤكد عماد الدين حسين أنه مهما اختلفت أو اتفقت مع ثورة يوليو 1952، وزعيمها الراحل جمال عبدالناصر، فإن الموضوعية تقتضى منا الآن أن نشيد بعمق نظرة مصر الناصرية تجاه ملف القارة الأفريقية عموما وملف حوض النيل خصوصا.

ويقول: ليس هذا وقتا للتفاخر أو التنابز، لكن العقلاء فى السياسة هم القادرون على الاستفادة من التجارب السابقة خصوصا إذا ثبت أنها ما تزال صالحة حتى وقتنا هذا.منذ بداية الثورة، والدائرة الأفريقية كانت واحدة من دوائر رئيسية ثلاث تتحرك فيها الدولة المصرية مع الدائرة الإسلامية وعدم الانحياز، إضافة بالطبع إلى التوجه العربى المحورى.

الدائرة الأفريقية لم تكن مجرد شعار وكفى، مثل شعارات كثيرة ترفع الآن.. لكنها كانت توجها أصيلا، وبذلا، وتضحيات، وتحركات.. والنتيجة النهائية أن معظم رصيدنا فى القاهرة الأفريقية ــ إذا كان قد بقى لنا رصيد ــ مستمد من هذه الفترة.

قدمت مصر مساعدات كثيرة لبلدان أفريقية كثيرة كى تنال استقلالها، قدمت أموالا وأسلحة وذخائر، ومقارات للاستضافة، غالبية قادة وزعماء التحرر فى القاهرة الأفريقية عاشوا فى القاهرة أو مروا منها أو تدربوا فيها.

فى المقابل يرى حسين أن المأزق الذى نواجهه الآن بشأن الأزمة مع بلدان حوض النيل هو أيضا نتيجة طبيعية للسياسة التى تكرست بعد زيارة السادات للقدس واتفاقيات كامب ديفيد والانقلاب الكامل على كثير من الثوابت ومنها العلاقة مع أفريقيا.

فقد صار لدينا توجه دبلوماسى يفضل الانطلاق نحو العواصم الغربية خصوصا إذا كانت أوروبية، ويكره السيرة الأفريقية، صار لدينا تجار يفضلون استيراد اللحوم من أوروجواى والهند بدلا من أثيوبيا والسودان.. باختصار صرنا أكثر استعلاء مع الأفارقة رغم أننا لا نملك حتى مقومات الاستعلاء.

وبلهجة بدا فيها مزيج من الحنق والألم يقول حسين: فى الماضى كانت معظم البلدان الأفريقية تأتى للقاهرة ترجوها أن تتوسط فى مشاكلها الداخلية وتقنع فصائل المعارضة فيها بالتهدئة، كنا نملك أوراقا مهمة مع الحكومات والمعارضة فى معظم القارة.. الآن نطلب وساطات الصين وفرنسا وأمريكا وأخيرا إيطاليا كى تقنع بلدان حوض النيل بعدم التأثير على حصة مصر من مياه النيل.

اعتبرت "إدانة" لقيادات أمانة السياسات.. فتوى أزهرية: الاحتكار أكل لأموال الناس بالباطل وزواج رجال الأعمال بالسلطة أهم أسبابه وعلى الرئيس التدخل

قالت دراسة صدرت حديثًا أعدها الدكتور حسين شحاتة الأستاذ بجامعة الأزهر والخبير الاستشاري في المعاملات المالية الشرعية، إن التصدي للاحتكار الذي تحرمه الشريعة الإسلامية يقع على عاتق الحاكم، وأن عليه التدخل لحماية المواطنين من الممارسات الاحتكارية عبر ضبط الأسعار بالأسواق، وتوقيع العقوبة على المحتكر إذا لم يتوقف عن ممارسة نشاطه الاحتكاري.

الدراسة التي صدرت بعنوان "الاحتكار ذو النفوذ السياسي في ميزان الاقتصاد الإسلامي" عدت الاحتكار من الأمور المحرمة في الإسلام، واعتبرته من الظلم وشكلاً من أشكال أكل أموال الناس بالباطل ويؤدي إلي الخراب والتخلف ويسبب ضررا بالناس وبالأسواق ويمس بمقاصد الشريعة، ومنها حفظ النفس وحفظ المال.

يأتي ذلك فيما يئن المصريون من غلاء العديد من السلع الحيوية، بسبب الممارسات الاحتكارية من قبل بعض رجال الأعمال، ومنهم متنفذون بالسلطة، وهو أحد أوجه الاحتكار الذي تشير إليها الدراسة.

إذ تصف هذا الأمر بالتزاوج بين الاحتكار الاقتصادي والاحتكار السياسي، والذي قالت إنه يتمثل في دفع بعض رجال الأعمال أنفسهم إلى مناصب معينة في الأجهزة التشريعية والتنفيذية ذات العلاقة برسم السياسات، واتخاذ القرارات لتحقيق مقاصدهم أو التستر على بعض مخالفاتهم، لاسيما ما يتعلق بقضية الاحتكار.

وأوضحت أن قضية الاحتكار تظهر بوضوح في ظل النظام الاقتصادي الرأسمالي الليبرالي الحر، حيث يتحكم رجال الأعمال في السوق بحرية بدون تدخل من الدولة، تحت مفهوم أو مبدأ: "دعه يعمل، دعه يمر".

لكنها قالت إن الإسلام يوجب على ولي الأمر حماية الأسواق من ظلم المحتكرين، عبر التدخل لضبط المعاملات والتسعير ومعاقبتهم بالعقوبات المناسبة, مما يتعين معه - بحسب الدراسة - إصلاح السلطان ثم إصلاح التاجر.

واعتبرت أن الاحتكار وما يترتب عليه من غلاء في الأسعار هو أحد ثمار سيطرة رجال أعمال منتجين على القرار السياسي في بعض الدول، بما يتيح لهم تحقيق مكاسب بدون حق بحماية من الحكومة، وهذا منهي عنه شرعا، لما يترتب عليه من الإضرار بالناس لاسيما الطبقة الفقيرة التي لا سند لها ولا ركين.

وأشارت إلى أن من بين أساليب الاحتكار، تقديم الهدايا ودعم بعض الأفـراد المنتمين لبعض الأحزاب للحصول علي مزايا احتكارية، فيما اعتبرته الدراسة تضحيات مدروسة منهم لتحقيق عوائد من ورائها تتمثل في تحقيق مكاسب تجارية، ومنها مكاسب الاحتكار التي تفوق التضحيات المقدمة من قبل هؤلاء.

علاوة على التستر خلف مشروعات اجتماعية وخيرية ودعمها، وقد يكون ذلك شعارًا لتحقيق مآرب خفية، منها الاحتكار مع التأثير على بعض الأجهزة الحكومية لمنع إعطاء أي موافقات لإنشاء مشروعات لمنافسين لهم بحجج شتى، منها البعد الأمني، والبعد القانوني ونحـو ذلك، حتى يظل رجال الأعمال المحتكرون في حماية الحكومة من أي منافسة قد تظهر لهم بالأسواق.

بالإضافة إلى تباطؤ بعض الأجهزة الحكومية في اتخاذ القرارات اللازمة لحماية المستهلك من احتكار بعض رجال الأعمال بدعاوى التأني والتريث في اتخـاذ القـرارات ومعرفة آثارها الجانبية، وبدعاوى حماية الاستثمار والمستثمرين والمحافظة على حرية الأسواق واحترام الاتفاقات والعقود العالمية.

وقالت استنادًا إلى رأي جمهور الفقهاء، ومنهم الأحناف والمالكية والشافعية، إن لولي الأمر أن يأمر المحتكر بالبيع بقيمة المثل، وإزالة الظلـم عن الناس عند ضرورتهم لمثل هذه الأشياء، كما أن من مسئوليته التدخل في الأسواق في حالة الاحتكار والتسعير، وله الحق في توقيع العقوبات التعزيرية على المحتكرين الذين لم ينصاعوا لتهديداته وإنذاراته.

ويرى بعض الفقهاء أن على ولي الأمر أن ينصح المحتكر وينذره بالعقاب، وإذا عاد إلى الاحتكار مجددا عليه أن يعاقبه لمخالفة أحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية، بالعقوبة التي يراها مناسبة في ضوء أحوال السوق وظروف المحتكر ونوع المخالفة، ومنها عقوبة الحبس أو الغرامة المالية أو كلاهما معا، كما تؤكد الدراسة.

قيادات رفيعة بالوطني قلقة من ظاهرة "المحاباة" في اختيار مرشحين للشورى لهم ملفات قضائية مشينة بعضها مفتوح وبعضها أدانهم فيها القضاء بالفعل

قيادات رفيعة في الوطني أبدت قلقها من ظاهرة "المحاباة" الشخصية في المجمع الانتخابي للحزب أثناء اختيار مرشحي الشورى ، القيادات المشار إليها أكدت على أن العديد من المرشحين الذين اختارهم الحزب ليسوا فوق مستوى الشبهات وبعضهم له ملفات قضايا ما زالت منظورة وأخرى تم إدانتهم فيها فعليا ، وحذرت من أن الحزب قد يكون مقبلا على سلسلة فضائح جديدة على نمط ما تعرض له في السنوات الماضية بظهور نواب المخدرات ونواب التهريب ونواب الفساد
المصريون

خشية تعرضه لموجة هجوم.. الطيب يرفض عودة "جبهة علماء الأزهر" بصورة رسمية ويجري اتصالات مع رموزها

رفض الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، الموافقة على استئناف نشاط "جبهة علماء الأزهر" بصورة شرعية، والعمل على إلغاء الأحكام التي حصل عليها سلفه الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر السابق بحلها ومصادرة مقرها.

ويخشى الطيب التعرض للهجوم في حال قرر عودة الجبهة بصورة رسمية من جهات رسمية وغير رسمية، نظرا لوجهة نظر الجبهة في العديد من القضايا، والتي تشن فيها هجومًا على النظام الحاكم في مصر، لذا فضل التعاون مع بعض رموزها "المعتدلين" في المرحلة القادمة املأ منه في إعادة الهيبة والقوة للأزهر.

فقد كشفت مصادر مقربة من الطيب عن نيته التعاون مع أعضاء الجبهة الموجودين في مصر، وعلي رأسهم الدكتور محمد عبد المنعم البري، والدكتور العجمي الدمنهوري، بعد إصدار سلسلة بيانات رحبت بتنصيبه خلفًا لطنطاوي الذي رحل في مارس الماضي، والذي كانت على خصومة شديدة معه.

وتجرى اتصالات بين الجانبين من خلال الدكتور محمد عبد العزيز واصل وكيل الأزهر منذ شهرين، خاصة وأن الأخير يعتبر تلميذًا للدكتور محمد البري، وقد طالب بأن تخفف الجبهة من بياناتها التي كانت دائما تنتقد شيخ الأزهر السابق، وأن تفتح صفحة جديدة مع الإمام الحالي وأن تكون بياناتها بنائة تضع حلولا ورؤى جديدة للارتقاء بمؤسسة الأزهر والعودة به إلي مكانته المعروفة.

وكانت الجبهة وعلى غير العادة، أصدرت بيانا تثني فيه على قرارات اتخذها الطيب، أحدها خاص بإلغاء عقود الزواج التي كانت تقام بمقر المشيخة، وآخر خاص بإلغاء التفويضات الخاصة لشيخ الأزهر في بعض الاختصاصات لتنتقل تلك الاختصاص إلى المجلس الأعلى للأزهر، وفقا لأحكام القانون 103 لسنة 1961 ولائحته التنفيذية التي تنص على ضرورة الرجوع للجنة من المجلس الأعلى للأزهر قبل اتخاذ أي قرار يتعلق بقبول التبرعات والهبات والوصايا من شيخ الأزهر، كما أثنت على قرار بإعادة تدريس فقه المذاهب مرة ثانية.

أكد الدكتور محمد عبد المنعم البري الأمين العام السابق لجبهة علماء الأزهر استعداده التام التعاون مع شيخ الأزهر في أي شيء يعيد للأزهر هيبته وقوته، فالرجل يحب الأزهر ويحمل همومه على عاتقه وهو يقول فيفعل.

وقال إن الجبهة أسعدها أسلوب الطيب في تسيير أمور الأزهر وما اتخذه من قرارات من شأنها أن ترد للأزهر هيبته وتحافظ على مكانته، خاصة أن الأزهر منارة للعلم وللدعوة في العالم كله بعد أن تراجع دور الأزهر في السنوات الأخيرة.

يذكر أن الجبهة كانت على خلاف شديد مع الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الراحل عقب إصدارها فتاوى ضد رغباته فقام الأخير برفع دعاوى قضائية وحصل علي حكم قضائي نهائي بحلها أواخر عام 1999م.

ومنذ عام 2000م اختفت الجبهة حتى عاودت الظهور مرة أخري من الكويت وأطلقت موقعا إلكترونيا معلنة إحياء نشاطها ورسالتها، وظلت جبهة علماء الأزهر علي موقفها الواضح والعدائي لكل ما هو صادر عن مشيخة الأزهر وتحديداً من الدكتور محمد سيد طنطاوي.

وفور أن تصدر فنوي أو رأي في أي موقف تجد علي الفور الفتاوى المناهضة لها علي موقع جبهة علماء الأزهر ناهيك عن الهجوم الضاري علي كل ما هو أزهري وصادر عن المؤسسة الدينية الرسمية، أضف إلي ذلك سيل الاتهامات والشتائم للمشايخ وعلماء الجامع الأزهر، ولكن الوضع تغير كثيرا الآن بفضل اتفاق وجهات النظر بين الطيب وأعضاء الجبهة.

الحكم نهائي وغير قابل للطعن.. المحكمة الإدارية العليا تلزم البابا شنودة بمنح تصريح للمسيحيين المطلقين بالزواج الثاني




رفضت المحكمة الإدارية العليا طعن البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وأيدت حكم محكمة القضاء الإداري (أول درجة) الذي يلزمه بمنح تصريح بالزواج للمرة الثانية لقبطي مطلق، فيما من غير المرجح أن يلتزم بتنفيذ الحكم، بزعم أن ذلك يتنافى مع العقيدة الأرثوذكسية التي لا تسمح بالزواج الثاني في حالات الطلاق إلا لعلة الزنا، أو الوفاة.

ويعد الحكم الصادر بجلسة السبت حكما نهائيا وباتا غير قابل للطعن عليه بأي وجه من أوجه التقاضي.

وكان مسيحي يدعى هاني وصفي اختصم البابا شنودة في الدعوى التي أقامها وطعن فيها علي رفض الكنيسة الأرثوذكسية إعطاءه تصريحا بالزواج مرة أخري بعد طلاقه من زوجته الأولى وأصدرت محكمة القضاء الإداري حكما لصالحه وقضت بأحقيته في الحصول علي هذا التصريح.

إلا أن البابا شنودة طعن على الحكم الذي رفضته المحكمة الإدارية العليا، وقالت في حيثيات حكمها الذي أصدرته برئاسة المستشار محمد الحسيني رئيس مجلس الدولة إن الحق في تكوين الأسرة حق دستوري يعلو فوق كل الاعتبارات وأن المحكمة إذ تحترم المشاعر الدينية غير أنها تحكم وفقا لما قرره القانون، مشيرة إلى أن القاضي لا مفر أمامه إلا تنفيذ ما نص عليه القانون وقواعده.

ولا يعتزم البابا شنودة الالتزام بالحكم الصادر ومنح تصريح للمسيحي للمطلق بالزواج، بعد أن صرح في وقت سابق عقب صدور حكم محكمة أول درجة، أن "الحكم الصادر من محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة بإلزام الكنيسة المصرية باستخراج تصريح زواج للمسيحي المطلق من زوجته غير ملزم للكنيسة"‏.‏

وأضاف: "نحن لا يلزمنا إلا تعاليم الإنجيل المقدس وكل ما يخالف الإنجيل لا نستطيع أن نخالف ضمائرنا وننفذه‏ وحكم المحكمة هو حكم مدني وليس كنسيا‏".‏

ويرفض البابا شنودة الالتزام بلائحة عام 1938 الخاصة بتنظيم الأحوال الشخصية للمسيحيين، قائلا إن هذه اللائحة قررها أشخاص علمانيون ليسوا على دراسة بتعاليم المسيحية كما ينبغي فقرروا أمورا على المستوى الاجتماعي وليس على المستوى التعليم الديني، متعللا بأنه وإن كان قد أصدرها أعضاء المجلس المللي من الباشوات البكوات منذ زمن، لكنها لاقت اعتراضا من رجال الدين ولم يوافق عليها البطريرك في ذلك الوقت لأنه كان هناك صراع بين البطاركة والمجالس المللية.

وكان القضاء الإداري استقر على اعتبار المؤسسات الكنسية هيئات عامة منذ سنة 1984 حين حكمت المحكمة العليا باختصاصها بنظر قرار "الفرز"، أي الفصل من عضوية الكنيسة، والذي يعتبر أقسى قرار لما يتضمنه من حرمان المفصول من أية رابطة تربطه بالكنيسة الإنجيلية، أما الأقباط الأرثوذكس فطعونهم في قرارات كنيستهم أقل.

وكانت أوائل الأحكام التي صدرت في هذا الصدد حكم محكمة القضاء الإداري عام 1954 في الدعوى التي انتهت فيها المحكمة إلى أن بطركخانة الأقباط الأرثوذكس تعتبر من أشخاص القانون العام، وأن ما يتفرع منها يعتبر هيئات إدارية.

الأربعاء، ١٩ مايو ٢٠١٠

نائب:يا يوسف بيه عيب نناقش الموازنة وانت بتلعب في الموبايل


وجه 103 من أعضاء مجلس الشعب يمثلون المعارضة والمستقلين و"الإخوان المسلمين" مذكرة إلى الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس المجلس عبروا فيها عن رفضهم للموازنة والخطة الجديدة للعام المالي 2010/2011، مرجعين ذلك إلى كونها تعكس سياسات الحكومات المتعاقبة للحزب "الوطني" التي يتهمونها بمحاباة الأغنياء على حساب الغالبية العظمى من الفقراء في مصر، وحملوا إياها المسئولية عن انتشار الإضرابات العمالية في مصر، جراء الانخفاض الشديد في الأجور، وتعرض العمال للتعسف والتشريد على يد المستثمرين ورجال الأعمال الذين اشتروا مصانع ووحدات القطاع العام في إطار برنامج الخصخصة.

وذكّر النواب في مذكرتهم الدكتور سرور بانتقاداته للحكومة في ظل وجود عمالة تتقاضى 100 جنيه فقط في الشهر، مشيرين إلى أن الموازنة الجديدة لا تعالج الخلل في الأجور، والأكثر من هذا أنها قامت بتخصيص 33 مليار جنيه مرة واحدة تحت بند المستشارين والخبراء.

وشن النواب في تعليقاتهم هجومًا عنيفًا على الدكتور يوسف بطرس غالي وزير المالية، الذي كان حاضرًا الاجتماع، وواجه اتهامات لاذعة من النواب، خاصة النائب محمد عبد العليم داود الذي سخر من الوزير بسبب انشغاله عن متابعة المناقشات، وصاح فيه قائلا" "يا يوسف بيه عيب.. يا يوسف بيه يبقى بنتكلم في الموازنة ودعم الفقراء وأنت شغال تلعب على الموبايل في الشعب والشورى".

واعتبر أنه من المخجل أن يطلب مجلس الشعب من الحكومة زيادة الأجور بناء على الضغوط الشعبية ولا تستجيب الحكومة لذلك، وصاح قائلاً: "أقسم بالله لو كان القرار بيدي لوضعت أكبر رأس فيكِ يا مصر في السجن حتى أجبره على إعادة الفلوس التي نهبها الكبار ويقدمها للفقراء المعتصمين بالخارج".

وتوجه إلى سرور قائلا: "يا ريس لو أنت أسقطت عضويتي في المجلس مش حأزعل لأني أصبحت مكسوف كعضو مجلس الشعب وأنا أمر على المعتصمين بالخارج ولا أستطيع أن أفعل لهم شيئا"، وصب جام غضبه على وزير المالية، قائلاً له: "يا يوسف بيه ما بقاش عندنا دم نحس بالناس الغلابة في الخارج".

وبدا ملحوظًا أن وزير المالية يتجاهل تعليقات وانتقادات النواب، إلى حد أن رئيس المجلس صاح فيه قائلا: "يا سيادة الوزير اتفضل أقعد وما تكلمش حد يا وزير المالية"، وذلك بعد أن انتقد النائب الإخواني حسنين الشورة الارتفاع الجنوني في أسعار اللحوم في ظل عجز غالبية الأسر المصرية عن مواجهة تلك الزيادة، وتوجه للوزير قائلا: "يا يوسف بيه يا يوسف بيه كيلو اللحمة بقى بـ 50 جنيه"، وخاطب الوزير متسائلاً: "حق الناس المعتصمين بالخارج منذ شهور في رقبة مين يا وزير المالية"؟.

وفي حين تجاهل التعليق على انتقادات نواب المعارضة، رد غالي على تساؤلات نواب الحزب "الوطني"، وقال "إنه تم إنفاق 4 مليارات جنيه على مشروعات المياه والصرف الصحي خلال السنوات الثلاثة الأخيرة، وإنه تم إدراج 3 مليارات جديدة في الموازنة الجديدة لهذه المشروعات ليصل الإجمالي إلى 7 مليارات جنيه، وإنه سوف يتم تدبير هذه المبالغ إما من المنح الدولية أو من خلال العجز الإضافي".

لكنه اعترف بأن "الدعم يعود في النهاية للأسر الغنية، بدليل أننا أجرينا دراسة ووجدنا أن الأسرة الفقيرة تأخذ من دعم البترول 300 جنيه والغنية 1700 جنيه"، وقال إن الحكومة تحاول وضع نظام جديد لدعم السلع البترولية لا تتضرر منه الأسر الفقيرة وإذا احتاج الأمر لتعديل تشريعي سيتم عرضه على المجلس".

وعبر غالي عن رفضه لمقترحات باعتماد "الضريبة التصاعدية"، وقال "جربناها من سنتين ولم تدر شيئا".

وكان نواب الحزب "الوطني" تسابقوا في توجيه عبارات المديح للمهندس أحمد عز رئيس لجنة الخطة والموازنة في إعداد تقرير الموازنة الجديدة، ولم يوجهوا أي انتقادات سوى المطالبة بزيادة الخدمات في دوائرهم.

وفي الوقت الذي وصف فيه النائب رجل الأعمال محمود خميس "بالنائب المتميز صاحب التقدير المتميز"، قال النائب مختار المعبدي إن هو الذي أجبر الحكومة على مد شبكات الصرف الصحي وزيادة المبالغ المخصصة للدعم، واعتبره النائب محمد أبو المجد "ظاهرة عبقرية لن تتكرر وأنه لا يحتاج لشهادة من أحد على تميزه وعبقريته"، على حد تعبيره.

في المقابل، دخل عز في مواجهة حادة مع نواب المعارضة والمستقلين، بعد أن اتهمهم بأنهم يتبعون الأسلوب الشيوعي الذي يعتمد على ذكر معلومات وأرقام مضللة، وقال إن "استخدام الأرقام المضللة دا أسلوب شيوعي وكان ناجح مع الأنظمة الشيوعية التي كانت تعيش على صوت واحد ورقم واحد و"أركب وخلاص".

وحين صاح نواب "الإخوان" محتجين على وصف عز لهم، عقب الدكتور سرور، قائلا "يا سيدي أنت هذا مجرد رأي.. والشيوعية ما فيهاش حاجة".

وكان النائبان حسين إبراهيم وأحمد دياب قالا إن المصانع التي تستخدم عمالة كثيفة ويملكها رجال أعمال تحصل على دعم للطاقة في العام قدراه بـ 36 مليار جنيه، وهو ما نفاه عز، واتهم النائبين بالتضليل، وقال: "هذا رقم مضلل وهذه المصانع تحصل على دعم صفر وهذا موثق من الجهاز المركزي للمحاسبات والرقم كاذب ولا يستند على معلومات موثقة أو منشورة".

وعقب دياب قائلاً: "نحن ضد الشيوعية وضد أي ممارسات احتكارية أو ننحاز للأغنياء أو إلى طبقة معينة" وأشار إلى أن المهندس سامح فهمي وزير البترول هو الذي أكد أن المصانع كثيفة العمالة تحصل على دعم للطاقة سنويا يقدر بـ 36 مليار جنيه، وطالب باستدعاء الوزير.

ودخل عز في مواجهة أخرى مع النائب الإخواني صبري عامر حين قال الأخير إن أموال الصناديق الخاصة وصل 909 مليار جنيه، ورد الأول بالنفي القاطع، بسبب ضخامة الرقم، وقال: "دا إجمالي الناتج القومي في مصر 1300 مليار جنيه ولا يمكن أن يكون الرقم 909 مليار جنيه صحيح".

وهو ما نفاه أيضًا وزير المالية وقال إن الرقم الذي أعلن عنه النائب غير صحيح، وانتقد النواب الذين يتحدثون بالمليارات، وقال لهم: "بلاش كلام بالمليارات والمليارات كثرت شمال ويمين ويجب أن نلتزم في استخداماتنا للأرقام".

وعندما صاح فيه نواب المعارضة، قال لهم: "اسمع أنت وهو يمكن أن تتعلم حاجة"، وقال "الموازنة بتحدد كل مليم بيتصرف على إيه"، وأوضح إن أموال الصناديق الخاصة موجودة في حساب الخزانة الموجودة داخل البنك المركزي المصري، وقدر إجمالي جملة هذه الأموال بـ 30 مليار و500 مليون جنيه فقط لا غير، وأضاف: "مافيش حاجة اسمها 909 مليار جنيه داخل الصناديق".

ودافع غالي عن السياسات الحكومية وقال إن استخدام الغاز الطبيعي في الصناعات الكثيفة يأتي لصالح الموازنة العامة، حيث يتم شراء المليون وحدة بـ 3 دولار في حين أن 70% من إنتاج الغاز يذهب إلى شركات إنتاج الكهرباء التي تدفع مقابل الوحدة الحرارية للغاز دولارًا و40 سنتا من أجل دعم المواطنين رغم العبء الثقيل.

المصريون

زيناوي وتصريحات نارية ضد مصر


بعد ساعات من توقيع كينيا على اتفاق عنتيبي وفي ذروة الخلافات المتصاعدة بين دول حوض النيل ، فوجيء الجميع بتصريحات نارية لرئيس الوزراء الإثيوبي ميليس زيناوي شن خلالها هجوما حادا على مصر ، منتقدا موقفها الرافض لإعادة توزيع حصص المياه .

وفي لقاء مع قناة "الجزيرة" يوم الأربعاء الموافق 19 مايو / أيار ، أضاف زيناوي قائلا :" مصر مازالت تسيطر عليها أفكار بالية وهي أنها تمتلك مياه النيل وهي من تحدد وحدها الحصص بين دول حوض النيل ".

ولم يكتف بما سبق ، بل إنه شدد أيضا على أن مصر ليس من حقها منع إثيوبيا من إقامة سدود على نهر النيل ، وفي محاولة مفضوحة لإحداث اختراق في التنسيق الكامل بين مصر والسودان ، زعم زيناوي أن السودان ليس المشكلة وإنما مصر هي المشكلة فقط .

واللافت للانتباه أن تصريحات زيناوي جاءت بعد ساعات من توقيع كينيا يوم الأربعاء الموافق 19 مايو على الاتفاقية الإطارية الجديدة لبعض دول المنبع لإعادة تقسيم مياه النيل لتنضم بذلك إلى دول منابع حوض النيل الأربع ، إثيوبيا وأوغندا ورواندا وتنزانيا ، التى وقعت في 14 مايو فى مدينة عنتيبى الأوغندية على الاتفاق الجديد وذلك فى غياب دولتى المصب مصر والسودان.

كما جاءت تصريحات زيناوي بالتزامن مع وصول وزير الموارد المائية والرى في مصر الدكتور محمد نصر الدين علام إلى الخرطوم مساء الأربعاء الموافق 19 مايو في زيارة للسودان تستغرق يومين يلتقى خلالها نظيره السودانى كمال على للتشاور حول مستقبل التعاون بين البلدين فى موضوع مياه النيل وصيانة حقوقهما التاريخية في هذا الصدد .

وقال علام في تصريح له عند وصوله السودان إن الهدف من زيارته الحالية للخرطوم هو استمرار التشاور والتنسيق المصرى السودانى حول التعاون المشترك للاستخدام الأمثل لمياه نهر النيل بما يخدم جميع دول الحوض وشعوبه.

وأضاف أن موقف مصر والسودان معلن من قبل بخصوص اتفاق عنتيبى، موضحا أن هذا الاتفاق لا يعفى دول المنبع من التزاماتها نحو الاتفاقيات السابقة مع مصر والموجودة منذ عشرات السنين وهى اتفاقات قائمة وسارية وأن اتفاق عنتيبى لا يعنى إلغاء الاتفاقيات القديمة السارية بين دول الحوض.

وأشار علام إلى العلاقات المتميزة والتاريخية التى تربط مصر بتلك الدول ولكن مصر والسودان تطالبان بتطبيق القانون الدولى الذى يحكم جميع الاتفاقيات ومصر تحترم اتفاقاتها والقوانين الدولية التى تكفل لمصر أن تخطر مسبقا بأى مشروع يقام على نهر النيل ، مؤكدا أن أى مشروع يضر بمصالح مصر حسب الاتفاقات السارية فلن تتم الموافقة عليه.

وشدد على أن من حق مصر اتخاذ الاجراءات اللازمة للمحافظة على حقوقها التاريخية فى استخدام مياه النيل ، مشيرا إلى أن مصر ترحب بأى مشروع لزيادة الطاقة الكهربائية لدول الحوض ولكنها فى الوقت نفسه لن تسمح بأى استخدام لمياه النيل فى الرى يضر بحصة مصر المعروفة حسب الاتفاقات السارية حاليا.

وانتهى إلى التأكيد على أن مصر ستكثف جهودها الدبلوماسية للمحافظة على "حقوقها التاريخية" في نهر النيل بعد توقيع خمس دول إفريقية من دول حوض النيل على معاهدة جديدة لتقاسم مياه هذا النهر رغم معارضة القاهرة والخرطوم .

تحركات دبلوماسية

ويبدو أن زيارة علام للسودان هي بداية تحركات دبلوماسية مكثفة من جانب مصر لإحباط المؤامرة الأمريكية الإسرائيلية التي تحاك سرا وتتزعمها اثيوبيا ضد حقوق مصر والسودان التاريخية في مياه النيل ، حيث كشفت وسائل الإعلام المصرية أن القاهرة تنتظر زيارة رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية جوزيف كابيلا في 29 ايار/مايو ورئيس بوروندي بيار نكورو نزيزا في حزيران/يونيو المقبل .

وبالنظر إلى أن جمهورية الكونغو الديمقراطية وبوروندى وهما من دول المنبع لم توقعا بعد على اتفاق عنتيبي الجديد ، فإن الزيارتين تحملان أهمية قصوى لإحباط المؤامرة ضد مصر والسودان ، حيث تريد دول المنبع الموقعة على اتفاق عنتيبي أن يحل الاتفاق الجديد محل الاتفاقين السابقين الموقعين خلال الحقبة الاستعمارية (1929 و1959) ويمنحان دولتي المصب أي مصر والسودان 87% من اجمالي مياه النهر مع 55,5 مليار متر مكعب للأولى و18,5 مليار متر مكعب للثانية ، كما يمنحان القاهرة حق الفيتو فيما يتعلق بكل الأعمال أو الإنشاءات في دول المنبع التي يمكن أن تؤثر على حصتها من مياه النهر التي تمثل 90% من احتياجاتها المائية .

ويبدو أن زيناوي تناسى في ذروة تحديه لمصر أنه ليس من حقه وفقا للاتفاقات السابقة إقامة سدود تؤثر على حصتها في مياه النيل كما تناسى أيضا أنه أمام مصر عدة خيارات منها اللجوء إلى مجلس الأمن الدولي ومحكمة العدل الدولية في ضوء حقيقة أن الاتفاقيات المائية كاتفاقيات الحدود لا يجوز تعديلها أو المساس بها .

هذا بالإضافة إلى أن اتفاقات المرحلة الاستعمارية التي يراد إعادة النظر فيها بما فيها اتفاق توزيع حصص المياه هي ذاتها التي أنشأت تلك الدول وإعادة النظر فيها من شأنها أن تطلق عنان الفوضى ليس في دول حوض النيل فحسب وإنما في إفريقيا كلها ، بجانب أن هناك قواعد عامة لإدارة مياه الأنهار العابرة للدول تنص على إقرار مبدأ الحقوق التاريخية المكتسبة في الموارد المائية وتعتبر أن مياه الأنهار مورد طبيعي مشترك لا يخضع لسيادة دولة بذاتها وهذه القواعد أقرها معهد القانون الدولي في عام 1961 .

وقف برامج المنصر زكريا بطرس علي قناة الحياة


قررت قناة "الحياة" التنصيرية التوقف عن بث برامج القمص "زكريا بطرس" الذي يعد واحدًا من أكثر شخصيات الكنيسة المصرية إساءةً للإسلام وتطاولاً على الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
وجاء في رسالة صادرة عن منظمة "جويس ماير" التنصيرية الأمريكية التي تصنف قناة "الحياة" ضمن شركائها الرئيسيين: "نحيطكم علمًا وحسب ما أفادنا به ... فإن هذا هو الشهر الأخير لبرامج الأب بطرس على قناة الحياة".
وقالت قناة "بي بي سي" العربية إنها تلقت هذه الرسالة من منظمة "جويس ماير" على خلفية سعيها للتواصل مع المسئولين في قناة "الحياة"؛ بهدف إعداد فيلم وثائقي عن من وصفتهم بـ"المتنصرين في العالم العربي".
لكن قناة "الحياة" التي تعمل في سرية تامة وتحيط العاملين بها بإجراءات أمنية مشددة، ردت على جميع محاولات "بي بي سي" بالرفض "لأسباب أمنية".
وتقول قناة "بي بي سي" إن فريق إعداد الفيلم الوثائقي توجه بعد ذلك إلى منظمة "جويس ماير" بعد أن تأكد من وجود علاقة شراكة مع القناة ولكنها رفضت بدورها. وعلى إثر ذلك، قدمت "بي بي سي" إلى المسؤولين عن المنظمة مقتطفات من البرامج التي تبث على قناة الحياة وخاصة تلك التي يقدمها القمص زكريا بطرس.
وردت جويس ماير في بيان إلى "بي بي سي" بأنها تشتري ما نسبته 20 في المئة من إجمالي الوقت الخاص بقناة الحياة، وتبث برامج المنصرة الأمريكية عليها بالعربية والفرنسية تسع مرات يوميا، لكنها لا تتمتع بأي سلطة تحريرية على ما تبثه الحياة من برامج أخرى. ثم أعقبت ذلك برسالة أخيرة أبلغت فريق العمل بخبر إيقاف برامج القمص زكريا بطرس.
يذكر أن هذه المنظمة تمارس أنشطة تنصيرية تحت غطاء من العمل الخيري في مصر ولبنان. علمًا بأن ما تجمعه من تبرعات تصل قيمته إلى عشرات الملايين من الدولارات سنويا في العام.
حقيقة توقف برامج زكريا بطرس:
ويقول متابعون لأنشطة قناة "الحياة" التنصيرية إن "زكريا بطرس" لم يظهر على شاشة القناة منذ ثلاثة أسابيع، وقامت القناة بإعادة حلقة قديمة له.
وجاء انقطاع برامج بطرس في أعقاب تصريح له على برنامج "البالتوك" قال فيه إنه يتعرض لضغوط لوقف برامجه على قناة الحياة.
ورغم أن الكنيسة المصرية تحاول دائمًا أن تنأى بنفسها -رسميًّا- عن "زكريا بطرس" إلا أن زعيم الأقباط في مصر "البابا" شنودة رفض في حوار مع الإعلامي المصري عمرو أديب توجيه أي إدانة له على خلفية إساءاته المتكررة للإسلام وللنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بل ذهب أبعد من ذلك عندما طالب في الحوار نفسه علماء المسلمين بالرد على زكريا بطرس؛ لأنه -بزعمه- لم يفعل هذا تعصبًا ضد الإسلام وكراهيةً له!!، وهو ما رأى مراقبون أنه تبنٍ من الكنيسة المصرية لما يطرحه زكريا بطرس من إساءات ضد الإسلام.
وقد انبرى عددٌ من دعاة الإسلام والمشايخ للرد على زكريا بطرس بعد هذه الدعوة التي قدمها "شنودة"، ومن أهمهم الشيخ محمد عبد الملك الزغبي الذي خصص حلقات متتابعة على قناة "الخليجية" الفضائية للرد على ما يثيره من شبهات. ومنهم أيضًا الشيخ "إيهاب عدلي" الذي يخصص حلقات برنامجه الذي يذاع على قناة الحافظ الفضائية للرد على شُبَه النصارى وفضح معتقداتهم، وقد دأب على استضافة الداعية "وسام عبد الله"، الباحث في مقارنة الأديان والمتخصص في "المسيحيات".
وكان عددٌ من دعاة الإسلام قد دعوا "زكريا بطرس" للمناظرة، أكثر من مرة، وحتى من خلال قناته نفسها، ولكنه كان يرفض في كل مرة بحجج واهية؛ خوفًا من فضح أكاذيبه وافتراءاته. ومن أهم هؤلاء الدعاة الدكتور "منقذ السقار"، والداعية "وسام عبد الله"، مؤسس إحدى أشهر غرف الحوار مع النصارى على برنامج "البالتوك".
وقد أرجع عدد من المتابعين إيقاف برامج زكريا بطرس على قناة "الحياة" إلى هذه الردود القوية والمفحمة التي تنهال عليه وعلى قناته من قبل دعاة المسلمين الذين لم يكتفوا بالرد على أكاذيبه وافتراءاته بل ذهبوا إلى فضح معتقده استنادًا إلى ما ورد في ما يسمى بـ"الكتاب المقدس".


اضف تعليق ارسل لصديق اطبع الخبر

سينارييو أمريكي صهيوني لاضعاف أردوغان


كشفت مصادر صحافية تركية، اليوم الأربعاء، النقاب عن سيناريو أمريكي لإضعاف حكومة رجب طيب أردوجان، رئيس حزب العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية.
وذكرت صحيفة "أكشام" العلمانية أنه في الوقت الذي تتجه فيه الأنظار في تركيا إلى ما سوف يسفر عنه المؤتمر الطارئ لحزب الشعب الجمهوري العلماني المعارض، حيث يتوقع أن يتم انتخاب كمال كليتش خلفًا لدنيز بيكال الذي قدم استقالته قبل أسبوع إثر فضيحة جنسية، تولي الولايات المتحدة اهتمامًا خاصًا بالتطورات الحاصلة الآن علي الساحة السياسية التركية.
وأضافت الصحيفة أن واشنطن باتت ترغب في وجود حزب منافس قوي للعدالة الحاكم، وأكدت أن إدارة باراك أوباما عازمة علي إضعاف حكومة أردوجان لممارساتها المناوئة والمناهضة لـ"إسرائيل" وفي نفس الوقت الاقتراب من محور إيران سوريا المعادي للولايات المتحدة الأمريكية‏.‏
خلاقات تركية أمريكية:
وكانت وزيرة الخارجيّة الأمريكيّة هيلاري كلينتون قد أعلنت أن الولايات المتحدة توصلت إلى إتفاق مع روسيا والصين حول مشروع قرار يفرض عقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل، وذلك في أعقاب تهديد وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو بانسحاب بلاده من الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع إيران والبرازيل بشأن مبادلة الوقود النووي بيورانيوم عالي التخصيب على الأراضي التركية، في حالة إقدام الدول الكبرى على فرض عقوبات جديدة بحق طهران، فيما دعا أردوجان خلال قمّة الإتحاد الأوروبي وأمريكا اللاتينيّة في مدريد "المجتمع الدولي إلى دعم البيان الختامي (للدول الثلاث إيران والبرازيل وتركيا) باسم السلام العالمي". وأضاف: "علينا الكفّ عن التحدث عن عقوبات ضد إيران بعد هذا الإتفاق".
وعلى صعيدٍ آخر، قالت مصادر أمريكية إن إدارة أوباما قلقة جدًا من سياسات أردوجان تجاه "إسرائيل" والتقرّب التركي المتنامي من سوريا.
ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية عن المصادر الأمريكية قولها "إن الولايات المتحدة لم تحدد بعد ما إذا كان التقرّب التركي السوري هو دليل على قرار إستراتيجي تركي بإعادة توجيه السياسة التركية بعيدًا عن الغرب، إلاّ انها تراقب السلوك التركي بقلق".
خلافات تركية "إسرائيلية":
وكان اللوبي اليهودي في الكونجرس الأمريكي قد بدأ في التحرك ضد تركيا، وذلك في أعقاب صفعات أردوجان المتتالية لـ "إسرائيل"، وتم عرض مسودة قرار على مجلس الشيوخ الأمريكي للإعتراف بما يسمى "بالمذبحة العثمانية ضد أرمن الاناضول" عام 1915.
وكان زعماء يهود أمريكيين قد التقوا، في وقتٍ سابق، مع السفير التركي في واشنطن، نابي سينسوي، وأعربت القيادة اليهودية عن قلقها العميق من الاتجاه الذي تسلكه تركيا في ظل حكم حزب العدالة والتنمية بعد سنوات من العلاقات الوثيقة المثمرة".
وفي وقتٍ سابق، كشفت مصادر صحافية عن رفض تركيا لرسالة بعثت بها "إسرائيل" إلى أنقرة تحدثت عن الخطر الذي تمثله سوريا على استقرار الأوضاع في الشرق الأوسط، وضرورة الإبقاء على مسافة معينة بين تركيا وسوريا، وقالت مصادر مطلعة إن أنقرة أبلغت "تل أبيب" بأن تركيا لن تسمح لأي طرف وأية جهة مهما كانت يتحديد ورسم سياسة علاقاتها الخارجية مع السوريين أو غيرهم.
وسبق وأن قال أردوجان، في معرض رده على الانتقادات "الإسرائيلية" والأمريكية لتركيا بسبب استبعاد "إسرائيل" من المناورات "أود أن يعلم الجميع بأن تركيا دولة قوية تتخذ قراراتها بنفسها وتركيا لا تتلقى تعليمات من أي كان لاتخاذ قراراتها".
وفي سياقٍ متصل، كشفت تقارير صحافية عبرية عن خوف متنامٍ داخل "إسرائيل" من قيام أردوجان بعملية "أسلمة" للجيش التركي، ونقلت عن مصدر سياسي "إسرائيلي" رفيع المستوى قوله "تراودنا، ومعنا بعض الدول الغربية، مخاوف من أن يكون أوردجان، يقوم بصمت وبحزم بعملية أسلمة لتركيا".
وأكدت مصادر سياسية "إسرائيلية" بأن هذه المخاوف مشتركة أيضًا لعدد من الدول الغربية المهمة، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا.
وقال مصدر أمني "إسرائيلي" رفيع المستوى "إننا نشهد حركة تعيين واسعة لضباط متدينين في الجيش التركي في السنوات الأخيرة، وهو توجه لم يكن في السابق وبالتالي فإن علينا أن نفكر مرتين في طبيعة المعدات التي نبيعها لتركيا".
لوبي تركي في أمريكا:
ومن جهةٍ أخرى، بدأ "لوبي" تركي قوي يتبلور في الولايات المتحدة، في تطور تاريخي يتزامن مع تنامي دور أنقرة الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، حسبما أفادت مصادر صحافية.
وقالت تقارير صحافية إن مشهد الانضباط التركي في فندق "ويلارد" بواشنطن بمناسبة إطلاق "تجمع الاتحادات الأمريكية التركية" كان بمثابة رسالة واضحة بأن "الأتراك الأمريكيون يتحركون في واشنطن".
وأضافت أن أعضاء الكونجرس لم يتوقفوا عن الخطابات العلنية تباعًا، وبحماسة غير معهودة، في حفل استقبال عثماني الهوى.
وأوضحت أن "تجمع الاتحادات الأمريكية التركية" يجمع أبرز الاتحادات التركية الأمريكية تحت مظلة واحدة تشمل الأتراك الذين يأتون من آسيا الوسطى والقوقاز والأناضول والبلقان، وتتخذ مقرًا لها في مبنى قريب من الكونجرس.

مفكرة الاسلام

حزب معارض يرشح الأشعل للرئاسة


أعلن عادل القلا رئيس حزب مصر العربي الاشتراكي المعارض أن عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية الأسبق سيكون مرشح الحزب للانتخابات الرئاسية المقبلة.
ونقلت صحيفة "الخليج" عن القلا قوله إن "27 عضوًا من الهيئة العليا، التي تضم 31 عضوًا، وافقوا على ضم الأشعل في اجتماع الهيئة الأخير"، مشيرًا إلى أن الهيئة اعتبرت الأشعل مرشح الحزب للرئاسة في الانتخابات المقبلة.
وانضم الأشعل للحزب الاشتراكي المعارض وأصبح عضوًا في الهيئة العليا للحزب.
وبهذه الخطوة يصبح مساعد وزير الخارجية الأسبق قادرًا على الترشح على منصب الرئيس فى الإنتخابات الرئاسية المقرر أن تعقد العام المقبل دون الحاجة إلى الحصول على 250 تزكية من أعضاء المجالس المنتخبة، مجلسى البرلمان والمجالس المحلية.
وتقضي المادة 76 من الدستور المصري على من يرغب في الترشح لإنتخابات الرئاسة أن يكون عضوًا في الهيئة العليا لأحد الأحزاب قبل عام على الأقل من الانتخابات على أن يكون هذا الحزب مضى على تأسيسه خمس سنوات، أما المرشح المستقل فيجب أن يحصل على تأييد 250 عضوًا منتخبًا في مجلسي الشعب والشورى ومجالس المحليات .
رؤى ناصرية:
ومن جهته، قال الأشعل "إن اختياره الانضمام إلى حزب مصر العربي الاشتراكي جاء لاعتبارات عديدة أبرزها أن الحزب هو أحد الأحزاب القومية التي تحمل رؤى ناصرية".
ووصف الأشعل اختياره كمرشح للرئاسة بأنه شكل عبئًا سياسيًا بوصفه أحد المرشحين الجادين الذين يسعون إلى التغيير والإصلاح السياسي الشامل من خلال المؤسسات السياسية والدستورية.

اسرائيل تشن حرب دبلوماسية ضد مصر

أطلقت وزارة الخارجية "الإسرائيلية"، مؤخرًا، حملة دبلوماسية ضد الخارجية المصرية تستهدف بشكل أساس القنصل المصري العام في تل أبيب "سامح نبيل".
وكشفت صحيفة معاريف العبرية في عددها الصادر الثلاثاء عن هذه الحملة لكنها لم تورط تفاصيل حول طبيعة هذه الحملة.
وقالت الخارجية "الإسرائيلية" إن "نبيل يعمل في الأشهر الأخيرة على رفض طلبات تقدم بها باحثون "إسرائيليون" معروفون, للحصول على تأشيرة دخول إلى مصر, ويتعامل بتعجرف وبشدة مع "الإسرائيليين" من دون سبب" على حد قولها.
واتهمت الوزارة الموظفين المسؤولين عن استقبال الجمهور في القنصلية المصرية في تل أبيب بأنهم "يقللون من احترام "الإسرائيليين" الذين يتوجهون إليهم ويعاملونهم بنوع من عدم الاحترام, ويمتنعون عن توجيه الأسئلة اللازمة لهم, وهي أسئلة عادة ما يتم توجيهها من أجل الحصول على تأشيرات دخول إلى مصر, وفي كثير من الأحيان يرفضون طلباتهم لأسباب تافهة".
واعتبرت أن "غياب الباحثين "الإسرائيليين" عن مؤتمرات من هذا النوع يضر بالحضور "الإسرائيلي" في المؤتمرات الدولية"، بحسب "العربية نت".
الرأي العام في مصر:
وأرجع مسئول "إسرائيلى" هذا الوضع إلى "السلام البارد" بين البلدين، وأخبر صحيفة "معاريف" أن "سنوات طويلة مرت منذ التوقيع على اتفاقية السلام، لكن الرأى العام فى مصر لايزال ضد "إسرائيل".. وحتى بين النخبة فإن الشعور هو أن العلاقات مجمدة".
وقالت مصادر "إسرائيلية" إن "القاهرة عزت ما يحدث إلى الرأي العام المصري المعادي "للإسرائيليين", وإلى تهديد النقابات المهنية بمقاطعة مؤتمرات دولية في حال شارك فيها باحثون إسرائيليون".
وحملت الخارجية "الإسرائيلية" أجهزة الاستخبارات المصرية المسئولية أيضًا, ورأت أنه "منذ أن بدأت هذه الأجهزة بالتدخل في العلاقات بين الدولتين, فإنها لا تسهل المهمة على الإسرائيليين" على حد قولها

الخميس، ١٣ مايو ٢٠١٠

خلل فى رؤيتنا الاستراتيجية


متأخر جدا، بقدر ما هو مهم للغاية، إعلان مصر معارضتها لانفصال جنوب السودان عن شماله. صحيح أن ثمة مقولة تعتبر أن ما يأتى متأخرا خير من الذى لا يأتى أبدا. إلا أن ما يأتى بعد فوات الآوان قد يستوى مع تمام الغياب.

وأخشى ما أخشاه أن نكون بصدد هذه الحالة الأخيرة، لأن الاستفتاء على مصير الجنوب يفترض أن يتم بعد ثمانية أشهر تقريبا (فى شهر يناير المقبل). والتقارير الإعلامية القادمة من الخرطوم وجوبا يميل أكثرها باتجاه تصويت الأغلبية لصالح الانفصال، الذى تدعو إليه جهات نافذة فى الجنوب، وتؤيده وتشجعه قوى إقليمية ودولية عدة.

لقد أبرزت صحيفة الشرق الأوسط يوم الاثنين (9/5) خبر معارضة مصر لانفصال الجنوب، ضمن تصريحات أدلى بها فى الخرطوم وزير الخارجية المصرى السيد أحمد أبوالغيط، الذى كان فى زيارة للعاصمة السودانية مع مدير المخابرات العامة السيد عمر سليمان. وفى سياق التقرير المنشور فهمنا أن الزيارة اقتصرت على لقاء الرئيس عمر البشير ورئيس حكومة الجنوب سلفاكير. وكانت بمناسبة فوزهما فى الانتخابات التى تمت مؤخرا.

عندى أربع ملاحظات على الزيارة وما قيل فيها، اثنتان منهما فى الشكل، واثنتان فى الموضوع.
ملاحظتى الأولى فى الشكل لست واثقا من صوابها إذ أثار انتباهى أنها استغرقت عدة ساعات، سارع المسئولان المصريان بعدها بالعودة إلى القاهرة، ذلك أننى أعتقد أن ما بيننا وبين السودان من ملفات يستحق وقتا أطول. سواء ما تعلق منها بتطوير علاقات البلدين أو بتحديات التفتيت، التى يتعرض لها. أو ما تعلق باتفاقية حوص النيل واللغط المثار حولها الآن بعد اعتزام دول المنبع توقيع اتفاقية إطارية للتعاون فيما بينها، لا تشارك فيها مصر والسودان.

أما الملاحظة الثانية فهى أن الصحف المصرية لم تكترث بالزيارة وبما قيل فيها على أهميته. أستثنى جريدة «الشروق» التى نشرت على الصفحة الأولى خبرا تحت عنوان: أبوالغيط وسليمان يبحثان فى الخرطوم مستقبل السودان ومياه النيل. رغم أنها لم تبرز فى العنوان رفض مصر للانفصال.

فى الوقت ذاته فى جميع الصحف المصرية أبرزت على صفحاتها الأولى أخبار فوز النادى الأهلى على الاتحاد الليبى وتأهله لدور الثمانية فى دورى أبطال أفريقيا، والانهيار الحاصل فى البورصة وترشيحات الحزب الوطنى لمجلس الشورى. وهذه الملاحظة إذا صحت فإنها تكشف المدى الذى بلغه انكفاء الإعلام المصرى على شئون الداخل والانصراف عن القضايا الحيوية فى الخارج. وهو الانكفاء الذى يعد صدى لانكفاء السياسة فى مصر.

فيما خص الموضوع، فإننا نرحب بمعارضة مصر لانفصال الجنوب عن الشمال، لكننا لابد أن نسأل: ما الذى فعلته مصر على أرض الواقع لإقناع الجنوبيين بأن لهم مصلحة فى البقاء ضمن إطار السودان الموحد.. ولماذا غبنا عن السودان بجنوبه وشماله طول السنوات الماضية، ثم اكتشفنا قبل ثمانية أشهر من الاستفتاء على حق تقرير المصير،

إن انفصال الجنوب له تداعيات كثيرة، بينها أنه يهدد الأمن القومى المصرى، من حيث إنه يضيف إلى مجرى النيل دولة جديدة، عند الحد الأدنى لا يطمأن أى سياستها أو موقفها من مصر، ومن العرب جميعا؟ وأليس فى هذا الاكتشاف المتأخر، تكرار لقصتنا مع دول المنبع، التى أهملناها طويلا حتى شردت وبعدت عنا، ثم اكتشفنا أننا كان يجب أن نخضع علاقتنا معها لتفكير استراتيجى واضح يجنبنا المفاجآت والمآزق؟

الملاحظة الثانية فيما نحن بصدده وثيقة الصلة بالأولى. وهى أن التجربة أثبتت أن ثمة خللا فى صواب الرؤية الاستراتيجية المصرية يحتاج إلى مكاشفة ومعالجة جادة. فنحن نفهم أن الوحدة الوطنية بمفهومها الواسع الذى يحتوى الجميع ويستوعبهم هى حجر الأساس والمنطلق.

وأن العلاقة الوثيقة مع الجيران ــ ليبيا والسودان ــ ركيزة ثانية لا غنى عنها، وأن استقرار العالم العربى لا يتم إلا باتفاق مصر وسوريا والسعودية، أما استقرار الإقليم فإنه يقوم على تعاون مصر وتركيا وإيران، فى حين أن العدو الاستراتيجى هو إسرائيل، ومن ورائها الولايات المتحدة الأمريكية. هذه الخريطة إذا صحت وقورنت بالواقع فإنها تكشف الخلل وتحدد عوراته، أما إذا لم تصح فهى تدل على أننا بحاجة إلى إجماع وطنى حول الرؤية الاستراتيجية للبلد، وتلك مشكلة أخرى مستعصية!
بقلم:
فهمي هويدي

تنديد دولي بالطوارئ وأبو الغيط يتهم واشنطن بالرضوخ للضغوط


أثار القرار بتمديد حالة الطوارئ في مصر لمدة عامين إضافيين بدءًا من مطلع يونيو القادم وحتى 31 مايو 2012، ردود فعل دولية منددة، خاصة بعد وعود سابقة للحكومة المصرية بالتوقف عن استمرار العمل به مع انتهاء فترة التمديد الحالية.

وأعربت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون عن أسفها لتمديد حالة الطوارئ في مصر على الرغم من التعهد الذي قطعته الحكومة للشعب المصري في العام 2005 ، وطالبت مصر بالعمل على إلغاء حالة الطوارئ في غضون الأشهر المقبلة.

وقالت كلينتون في بيان لها إن مجموعة واسعة من الهيئات المصرية ولاسيما المجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر طالبت بإلغاء حالة الطوارئ في البلاد، غير أنها أعربت عن ثقتها بأن مصر قادرة على صياغة واعتماد التشريعات الفعالة لمكافحة الإرهاب التي تتلاءم وتتوافق مع المعايير الدولية للحريات المدنية، والإجراءات القانونية الواجبة. وقالت إن الولايات المتحدة تطالب مصر باستكمال هذا التشريع بشكل عاجل، والعمل على إلغاء حالة الطوارئ في غضون الأشهر المقبلة.

وكان البيت الأبيض أعرب عن "خيبة أمله" إثر موافقة البرلمان المصري على تمديد حالة الطوارئ المطبقة في البلاد منذ حوالي 30 عامًا، لمدة عامين إضافيين، وقال المتحدث باسمه روبرت جيبز في بيان "نعتقد أن مصر أضاعت اليوم فرصة لإرسال رسالة إلي باقي العالم باعتناقها القيم العالمية، ونحن نحث الحكومة المصرية على التحرك بسرعة للوفاء بالوعود السابقة التي قدمتها لمواطنيها".

وأثارت التعليقات الأمريكية رفض الحكومة المصرية، إذ عبر أحمد أبو الغيط وزير الخارجية عن رفضه لرد الفعل الأمريكي إزاء لتمديد حالة الطوارئ في مصر، ووصفه بأنه "مسيس بأكثر مما يجب"، وألمح إلى أنه حمل في طياته رضوخًا لضغوط منظمات حقوق الإنسان ومراكز الأبحاث الأمريكية.

وقال أبو الغيط: "أعتقد أن التعليقات التي صدرت جانبها التوفيق، لأنها فشلت في أن ترى الجانب الإيجابي في الخطوة الكبيرة التي تم تنفيذها بالأمس، فتقليص التدابير وغير ذلك من الأمور هو في غاية الأهمية والإيجابية، وكذلك فمبادرة الحكومة من الأساس لتقليص هذه التدابير تعد أمرا مفصليا في تعامل المجتمع المصري مع هذا الموضوع".

وتابع: "أما التعليقات التي تابعناها فأعتقد أنها تراعي الداخل الأمريكي واعتباراته بشكل أكبر من مراعاتها للعلاقة المصرية الأمريكية والفهم الصحيح لما يمر به المجتمع المصري، وهى تعليقات تراعي في الأساس الصحافة الأمريكية والمراكز البحثية والنشطاء الذين يضغطون عليها، وأعتقد أيضا أن التعليقات لم تراع الحساسية المصرية التي عبرنا عنها دائما بشأن التعليق على الشؤون المصرية".

من جانبيهما، اعتبرت منظمتا "هيومن رايتس ووتش" والعفو الدولية "أمنيستي" أن تمديد الطوارئ في مصر يهدف إلى التضييق على أصحاب التوجهات المعارضة في مصر، وليس كما ادعت الحكومة بأن استخدامه سيقتصر على درء مخاطر "الإرهاب" وضد تجار المخدرات في مصر.

وقالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إن تجديد حالة الطوارئ لمدة عامين آخرين يعني عدم وفاء الحكومة بوعدها عام 2005 بوضع نهاية لحالة الطوارئ، وأوضح البيان الذي حصلت "المصريون" على نسخة منه أن الحكومة المصرية قالت إنها ستقصر استخدام قانون الطوارئ على جرائم الإرهاب ومكافحة المخدرات، مع فرض إشراف قضائي على تطبيق هذا القانون، وهو أمر تعهدت به من قبل وحنثت به.

واتهم البيان مسئولي الأمن بأنهم أفرطوا في استخدام قانون الطوارئ في احتجاز الأفراد في حالات لا علاقة لها بالإرهاب، ويستعينون بهذا القانون في استهداف المعارضين السياسيين، وقد تكرر استخدام القانون ضد أعضاء بجماعة "الإخوان المسلمين"، ونشطاء ومدونين وأعضاء في الحركات المطالبة بالتغيير.

وقالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "هيومن رايتس ووتش": "بدلاً من التغييرات التجميلية لقانون الطوارئ على الحكومة أن تلغيه وتعيد الحقوق الأساسية للمواطنين"، وتزعم الحكومة أن قانون الطوارئ يخضع للمراجعة القضائية وفى واقع الأمر كثيراً ما تتجاهل الحكومة أحكام المحاكم القاضية بالإفراج عن معتقلين تم اعتقالهم بموجب قانون الطوارئ، ومن حق وزارة الداخلية بموجب القانون المذكور أن تجدد أوامر الاعتقال دون مراجعة.

وفند البيان مزاعم الحكومة المصرية بالكف عن استخدام قانون الطوارئ في مراقبة الاتصالات، قائلاً إن تعديلات عام 2007 على المادة 179 من الدستور تمنح بالفعل سلطة مراقبة الاتصالات، بعيدًا عن قانون الطوارئ، ودون وجوب استصدار أوامر قضائية، في القضايا المتصلة بالإرهاب، وأشار إلى إن الاستخدام المستمر لقانون الطوارئ يخرق التزامات الحكومة بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان القاضية بحماية حرية التجمع وحرية التعبير وحقوق المحاكمة العادلة.

من جهتها، أعربت منظمة العفو الدولية عن استهجانها الشديد لتجديد السلطات المصرية حالة الطوارئ التي مررتها عبر البرلمان على وجه السرعة، واتهمت النظام المصري بأنه دأب على استخدامها في واقع الحال لتوجيه الضربات للرأي السلمي المخالف، ولاعتقال الأشخاص دون تهمة أو محاكمة لفترات مطولة.

وفي هذا السياق، قالت حسيبة حاج صحراوي، نائبة مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة، إن "السلطات المصرية قد منحت قوات الأمن، بتجديدها حالة الطوارئ، ولاسيما رجال "مباحث أمن الدولة"، ضوءًا أخضر كي تواصل استخدام سلطات الطوارئ القمعية، التي أدت بوضوح إلى العديد من الانتهاكات".

وقالت إن قانون الطوارئ "يقيد بصورة غير مبررة الحق في حرية التجمع وحرية تكوين الجمعيات والانضمام إليها، ويسهِّل كذلك الاعتقال التعسفي والتعذيب والمحاكمات الجائرة"، وأبدت قلقها خاصة وأن "هذا التمديد يأتي بينما تقوم مصر بالتحضير للانتخابات التشريعية هذه السنة؛ وما من دلالة لذلك إلا إصرار السلطات على وسائلها السيئة السمعة في الاعتماد على سلطات الطوارئ لوضع معارضيها وراء القضبان"، على حد قولها.

واتهمت المنظمة الحكومة بأنها تواصل هجماتها على حرية التجمع، ففي أبريل، قمعت قوات الأمن بالعنف المتظاهرين السلميين الذين دعوا إلى الإصلاح السياسي وإلى وضع حد لحالة الطوارئ. ومثل هذه المظاهرات مستمرة في كافة أرجاء البلاد، وقالت المنظمة التي تتخذ من لندن مقرًا لها إنها دأبت على توثيق حالات اعتقال تعسفي لمئات الأعضاء في أكبر منظمات المعارضة السياسية، "الإخوان المسلمين"، في الفترة التي سبقت انتخابات 2005، كما قامت بتوثيق الحظر المتواصل لمظاهرات المعارضة وتفريقها عن طريق العنف.

وأشارت إلى أن آلاف الأشخاص لا يزالون قابعين وراء قضبان السجون المصرية بمقتضى تشريع الطوارئ دون تهمة أو محاكمة في ظروف لاإنسانية وحاطة بالكرامة. ومضى على احتجاز بعض هؤلاء ما يربو على عقد من الزمن، بمن فيهم عديدون أصدرت المحاكم أوامر متكررة بالإفراج عنهم.

وقالت إن سلطات الطوارئ أدت إلى محاكمات بالغة الجور أمام محاكم الطوارئ والمحاكم العسكرية، التي تتجاوز نظام القضاء الجنائي، واتهمت السلطات المصرية بأنها تواصل إساءة استخدام سلطات الطوارئ للانقضاض على حرية تكوين الجمعيات والانضمام إليها، فمئات الأعضاء والأنصار المزعومين لأكبر منظمات مصر السياسية المعارضة، أي "الإخوان"، هم رهن الاعتقال في الوقت الراهن.

وأعربت منظمة العفو الدولية عن قل من إمكانية تفاقم الانتهاكات جراء إقرار مسودة تشريع لمكافحة الإرهاب يقصد به أن يكون بديلاً دائمًا لحالة الطوارئ، حيث تظل محتويات هذا التشريع سرية رغم الطلبات المتكررة التي تقدمت بها منظمة العفو الدولية وآخرون للاطلاع على مشروع القانون والتعليق عليه
.
المصريون

في أعقاب تمرير قانون "الطوارئ".. "واشنطن بوست" تتهم الإدارة الأمريكية بدعم "احتكار" حليفها للحكم وتعتبره استهزاءً بالحركة الاحتجاجية المتصاعدة في مصر

قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إنه في الوقت الذي انشغلت فيه إدارة الرئيس باراك أوباما باستضافة - الحليف الصعب- الرئيس الأفغاني حامد كرزاي يوم الثلاثاء، قام حليف آخر بأخذ خطوة كبيرة نحو تخليد "احتكاره الفاسد للحكم"، في إشارة إلى القرار بتمديد حالة الطوارئ في مصر حتى عام 2012.

واعتبرت الصحيفة في تعليقها على قرار الرئيس حسني مبارك بتمديد حالة الطوارئ المستمرة في البلاد منذ 29 عامًا يعد استهزاءً بالحركة الجماهيرية المتصاعدة التي طالبت بإنهاء العمل به، وانتهاكًا للتعهدات المستمرة التي اتخذها هو والحزب "الوطني" الحاكم بوضع حد لقانون الطوارئ في عام 2005.

وحملت الصحيفة على الإدارة الأمريكية التي اتهمتها بأنها اتخذت نهجًا لينًا تجاه قضية الديموقراطية وحقوق الإنسان في مصر والعالم العربي، وما اعتبرته تساهلاً من جانبها مع مبارك بناءً على النظرية القائلة بأن العلاقات بين مصر والولايات المتحدة بحاجة إلى إصلاح بعد إدارة الرئيس السابق جورج بوش، وهو ما قالت إن الرئيس المصري استغله بشكل جيد لصالحه.

وترى الصحيفة أن نتيجة لهذا استطاع مبارك -على الرغم من تدهور صحته- أن يضمن لنفسه البقاء في السلطة لمدة ست سنوات أخرى في السلطة خلال الانتخابات الرئاسية العام القادم، وقالت إن ما اتسمت به الحملات الرئاسية السابقة من "احتيال واسع وسجن وقمع للمعارضة"، يجعله بحاجة إلى قانون الطوارئ الذي يعطي الشرطة الحرية في اعتقال واحتجاز الناس لأجل غير مسمى دون أي تهم، ويجعل حرية التجمع من قبل جماعات المعارضة أمراً شبه مستحيل.

وأكدت أن النظام المصري يعرف أن تمديد قانون الطوارئ أمر من الصعب تبريره، لذلك فقد حاول تجميله من خلال الزعم بأنه لن يتم استخدامه في المستقبل إلا في قضايا الإرهاب والاتجار بالمخدرات، وأنه لن يتم استخدامه لمراقبة الاتصالات أو إغلاق وسائل الإعلام، مشيرة إلى أنه طالما أكد على أن مكافحة الإرهاب وقضايا المخدرات هما المعيار الرسمي، إلا أن السلطة قامت باستخدامه لسجن المدونين والصحفيين ودعاة التغيير السلمي الديموقراطي.

وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أعربت عن أسفها لتمديد حالة الطوارئ في مصر على الرغم من التعهد الذي قطعته الحكومة للشعب المصري في العام 2005 ، وطالبت مصر بالعمل على إلغاء حالة الطوارئ في غضون الأشهر المقبلة، وقالت في بيان لها إن مجموعة واسعة من الهيئات المصرية ولاسيما المجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر طالبت بإلغاء حالة الطوارئ في البلاد.

وأعربت الولايات المتحدة الثلاثاء عن "خيبة أملها" إثر موافقة البرلمان المصري على تمديد حالة الطوارئ المطبقة في البلاد منذ حوالي 30 عامًا، لمدة عامين إضافيين وقالت إنه ينبغي إلغاؤه.

وقال روبرت جيبز المتحدث باسم البيت الأبيض في بيان "نعتقد أن مصر أضاعت اليوم فرصة لإرسال رسالة إلي باقي العالم باعتناقها القيم العالمية، ونحن نحث الحكومة المصرية على التحرك بسرعة للوفاء بالوعود السابقة التي قدمتها لمواطنيها".

ووصفت "واشنطن بوست" الرد الأمريكي بأنه كان ردًا "وجيهًا"، وختمت قائلة إنه من خلال استخدام النفوذ الدبلوماسي والاقتصادي للولايات المتحدة في مصر بشكل أكبر يستطيع الرئيس أوباما أن يستغل فرصة نادرة لدعم التغيير في واحدة من أهم البلدان في منطقة الشرق الأوسط

شيخ الأزهر يعاتب وزير الأوقاف لترحيبه بزيارة القدس بتأشيرة إسرائيلية ويطالبه بتوحيد آراء المؤسسة الدينية وعدم إرسال دعاة إلى رام الله

عاتب الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف على تصريحاته التي أبدى فيها عدم ممانعته لزيارة القدس المحتلة، وهو ما يتناقض مع موقفه الرافض لتلبية أي دعوات لزيارة الحرم القدسي، في ظل اعتراضه الحصول على تأشيرة دخول إسرائيلية.

وأبلغ الطيب زقزوق تمسكه يرفض زيارة القدس والمسجد الأقصى في الوقت الراهن، إلا بعد تحريرها تماما من الاحتلال الإسرائيلي، لأن ذلك – من وجهة نظره- يعد اعترافا بشرعية الاحتلال، مضيفا: كما أدعو جميع المسلمين في مختلف أنحاء الأرض إلى عدم زيارتهما حاليا أو الانسياق وراء الدعوات التي تدفع إلى ذلك.

وطالب الطيب بضرورة توحيد آراء المؤسسة الدينية في مصر، وأن يكون الجميع تحت راية الأزهر، وحث زقزوق على التراجع عن وعده بزيارة القدس وذلك خلال استقباله الدكتور محمود الهباش وزير الأوقاف والشئون الدينية الفلسطيني بخصوص إرسال دعاة وقراء الأوقاف إلى رام الله في شهر رمضان القادم، والنظر في إرسال دعاة على مدار العام تحقيقا لرغبة السلطة الفلسطينية، لأن ذلك يعني دخولهم بتأشيرة إسرائيلية إلي فلسطين، وهو الأمر الذي يرفضه شيخ الأزهر.

وقال الطيب إنه لن يسمح بأي شكل من أشكال التطبيع مع إسرائيل وفي الوقت ذاته رحب بتدريب الدعاة الفلسطينيين في القاهرة على الدعوة الإسلامية الصحيحة تحت إشراف وعاظ وأئمة الأوقاف من خلال الدوارات التي يتم تنظيمها في مدينة البعوث الإسلامية للدعاة من جميع بلدان العالم.

وكشفت مصادر بوزارة الأوقاف، أن زقزوق أبلغ جمال عيسي مدير عام العلاقات الخارجية بالوزارة تعليمات بعدم إرسال دعاة وقراء إلى رام الله وإعادة تسكين الأئمة والقراء البالغ عددهم سبعة إلى بعض البلدان الأفريقية والعربية الذين طلبوا دعاة وقراء الأوقاف.

يشار إلى أن وزير الأوقاف كان قد رحب بزيارة القدس الشريف، مشددًا على وجوب زيارة جميع العرب والمسلمين للقدس تأكيدًا على عروبتها وإسلاميتها وتنفيذًا لتعاليم النبي صلى الله عليه وسلم الذي أمر بشد الرحال إلى المسجد الأقصى كما تشد إلى المسجد الحرام والمسجد النبوي، معتبرا أن التفاف العالم الإسلامي حول القدس وزيارة المسجد الأقصى أمر ضروري، رافضًا الاكتفاء بالشعارات التي لن تنفع القضية الفلسطينية في شيء، فالقدس إسلامية تخص أكثر من مليار مسلم وليس قضية عربية فقط.

محامي قبطي يقرر الانسحاب من هيئة الدفاع عن مغتصب فتاة فرشوط بعد أن تحولت "لصفقة شيطانية" مع أقباط المهجر حسب قوله والدفع فيها بالدولار

المحامي سعيد عبد المسيح الذي قرر الانسحاب من هيئة الدفاع عن المتهم باغتصاب فتاة فرشوط المسلمة قال أن ما يحدث فضيحة مهنية وفساد مالي ، عبد المسيح قال أن المحامين في القضية يتقاضون أتعابهم بالدولار وأن أحدهم "بيتر النجار" تقاضى خمسة آلاف دولار من أقباط المهجر وأن الأنبا كيرلس دفع لطارق العوضي خمسة آلاف دولار أخرى ، سعيد قال أن هناك صفقة شيطانية بين بعض المحامين في مصر وأقباط المهجر لتحويل المسألة إلى شو إعلامي وارتزاق .
المصريون ـ خاص

المنشقون عن مايكل منير يؤسسون منظمة "التضامن القبطي".. ونادر فوزي يصف المعارضين لإطلاق البرلمان القبطي بالأفاعي

تصاعدت الخلافات والاتهامات المتبادلة بين أقباط المهجر، ففي أحدث انشقاق على خلفية تأسيس البرلمان القبطي، شرع بعض المنشقين عن مايكل منير زعيم "أقباط الولايات المتحدة" بالإعلان عن تأسيس ما أسموه بـ "منظمة التضامن القبطي"، لمواجهة البرلمان القبطي، وينتظر أن تعقد مؤتمرها التأسيسي يومي 19 و 20 يونيو القادم على أن يقتصر الحضور على المؤسسين فقط.

وتتشكل اللجنة التحضيرية للمنظمة من جورج الراهب، حليم معوض، رمسيس صادق، رؤوف يوسف، صبري جوهرة، عادل جندي (منسق اللجنة)، عاطف يعقوب، عماد شنودة، كارولين دوس، كمال إبراهيم، ماهر رزق الله، مجدي خليل، ممدوح القمص، وجيه نسيم، ويعقوب قرياقص.

ولخص القائمون على المنظمة ما وصفوه بالتحديات التي تواجه عملها في 6 نقاط، هي: بناء عمل مؤسسي ديموقراطي مهني، الانتقال من الكلام مع أنفسنا إلى الكلام مع العالم، نقل القضية القبطية من الجيل القديم إلى الجيلين الثاني والثالث من المولودين في المهجر، الانتقال من الشكوى إلى النضال الفعال، خلق آلية مؤسسية جماعية لتمويل العمل القبطي، حماية المؤسسات القبطية في الخارج من اختراق الأجهزة الأمنية المصرية.

في المقابل، كشف نادر فوزي رئيس منظمة مسيحي الشرق الأوسط و أحد أعضاء اللجنة التحضيرية للبرلمان القبطي أن القمص مرقس عزيز اتصل به لعقد صلح مع مجدي خليل أحد أعضاء "منظمة التضامن المسيحي" وعرض عليه فتح أبواب القناة الجديدة "الرجاء" للبرلمان القبطي وذلك مقابل استبعاد مايكل منير لكنه رفض.

ووصف فوزي في مقالة نشرها موقع منظمة أقباط الولايات المتحدة، المعارضين لفكرة البرلمان القبطي بـ "الأفاعي"، مؤكدًا أن سبب معارضتهم له هو أن البرلمان سيمنع مصدر "سبوبة" لهم وسيضيع عليهم أحلام الشهرة والثراء.

وأعرب عن ثقته بأن الحكومة المصرية هي التي تقف وراء إصدار بيان تحذير الأقباط من البرلمان عبر تمريره لأحد "عملائها" من الأقباط لينشره ويروج له وسط الباقين.

وأوضح أن ما دفعه لكتابة هذا المقال هو "الانحدار الأخلاقي لبعض الناشطين كما يحلو لهم أن يسموا أنفسهم"، مضيفا أن أحد المعارضين للبرلمان وجد أن لعبه القضية القبطية ستكون وسيلة مناسبة للثراء بعد أن جرب اللعب مع الحكومة والإخوان ولم يجد المقابل، وقال إن ذلك الشخص لم يجد سوى إنشاء كيان تجاري لجذب الأقباط إليه لحل مشاكلهم عن طريق نشرها في الجريدة القبطية التي يكتب فيها.

كما هاجم فوزي في مقاله بعض المعارضين بالاسم، فقال إن فيكتور عبد الشهيد، عضو الهيئة القبطية الكندية وحليف مجدي خليل ومهندس زياراته لكندا، أعلنها صراحة أنه ليس ضد وجود مايكل منير فقط، ولكنه ضد البرلمان القبطي لأنه يتعارض مع أهداف ربيبه مجدي خليل.

وتابع: "إن القمص مرقس عزيز، والذي أعبر عن أسفي أن يذكروا اسمه بجانب قناة الرجاء وكأنه مذيع في التليفزيون وليس أب كاهن على كنيسة كلنا نحترمه ونبجله، اتصل بي منذ يومين لعقد صلح مع مجدي خليل وفتح أبواب القناة للبرلمان القبطي مقابل استبعاد مايكل منير"

جدير بالذكر أن معظم الاتهامات التي ساقها نادر فوزي في مقاله، قد لحقته منذ فترة، حينما اتهمه المتنصر محمد حجازي في مقاله بعنوان "نادر فوزي.. يهوذا الذي باع المسيح" بالعمالة للحكومة المصرية وأنه يحاول تسليم "المتنصرين" لها، علاوة على مساعدة الحكومة على معرفة المكان الذي يبث منه القمص زكريا بطرس برامجه، كما أنه يواجه هو وصديقه منير داوود اتهامات بإهدار أموال التبرعات.
كتب جون عبد الملاك ومحمد موسى (المصريون

من إجمالي 100 ألف صدر بحقهم قرارات اعتقال.. الإخوان: 30 ألف عضوًا بالجماعة قضوا 15 ألف سنة بسجون النظام بموجب قانون الطوارئ

نددت جماعة "الإخوان المسلمين" بمد حالة الطوارئ لمدة سنتين جديدتين، وأكدت أن النظام الحاكم يصر على استمرار حالة الطوارئ المفروضة على البلاد ويعاني منها العباد منذ قرابة ثلاثين عاما متصلة، وهى أكبر مدة زمنية في التاريخ المصري الحديث، رغم أن الشروط الدستورية التي تتيح تطبيق حالة الطوارئ منتفية في مصر منذ زمن طويل، خاصة وأنه ليس هناك في حالة حرب ولا توجد فتنة أهلية ولا وباء عام منتشر في البلاد.

وقالت في بيان أصدرته أمس إن البرنامج الانتخابي للرئيس حسني مبارك عام 2005 كان أحد أركانه إلغاء حالة الطوارئ، ورغم ذلك فلا يزال يتم تمديد هذه الحالة حتى ندخل في فترة رئاسية جديدة، متهمة الحكومة بأنها دائما ما تعلن في وعودها عند كل تجديد بأن هذا القانون لن يتم تطبيقه إلا في حالات الإرهاب ومكافحة المخدرات ثم لا تحترم هذه الوعود أو تلتزم بها، حيث تمتد يد هذا القانون لتطال المعارضين السياسيين والمصلحين والمتصدين للفساد المستشري في البلاد.

وأشارت الجماعة إلى أن أكثر من مائة ألف قرار اعتقال صدر في حق مواطنين مصريين منهم طلاب وشباب في مقتبل حياتهم في ظل حالة الطوارئ، كان نصيب "الإخوان" منها اعتقال أكثر من ثلاثين ألف فرد خلال السنوات العشر الماضية قضوا ما يزيد على خمسة عشر ألف سنة بالسجون، كما خضع مئات منهم للمحاكمة أمام القضاء العسكري رغم أنهم مدنيون، ولا يزال بعضهم مسجونا حتى الآن، كما تم إغلاق عشرات الشركات المملوكة لبعضهم لإيذائهم في مصادر رزقهم، كل ذلك في إطار خصومة سياسية رغم أنهم ضد الإرهاب والعنف بكل صوره ويحاربون تجارة المخدرات.

وقالت الجماعة إن استمرار حالة الطوارئ أدّى إلى تدنى كفاءة الجهاز الأمني في البحث والتحري والتحقيقات رغم كفاية القانون العادي لمواجهة الإرهاب والاتجار بالمخدرات. وأشارت إلى أن السنتين اللتين تم مد القانون فيهما سوف يتم فيهما ثلاثة انتخابات من أخطر الانتخابات في البلد: مجلس الشورى، ومجلس الشعب، ورئاسة الجمهورية، حيث جرى تزويرها جميعا في المرات السابقة في ظل هذا القانون، ولذلك نتطلع إلى إلغاء هذه حالة الطوارئ حتى ننعم لأول مرة في تاريخنا الحديث بانتخابات حرة نزيهة تعبر عن إرادة حقيقية للشعب المصري.

وحملت جماعة الإخوان النظام ونواب الحزب "الوطني" في مجلس الشعب وزر كل الجرائم التي حدثت وستحدث بسبب تمرير القرار، وأكدت أنها متمسكة بمطلبها بإنهاء حالة الطوارئ التي أساءت إلى سمعة مصر وأعاقت حركة القوى السياسية ومررت تزوير الانتخابات وشردت مئات العمال وأغلقت عشرات الشركات مما عرّض التنمية والاستثمار في مصر إلى مخاطر عديدة، وأفرزت فسادًا غير مسبوق في سائر المجالات، وأوصلت مصر إلى حالة من التخلف تنزف لها قلوب المخلصين.

رئيس ألمانيا: الإسلام دين سلام و لا مبرر لحظر النقاب

قال رئيس ألمانيا الاتحادية، هورست كولر إن "الإسلام دين سلام"، مؤكدًا على معارضته لفرض حظر على "النقاب" في البلاد.

وأوضح كولر أنه "إذا كانت بعض النسوة في ألمانيا لازلن يرغبن في ارتداء النقاب، فأنا لا أرى في ذلك سببًا حتى الآن للدعوة إلى فرض حظر عليه".

وقال كولر إنه على الرغم من كون "النقاب" يتعارض مع فهمه في مجال تحقيق المساواة للمرأة "إلا أنني أفضل إجراء محادثات واجتماعات مع المسلمين" حول المسألة، مؤكدًا أن النقاش حول القضية "لايجوز أن يتخذ منحى أيديولوجيًا".

وشدد رئيس الدولة الألماني على أن "الإسلام دين سلام" مضيفًا أن "اللقاء بين الأديان أمر جوهري ويحمل في طياته الأمل".

وأشار إلى أن "الدستور الاتحادي يحمي الإسلام أيضًا"، وأن الدولة "تسمح على سبيل المثال، بالتعليم الديني الإسلامي باللغة الألمانية".

ولفت الرئيس كولر إلى أنه "على المجتمع صياغة ما يريده من المسلمين، وهذا يعني أيضًا أن على المهاجرين احترام القوانين وكذلك السلوكيات في ثقافتنا".

وكانت السياسية الليبرالية الألمانية نائبة رئيس البرلمان الأوروبي سيلفانا كوخ ميرين قد دعت إلى حظر ارتداء النقاب في جميع أنحاء قارة أوروبا بحجة أنها تعتبره "اعتداء على حقوق المرأة".

وفي مقال لها بصحيفة "بيلد آم زونتاج" الألمانية أعربت ميرين عن أملها في حظر ارتداء جميع أشكال النقاب في ألمانيا وأوروبا بالكامل.

وكتبت كوخ ميرين تقول: "من يقوم بحجب النساء يأخذ منهن الوجه وبالتالي شخصياتهن وإن النقاب هو سجن متحرك"، على حد زعمها.

وادعت السياسية الألمانية أنها ترى بضرورة ألا يتم فرض قيود على الحرية الشخصية وممارسة الأديان، زاعمة أنها تشعر بارتباك عندما تصادف نساء يرتدين النقاب في الشارع.

وقالت: "أعترف بصراحة أنني عندما أصادف نساء منقبات في الشارع أشعر بارتباك حيث لا أستطيع أن أقدر من هناك وبأي نية يتقدم نحوي، وأنا لا أشعر بالخوف لكني أصبح مرتبكة

علي الدين هلال: تمديد "الطوارئ" بعد تقليصها " أمر يدعو للتفاؤل".. وصباحي يتهم الحكومة بإطلاق وعود كاذبة

دافع الدكتور علي الدين هلال، أمين الإعلام بالحزب "الوطني" عن قرار الحكومة مد حالة الطوارئ لعامين إضافيين حتى عام 2012، واعتبر حصر تطبيقه في جرائم الإرهاب وتجار المخدرات أمرًا يدعو للتفاؤل.
وقال في مقابلة مع برنامج "منتهى السياسة" على الفضائية المصرية، إن مد قانون الطوارئ بطريقة جديدة وبشكل جديد لم يطرح من قبل في تاريخ مصر أمر يدعو للتفاؤل، وأضاف: تعاملت بذكاء في طرحها الجديد للقانون لأنها قيدته بألا يستخدم إلا في حالتين الإرهاب والمخدرات.
وبرر تمديد الطوارئ بأن القانون العادي لا يصلح لبعض القضايا مثل قضايا الإرهاب ومافيا المخدرات، واعتبر أن هذه القضايا هي التي فرضت وجود حالة الطوارئ وهي حالة استثنائية لا تكون موجودة إلا إذا وجد ما يهدد الأمن القومي على شاكلة الإرهاب والمخدرات وكل قضايا الإجرام التي تفتك بسلامة وأمن بمجتمعنا.
وتابع هلال: قانون الطوارئ سيزول ويتلاشى بانتهاء أسباب وجوده وهو حينما يزول الإرهاب ومافيا المخدرات، مدللاً في هذا السياق بلجوء الولايات المتحدة إلى إنشاء وزارة الأمن الداخلي بعد أحداث 11 سبتمبر، ووضع قوانين للتجسس والتلصص وتوسيع حالة الاشتباه، وبالتالي هذه أمور معروفة في كل دول العالم حتى المتقدمة، وهو أمر لا يتنافى مع الديموقراطية ولا يهدد سلامة الأشخاص بالعكس يشعر المواطنين بالأمان، على حد قوله.
ونفى مخاوف المعارضة من أن يكون القصد بتمديد قانون الطوارئ استخدامه بحق المعارضين وأن يكون له تأثيره على المناخ السياسي في مصر، وتابع قائلاً: الدليل على وجود مناخ سياسي صحي في مصر هو الإضرابات والاعتصامات ولا يتعرض أحد للمضربين والمعتصمين، والإعلام يصورهم بكل حرية.
وأكد هلال أن قانون الطوارئ لا يسعى لتشديد العقوبة لكنه يعتبر إجهاضًا مبكرًا وكشفًا مبكرًا عن الجريمة الإرهابية قبل وقوعها، ودلل بأكثر من قضية لها صلة بـ "الإرهاب" تم اكتشافها في مصر خلال الفترة الأخيرة، ومنها قضية "حزب الله" و"خلية الزيتون".
واستطرد: لولا قانون الطوارئ لكان حجم الخسائر أكبر، وأكد أنه لا أحد يضمن الإرهاب وقال: هناك نار تحت الرماد وجهاز الأمن يعمل ولا يكل ولا يمل ولكن حوادث العلميات الإرهابية وغير متوقعة.
من جانبه، اتهم النائب حمدين صباحي في تصريحات لبرنامج "العاشرة مساء" على فضائية "دريم"، الحكومة بالكذب في وعودها السابقة بإلغاء القانون، وأضاف إن ما حدث في جلسة مجلسة الشعب هو تجديد قانون الطوارئ إلا قليلا، وإنه يعترض على القانون لأن الوعود كانت كاذبة من قبل.
وأوضح أن تعريف كلمة الإرهاب في المادة 86 من قانون العقوبات "فضفاضة" وقابلة "للمط" معبرًا عن خوفه من لجوء الأمن لتفسير النص بما يضع الذين يطالبون بالحقوق الديمقراطية والمعيشية تحت طائلته، مؤكدًا أنه لابد من إعطاء ضمانات في القانون تحفظ حق المواطن ولابد من مراقبة الحكومة والأمن والقرار الجديد وأنه لن يوجه لأصحاب الرأي أو التجمعات السلمية والمظاهرات.
في المقابل، اعتبر اللواء سعد الجمال رئيس لجنة الشئون العربية بمجلس الشعب أن تمديد العمل بقانون الطوارئ لعامين آخرين لمكافحة الإرهاب، ومطاردة تجار المخدرات حالة من الإنهاء شبه الكامل لحالة الطوارئ، وإنه بهذه الصورة الجديدة أتى لحماية المواطنين والبلد خاصة أن مصر شهدت نوبات شرسة من الإرهاب بداية من حادث المنصة 1981.
وأكد أن أبرياء وشرفاء الوطن لا يعلمون شيئا عن الطوارئ لأنه لا يمسهم ولا يضرهم، مشيراً إلى أن قانون الطوارئ تدبير احترازي لا يتضمن أي عقوبات يضمن منع الجريمة قبل وقوعها و الحصول على أدلة للخلايا الإرهابية.