الاثنين، ٢٦ نوفمبر ٢٠١٢

 نادي الزند

مشهد يذكرنا دائمًا بأعداء الأمس حلفاء اليوم.. سامح عاشور وهو "فلول بامتياز" طرده ميدان التحرير أول أمس بسبب ذلك، يجلس جنبًا إلى جانب أحمد الزند في نادي القضاة. عاشور ينتمي إلى التيار الناصري الذي نشرت إحدى صحفه، أو بالأحرى صحيفة الزعيم الناصري حمدين صباحي المتحالف الآن مع الزند، وهي جريدة الكرامة، بأنه عمل خلال فترة عمله في إمارة رأس الخيمة مأذونًا، ونشرت صورة له مرتديًا العمامة والقفطان أثناء قيامه بعقد قران.
ثم تابعت "الكرامة" تفاعلات خبرها فيما بعد بعناوين عريضة منها: "بعد انفراد الكرامة بنشرها: مطالب بالتحقيق مع الزند بسبب صورته في الإمارات. ورئيس النادي يرد: انتوا عايزين القضاء يسحبوا مني الثقة ولا إيه".
وكانت للصور والخبر حينها مدلولات قوية تدافع عن قيمة منصب القاضي وقداسته وتنزله المنزلة التي يستحقها.
الأضداد ينسون شعارات الأمس ويتوحدون الآن ضد الرئيس مرسي من أجل المصالح الضيقة. وفي سبيل ذلك لا يهم ضرب القيم والقواعد والأصول المتعارف عليها في انعقاد الجمعيات العمومية، وهذا عينه ما رأيناه في اجتماع ما سمي بالجمعية العمومية لنادي القضاة والتي جلس على منصتها الزند وسامح عاشور وخلف المنصة وبين الحاضرين في القاعة جمع كبير من السياسيين ورجال الأحزاب والمحامين بعضهم تحدثوا عبر ميكرفون الزند.
ما قاله وزير العدل المستشار أحمد مكي في اتصال قناة "الحياة" به وصف دقيق للمسرحية، فالجمعية بتلك الصورة ليست جمعية قضاة واجتماعها غير قانوني وتصويتها على تعليق العمل بالمحاكم والنيابات باطل.
بدلًا من أن يرد أحمد الزند على ذلك، حاول اغتيال شخصية وكرامة المستشار مكي، وعندما طالبه المذيع شريف عامر بالكلام في صلب الموضوع، فقد أعصابه وتطاول على المذيع متسائلًا بحدة: انت حتعلمني ثم أغلق الخط!
وهكذا لم يجد ما يقوله في إطار عصبيته الظاهرة بشدة منذ تعيين نائب عام جديد، وهو سر غضبه وخوفه من شيء ما.. الله أعلم به..
حتى الصحافة الموالية للزند لم تستطع غض الطرف عن مسرحيته في نادي القضاة، فنشرت جريدة "المصري اليوم" فيديو لقضاة يطيحون بقاضٍ اعترض على الزند أثناء إلقائه كلمته وقال له "اتق الله". سقط المسكين على الأرض ثم تم انتزاعه وطرده إلى الخارج. لا يمكن أن أصدق أن هؤلاء الذين ضربوه وكانوا في أقصى القاعة ينتسبون حقيقة إلى القضاة، وهذا ما يؤكد رؤية وزير العدل..
ثم كيف تكون جمعية عمومية للقضاة ومن حضورها المحامي مرتضى منصور والمحامي سامح عاشور ونشطاء سياسيين وأعضاء أحزاب؟!..
هؤلاء كانوا من بين الذين رفعوا أيديهم عندما سأل أحمد الزند في حركة كوميدية: هل توافقون على إلغاء عضوية أعضاء حركة قضاة من أجل مصر.. "موافقون".. ثم إلغاء عضوية قضاة حقيقيين من النادي الذي بات يستحق بامتياز اسم نادي أحمد الزند!
نجح الزند في تشويه قضاة مصر والنيل من قامتهم العالية وتقديم "العدالة" بصورة مسرحية ستشكك في كل خطواتها لاحقًا لدى الضمير العام.
farrag.ismail@yahoo.com
اسماعيل فراج

ليست هناك تعليقات: