الخميس، ١٨ فبراير ٢٠١٠

طالبوه بخلع نظارته السوداء لرؤية معاناتهم.. الأئمة والخطباء يتهمون أحمد عز بتعطيل إقرار كادرهم الخاص ويطالبون بمساواتهم بلاعبي الدرجة الثالثة

أكد أئمة وخطباء عاملون بوزارة الأوقاف، أن الدعوات لتجديد الخطاب الديني لن تكون ذات جدوى مع استمرار تجاهل ظروفهم المادية، موجهين اتهامات مباشرة إلى المهندس أحمد عز أمين التنظيم بالحزب "الوطني"، ورئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس الشعب بالمسئولية عن تعطيل إقرار كادر خاص لهم أسوة بكادر المعلمين، بعد تصريحاته التي قال فيها إنه لا توجد ميزانية كافية لتمويل الزيادة المرتبة على إقرار الكادر.
واعتبر الأئمة الذين نظموا وقفة احتجاجية الاثنين الماضي أمام مجلس الشعب للمطالبة بإقرار الكادر وتحسين أوضاعهم المادية أن موقف عز ناجم عن عدم شعور بمعاناتهم جراء رواتبهم الضعيفة، قائلين: إن "عز يجلس في برج عاجي ولا يشعر بمعاناة المصريين"، وحثوه على خلع نظارته السوداء وأن ينظر بعين الرحمة إلى الشعب الكادح الذي حصل من جيبه على المليارات بسبب احتكاره سوق الحديد التسليح.
وقال الشيخ عمر السيد ويعمل مفتشا بالأوقاف لـ "المصريون" إن تهرب الحكومة من التجاوب مع مطالب الأئمة والخطباء بإقرار الزيادة في الرواتب أمر يتناقض بشكل جذري مع المطالب بتجديد الخطاب الديني، لأن تحقيق هذا الهدف لن يحصل دون أن يطلع الإمام على المراجع والكتب الدينية بشكل مستمر، وهذا أمر بالغ الصعوبة مع ارتفاع أسعار الكتب واستمرار انخفاض الرواتب.
وأضاف ساخرا من موقف المهندس أحمد عز برفض إقرار الكادر، أن الراتب الذي يطالب به الإمام لا يعادل ثمن ربع طن حديد تسليح، وقال إنه يجلس في برج عاج ولا يشعر بمعاناة المواطنين، لذا كان موقفه برفض إقرار كادر للائحة بحجة أنه لا توجد ميزانية لصرف كادر للأئمة، محذرا من تداعيات تجاهل الحكومة لمطالبهم واستمرار تدني أحوال الأئمة والخطباء المادية.
أما الشيخ عبد الحفيظ الغزالي أمام وخطيب جامع الفتح فقد طالب عز بخلع نظارته السوداء حتى يشعر بمعاناة الشعب المصري، خاصة الأئمة والخطباء الذين يضطر العديد منهم إلى العمل بحرف ومهن أخرى بعيدا عن الدعوة الإسلامية، لسد احتياجات الحياة في ظل حالة الغلاء المستمرة وتدني رواتبهم.
وأكد أنه لا يمكن تجديد الخطاب الديني في ظل الأوضاع المادية المتردية للأئمة، وتساءل بسخرية: إلا يمكن مساواة الإمام والخطيب الذي يحمل رسالة الدعوة الإسلامية مع لاعب كرة قدم ناشئ بنادي درجة ثالثة؟.
من جهته، أكد الشيخ صلاح نصار إمام وخطيب الجامع الأزهر أن من حق الأمام أن يحيا حياة كريمة تليق به وبمكانته ورسالته التي يؤديها، كما أن من حقه أن يرتدي زيا لائقا وأن يشتري ما يشاء من الكتب والمراجع.
لكنه قال إن ذلك لن يتحقق في ظل انخفاض رواتبهم رغم مطالبتهم مرارا وتكرارا بصرف كادر خاص لهم أسوه بالمدرسين، ودافع عن وزارة الأوقاف التي قال إنها تبذل ما في وسعها لا قرار هذا الكادر بينما الحكومة ترفض بزعم عدم وجود ميزانية.

ليست هناك تعليقات: