الاثنين، ١٦ مايو ٢٠١١

الكنيسة تعتزم "نفيه" إلى خارج مصر

كشف مصدر مسئول بالمقر البابوي، أن البابا شنودة الثالث يدرس محاكمة القمص متياس نصر كاهن كنيسة عزبة النخل أو إبعاده عن الخدمة – التي سبق واعتذر عنها - بعد تكذيبه صدور بيان البابا الذي يطالب الأقباط المعتصمين أمام مبنى التلفزيون بماسبيرو، لعدم إغضاب الجيش.
وأكد أنه بالرغم من عدم وجود نص يجيز محاكمة متياس الذي يقود المعتصمين بماسبيرو عن أمر سياسي إلا أن الكنيسة تعتزم تحجيم دوره في الفترة المقبلة، ومن المرجح أن ترسله للخدمة خارج مصر، وهو ما يعد – بحسب تعبيره- نفيا "معنويا" كما فعلت مع مرقص عزيز كاهن الكنيسة المعلقة.
وكان متياس ادعى أن البابا عدل عن بيانه بمطالبته بفض اعتصام الأقباط فورًا، ما أثار غضب البابا بشدة، بعد أن اعتبر كلامه تكذيبا للبيان الذي تلاه الأنبا يوأنس عبر التليفزيون المصري ويدعو فيه الأقباط المعتصمين أمام ماسبيرو إلى فض اعتصامهم، على عكس ما أكده القمص متياس نصر للمعتصمين في منصة ماسبيرو.
ووضع متياس القيادة الكنسية في موقف محرج خاصة بدعوته المطالبة بالتدخل الأجنبي لحماية أقباط مصر خلال الاعتصام بدعوى حمايتهم من الاضطهاد، كما زعم أن الأقباط هم "أصل البلد"، مكررا نفس كلام الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس منذ عام الذي ادعي فيه أن الأقباط هم أصل البلد وأن المسلمون ضيوف عليهم.
وكان متياس نسب إلى البابا شنودة في اتصال هاتفي بينهما تأييده استمرار الاعتصام، إلى حين الاستجابة لمطالب الأقباط، وعلى رأسها محاكمة المتهمين في أحداث صول وأبو قرقاص وإمبابة، وقال إنه اعتبر مطالبهم مشروعة.
في سياق متصل، أجرى أسقف الشباب بالكنيسة مداخلة هاتفية مع برنامج "العاشرة مساء" على فضائية "دريم" اعتبر فيها تظاهر الأقباط حق مشروع ودستوري، لكنه أكد أن الأمر زاد عن حده خاصة بعد أن استجاب المسئولون لبعض مطالبهم، ولقاء رئيس الوزراء مع وفد ممثل عنهم، وتلقى مطالبهم بحب واحترام وإنصات جيد.
واعتبر أن مليونية الوحدة الوطنية كانت كافية وما كان على الأقباط أن يستمروا في المظاهرات أمام ماسبيرو، لأن "الشيء إذا زاد عن حده ينقلب ضده، ولأن اللي حذرنا منه الشباب من هتافات سلبية، أو استخدام العنف ضدهم و قد حدث بالفعل".
وبخصوص البيان الذي ألقاه عن البابا شنودة، قال الأنبا موسي إنه جاء بعد أن استشعر البابا الخطر الذي يحيط بمصر أولا، ثم الأقباط المتظاهرين ثانيا، مؤكدا أن اللهجة التي استخدمها البابا لم يشهدها الأقباط من قبل، والتي وضحت في عبارات مثل "صبر الحكام نفد"، "أو لو لم تستمعوا لكلامي ستكونون من الخاسرين".
ووصف الأنبا موسى موقف البابا شنودة بأنه "حكيم، ومنطقي، وهو يعكس عدم الإصرار على المزيد من الاحتكاكات التي تؤدى للخسارة في النهاية وعدم طاعة الأقباط للبابا يمثل إساءة لأنفسهم، ولكني أثق أن شباب الأقباط سيسمعون كلام البابا، رغم ما لديهم من حدة وانفعال الآن".
من جانبه، نفى الأنبا يوأنس سكرتير البابا شنودة أن يكون البابا تراجع عن بيانه، وقال إنه لم يحدث أبدًا أن تراجع طوال أكثر من 40 عامًا، وأشار إلى أن البابا يخشى على أبنائه المعتصمين خاصة بعد أحداث الاعتداء عليهم من قبل البلطجية.

ليست هناك تعليقات: