الثلاثاء، ١٠ أبريل ٢٠١٢


الصحف العالمية: ترشح سليمان إهانة "لمصر الثورة"

وصفت الصحف الغربية خبر ترشح رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية السابق عمر سليمان لإنتخابات الرئاسة القادمة بأنها محاولة لإعادة إنتاج النظام القديم من خلال أحد أبرز رموزه.
وقالت صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية أن ترشح عمر سليمان يمنح المصريين الفرصة للتصويت ضد الثورة ولصالح النظام القديم، مشيرة إلى أن سليمان سيجذب أصوات المصريين الغير راضين عن الثورة التي أطاحت بنظام مبارك، بسبب استمرار الاحتجاجات، وإرتفاع معدلات الجريمة، ووقوف الإقتصاد على حافة الإنهيار بعد مرور أكثر من عام على الثورة.
  وأشارت إلى أن بحث الكثير من المصريين عن النظام والأمن، يدفعهم للإعتقاد أن البلاد بحاجة إلى رجل قوي مثل عمر سليمان للسيطرة على بلد مثل مصر التي تشهد معدلات عالية من الفقر و الأمية.
وأضافت أنه نظراً لعمله كرئيس لجهاز المخابرات المصرية، فإن سليمان يعلم كل أسرار النظام السابق، بما في ذلك أصدقاؤه وأعداؤه. وأشارت إلى أن تسريبات موقع ويكيليكس كشفت أن المسؤولين الأمريكيين يفضلون الحديث مع عمر سليمان، ويرون أن التحاور معه بمثابة التحاور مع مبارك نفسه.
ولفتت الصحيفة إلى أن علاقة عمر سليمان مع المجلس العسكري الحاكم والأحزاب الإسلامية الجديدة أصبحت الآن محل تكهنات جديدة، إذ يرى العديد من المحللين أن سليمان هو خيار المؤسسة العسكرية في الإنتخابات الرئاسية، وأن الجيش يدفع به لمنع إنتخاب رئيس قد يخضع الجيش للسيطرة المدنية.
وترى الصحيفة أن دخول سليمان لسباق الرئاسة من شأنه أن يسحب الدعم من مرشحين آخرين ينتمون للنظام السابق مثل عمرو موسى وأحمد شفيق.
وشبهت عمر سليمان بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر، قائلة بأن إعلان سليمان عدم نيته الترشح للرئاسة ليعود بعد بضع مظاهرات صغيرة من مؤيديه ويعلن ترشحه في الإنتخابات الرئاسية، أعادت للأذهان إعلان عبد الناصر إعتزامه الإستقالة ليقوم بعدها بإجراء إستفتاء قومي ليظهر دعم المصريين لبقاءه في منصبه.
من جانبها قالت صحيفة التليجراف البريطانية أن ترشح عمر سليمان للرئاسة هي خطوة من شأنها إثارة غضب التيار الليبرالي الذي يشعر بالتهميش بشكل متزايد.
وأشارت إلى أن دخول سليمان لسباق الرئاسة سيزيد من مخاوف النشطاء الليبراليين الذين وقفوا في طليعة الثورة التي أطاحت بنظام الرئيس المخلوع، كونه مؤشر على أن رموز النظام السابق عازمون على إستعادة السلطة.
إلا أنها قالت بأن شعبيته وسط بعض المصريين الذين يعتبرونه الشخص القادر على فرض الإستقرار في البلاد، لا تضعه ضمن المرشحين الأوفر حظاً للفوز بالإنتخابات القادمة.
غير أن بعض المحللين يرون أن شعبية سليمان قد تنمو مع تطور حملته الإنتخابية، خاصة إذا تمكن من تقديم نفسه كقوة موازنه لسلطته الإخوان المسلمين المتصاعدة، بحسب الصحيفة.
وأضافت بأن البعض يرى أن ترشح عمر سليمان مؤامرة من قبل الجيش للإتحفاظ بقدر كبير من السلطة بعد نقل السلطة إلى إدارة مدنية. في حين سيشعر فوز سليمان بالرئاسة الليبراليين بتضاؤل رأيهم في مستقبل البلاد.
وتوقعت الصحيفة أن ترحب إسرائيل بحذر بترشح سليمان للرئاسة، كونه رئيس المخابرات المصرية الذي لعب دوراً حيوياً في مساعدة الكيان الصهيوني في فرض حصاره على قطاع غزة.
أما صحيفة الواشنطن تايمز الأمريكية فترى أن مشاعر الغضب والإستياء التي أثارها قرار ترشح سليمان للرئاسة ترفع إحتمال تجدد الإشتباكات بين المتظاهرين والجيش، معتبرة أن ترشح سليمان مؤشر على إعتزام المجلس العسكري تحدي الإسلاميين في صناديق الإقتراع.
وقالت أن أحد الأسباب التي جعلت المجلس العسكري يدفع بعمر سليمان للترشح للرئاسة هو كونه أحد رموز النظام السابق الذين لم تطالهم إتهامات الفساد.
وأشارت إلى أن سليمان يحظى بسمعة طيبة في إسرائيل بسبب جهوده في كبح جماح حركة المقاومة الفلسطينية حماس، وأن فوزه سيلطف من المخاوف الإسرائيلية المتصاعدة منذ الثورة المصرية التي جلبت الإسلاميين لواجهة الساحة السياسية في مصر.
بدورها وصفت صحيفة الدايلي ميل البريطانية ترشح رئيس مخابرات نظام مبارك في أول إنتخابات رئاسية بعد الثورة بأنه "إهانة" لمصر.
وقالت أن سليمان يحظى بدعم "وراء الكواليس" من المجلس العسكري الحاكم في مصر و آلة الدعاية القوية للإعلام الرسمي، وأنه سيعمل على ترويج نفسه بإعتباره اليد القوية التي ستوفر الأمن لأولئك الذين يشعرون بالإحباط بشكل متزايد جراء الإنفلات الأمني و التدهور الإقتصادي.

ليست هناك تعليقات: