الخميس، ٣ سبتمبر ٢٠٠٩

قرأت لك -لصوص ... لا يدخلون السجن


مختار نوح (المصريون) : بتاريخ 3 - 9 - 2009
اللصوص فى بلدنا على أشكال وأنواع ... فقد تجد لصاً يدخل السجن بعد محاكمة عنيفه ثم يأخذ على قفاه علقه ساخنه أمام بوابه الدخول إلى الليمان ثم يرتدى البدله الزرقاء "المعفنه" ويدخل إلى السجن على درجه " مرمطون " إلا أنك كما تجد لصاً يدخل السجن فإنك أيضاً تجد لصاً يدخلك أنت وأهلك السجن ... مع إنه لص ومن عائله كلها لصوص كمان ... ومن هنا فإن اللص الغلبان الذى يسرق " حبل الغسيل " أو يزاحم فى المواصلات العامه لينشل محفظه لا يجد فيها أكثر من سته جنيهات وأربعين قرشاً هو لص غبى ويستاهل قطع رقبته ... لإنه يسرق إنساناً هو أفقر من الفقر ... ومثل هذا اللص فى مصر لا مستقبل له فى مملكة اللصوص وسيظل فى أدنى درجات السلم الوظيفى وحتى إذا ما تمت ترقيته فلن يحصل على درجة أعلى من درجة " حرامى اكسسوار " وهى درجة تمنحها مملكة اللصوص فى مصر إلى من يسرق " مرايه سيارة " أو يفك وش فانوس سيارة ماركه " 128 " .وهذا النوع " الكحيتى" من اللصوص يختار السيارات المتواضعه بإعتبار أن صاحبها إذا ذهب إلى القسم للابلاغ عن السرقه فإن السيد الضابط فى الغالب لن ينظر إليه وإنما سوف يرسله إلى العريف " هدهد " الذى يحرر له محضراً حافلاً بالأخطاء الاملائيه وذلك طبعاً بعد أن يأخذ منه عشرة " لحاليح " حمراء اللون ... ونفس الأمر يحدث مع صاحب الغسيل المسروق لذلك فإن الطبقه المطحونه هى أمام القانون سواء " وزى قلتها " أما النوع الثانى من اللصوص فيحكمه قانون خاص وهم اللذين يطبقونه على أنفسهم ... وهذا القانون تنص مادته الأولى على أنه" إذا عشقت فاعشق قمراً وإذا سرقت فاسرق جملاً " كما تنص المادة الثانيه على قاعدة فحواها " إذا كان بإمكانك أن تسرق شعباً بأكمله ... فلماذا تسرق مواطناً واحداً فقط " وهذا النوع من اللصوص يا ساده لا يدخل السجن حتى لو سرق أحدهم مائه مليون من الجنيهات بنيه اللون إلا إذا إضطرت مملكه اللصوص أن تتخلص منه مؤقتاً لأسباب تخص مصلحه المملكه وحيئذ فهى تكلف لصاً بدرجة رئيس العلاقات العامه بأن يصحب اللص المطرود مؤقتاً إلى قاعه كبار الزوار بمطار القاهرة لكى يذهب فى رحله قصيرة إلى خارج مصر ليستثمر هذه الملايين فى أوربا ... ثم إذا أرادت المملكه أن تسترد تلميذها النجيب فهى تعيده إلى مصر بعد أن تسن له قانوناً من ماده وحيده تنص على " إدخلوها آمنين ولو كنتم سارقين " ومن هنا يتم تقسيط المبلغ المسروق على ألف وخمسمائه سنه ميلاديه أو هجريه أيهما أكثر أو تطبيق قاعده " سكه أبو زيد كلها مسالك " ولا تتعجب يا عزيزى القارئ إذا شاهدت هذا اللص بعد عودته عضواً فى البرلمان أو حتى زعيماً لحقوق الإنسان أو سفيراً للنوايا الحسنه فكما عادت المرأه الحديدية إلى مصر وذلك طبعاً بعد ترتيب الأمور والقبض عليها كده وكده سيعود كل من هربوا بأموال المصريين إلى مصر الطيبه اللذيذه التى تفتح أحضانها لكل اللصوص والهباشين كما سيعود قاتل المعتمرين " ممدوح إسماعيل " ... بل وربما يشترى أحد هؤلاء العائدين هيئه السكك الحديديه التى يتم تزويقها وإعدادها للبيع بالتقسيط إلى صاحب الحظ والنصيب المهم يا ساده إن مملكه اللصوص تحمى أعضاءها والعاملين بها من أول لص بدرجة مستثمر صغير وانتهاء بكبير اللصوص وهؤلاء اللصوص لا يدخلون السجن أبداً إلا إذا أرادت مملكه اللصوص أن تؤدب أحد الأعضاء بسبب أرتكابه جريمة " السرقه بدون ترخيص " ... ومن هنا فلا يجب الاستهانه بعالم اللصوص فإنه محكوم بهيكل ادارى قوى وبنظام محكم .... وتقوم مملكه اللصوص بتعيين المراكز الحساسه فى كافه المؤسسات فعلى سبيل المثال يتم تعيين رئيس بنك " السرقه " والذى يتولى إختيار المناصب العليا مثل " وكيل لجنه السرقات " وسكرتير البنك للتقييم والرشاوى وغير ذلك من المناصب وفقاً للتسلسل القيادى .وبهذه المناسبه فيروى أن أحد اللصوص الكبار والعضو المهم فى ممكله اللصوص تم استدعاؤه فى القسم ليتسلم إبنه الذى تم ضبطه وهو يسرق خزينه المدرسه التى يدرس بها فأخذ اللص الكبير يضرب إبنه أمام الضباط بقسوه شديده مما أثار شفقه أحد الضباط فخاطب اللص الكبير مستعطفاً ومؤكداً أن الصغير لن يكرر هذا الخطأ ... فنظر اللص الكبير إلى الضابط متعجباً من كلامه ثم قال للضابط : " سيبونى أربيه ... أنا ما بضربوش علشان سرق... أنا باضربه علشان اتقفش "وعجبي
مختار نوح

ليست هناك تعليقات: