السبت، ١٠ يوليو ٢٠١٠

شيخ الأزهر - لن أصافح بيريز ولن أستقبل حاخامات في مكتبي

أبدى شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب موقفًا مغايرًا لسلفه الدكتور محمد سيد طنطاوي، مؤكدًا أنه يرفض استقبال حاخامات في مكتبه، ولن يصافح الرئيس "الإسرائيلي" شيمون بيريز، أو يتواجد معه في مكان واحد، على النقيض من موقف سلفه الراحل الذي اشتهر بآرائه المثيرة للجدل.
وفي رده على سؤال خلال مقابلة مع مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين المصريين نشرتها صحيفة "الأهرام" السبت، حول ما إذا كان يمكن أن يستقبل في مكتبه بعض الحاخامات كما فعل سلفه أو أن يصافح بيريز، قال الطيب: "لا استطيع أن أستقبل الحاخامات ولا استطيع مصافحة بيريز ولا استطيع أن أوجد معه في مكان واحد‏, ‏ولا أظن أن الشيخ سيد طنطاوي كان يعرف أنه يسلم علي بيريز".
وأكد أنه يرفض مصافحة بيريز ليس لأنه ‏يهودي، "لكن لأنه أحد الذين خططوا لعدوان إسرائيل الصارخ علي الشعب الفلسطيني، والاستيلاء علي القدس التي هي واحدة من أهم المقدسات الإسلامية التي أشعر بقيمتها الهائلة"، وتابع: "لو أنني صافحت بيريز فسوف أحقق له مكسبًا، لأن المعني أن الأزهر صافح إسرائيل‏,‏ وسوف يكون ذلك خصما من رصيدي‏,‏ وخصمًا من رصيد الأزهر، لأن المصافحة تعني القبول بتطبيع العلاقات وهو أمر لا أقره إلا أن تعيد إسرائيل للفلسطينيين حقوقهم المشروعة‏".‏
مصافحة طنطاوي
وكان شيخ الأزهر الراحل محمد سيد طنطاوي الذي توفي في مارس الماضي بالسعودية قام بمصافحة الرئيس "الإسرائيلي" شيمون بيريز في مؤتمر حوار الأديـان الذي نظمته الأمم المتحدة بنيويورك في 12 نوفمبر 2008، وهو ما أثار جدلاً وقتها، كونها تمثل سابقة تاريخية، غير أنه برر المصافحة التي التقطتها عدسات المصورين بأنه لم يكن يعرف شكل بيريز، وتكررت الأزمة عندما جلس معها على منصة واحدة في مؤتمر حوار الأديان الذي عقد في يوليو 2009 بكازاخستان.
وقبل ذلك بسنوات، استقبل حاخامات "إسرائيليين" في مكتبه بمشيخة الأزهر، وأثار ذلك في حينه أزمة عاصفة وجد نفسه على إثرها محاصرًا باتهامات وانتقادات قاسية قام على إثرها بالإطاحة بأساتذة الأزهر الذين عارضوه.
حوار كسيح
من جانب آخر، قلل شيخ الأزهر من جدوى الحوار بين الأديان، واصفًا إياه بـ "الكسيح"، وقال إنه لم يغير من الأمر شيئًا، مشيرًا إلى أنه لم يعد بالفائدة على المسلمين، رغم إيمانه بإمكانية أن تثمر تلك الحوارات "عن "توافق علي القيم الخيرة التي تجمع عليها كل الأديان‏,‏ لو أننا نجحنا في ذلك لكان كسبًا مهمًا للجميع".
واستطرد قائلاً: "مع الأسف فإن الحوار الذي شاركت في عدد من جلساته عقدت في إيطاليا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة حوار كسيح لم يحقق للمسلمين كثيرًا ولم يسفر عن أي تغيير حقيقي في مواقف الغرب علي مستوي القرار‏,‏ سواء فيما يتعلق بمساندة الغرب لإسرائيل علي طوال الخط ومساعدتها علي المماطلة في الالتزام بحقوق الشعب الفلسطيني أو حتى علي المستوى المتعلق بضرورة احترام رموز الإسلام كما نحترم ـ نحن المسلمين ـ رموز الأديان الأخرى كما وضح في قضية الرسوم المسيئة للرسول الكريم ـ صلي الله عليه وسلم ـ التي اعتبروها قضية حرية تعبير برغم أنها لا تمت بصلة إلي قضية حرية الرأي‏,‏ صحيح أن الحوارات أسفرت عن بعض الود والتعاون لكنها لم تغير شيئا من واقع الحال‏".

ليست هناك تعليقات: