السبت، ٢٠ فبراير ٢٠١٠

قال إنه رفض عرضا لتولي منصب وزارة الخارجية.. البرادعي متحديا معارضة السلطة: سأخوض انتخابات الرئاسة للإرتقاء بمصر وللتغيير للأفضل

صرح د. محمد البرادعي أنه سيشارك في العملية الانتخابية وقال في حوار لفضائية دريم الخاصة : ذكرت منذ أكثر من عام أنه بعد الانتهاء من عملي كموظف دولي سأشارك في كمواطن مصري في هموم مصر كي نرتقي بها نحو التقدم الاقتصادي والاجتماعي .
وقال : الذي جعلني أفكر في الترشح للرئاسة هو ملايين الرسائل التي تأتيني عبر كل اتجاه على الانترنت في الصحف وتدعوني بالمشاركة بفاعلية في العمل العام في مصر خاصة ونحن مقبلون على انتخابات برلمانية ورئاسية ، وقطاع عريض جداً من الشعب المصري يدعوني للمشاركة ولهذا سأستجيب لهذه الأصوات وأخوض العملية الانتخابية شريطة أن تكون في جو ديمقراطي كي أضمن نزاهة العملية الانتخابية وأن يكون الباب مفتوحا لكل من يرى في نفسه أنه مؤهل لهذا المنصب المهم ، مشيراً إلى أن ذلك قد يكون وسيلة للتغيير خاصة وأنه التغيير لا يتوقف على شخص بمفرده بل على المجموع ككل.
وأكد البرادعي :أنه مستعد لخوض انتخابات الرئاسة شريطة أن تكون نزيهة وسأقف دائماً مع الشعب المصري لأني في النهاية ولدت مصرياً وسأعيش مصرياً وسأموت مصرياً على حد قوله .
واستطرد : وإذا تمت هذه الخطوة وهي نزاهة الانتخابات فالتغيير الأول لابد أن يكون في بنود الدستور التي لابد أن يتم التعديل في بعضها كي تسمح لكل من يرغب في الترشح ويرى نفسه مؤهلا لذلك في التقدم بلا خوف بترشيح نفسه وأيضاً وهي النقطة المهمة جداً ضرورة أن يكون هناك تغيير في الإطار الدستوري بالكامل وهو أن يكون قائما على الديمقراطية والاشتراكية بمعنى العدالة الاجتماعية كي لا نستمر في السير في طريق مظلم ومسدود.
وتابع البرادعي : وذكرت في تصريحاتي السابقة بأني لن أخجل على الإطلاق في أن أواجه المستحيل كي أقحم نفسي في هموم المواطن المصري ومسئولياته فيما يخص مصلحة وطن لأننا نتكلم عن مستقبل أجيال.
وكشف أنه عرض عليه منصب وزير الخارجية بعد انتهاء ولاية السيد عمرو موسى ولكنه رفض ، وقال : اعتذرت لأني كنت في خضم العمل الدولي وكان يجب أن أستمر في عملي حتى انتهاء الثقة التي وضعها في العمل الدولي .
وأشار د. البرادعي أن علاقته بالسلطة السياسية علاقة مودة واحترام وقال : علاقتي بكل المسؤلين جيدة وخلافي ليس شخصيا بل خلاف حول السياسات التي أتمنى أن تتغير وأن تقودنا عملية التغيير إلى الحوار لا إلى التصادم.
وعرض البرادعي بعض الأرقام وقال : مصر للأسف في حالة اقتصادية واجتماعية متردية فلو نظرنا لبعض الأرقام سنجد أن 42%في مصر يعيشون تحت خمسة جنيه يومياً و30% من الشعب المصري لا يقرأ ولا يكتب ، والمصري يأتي في الترتيب 123 في العالم في تقدم مستوى الإنسان ، وكل هذه الأمور لا تليق بمصر ولا يصح أن يكون فيه المواطن المصري وبالتالي حان وقت التغيير والتعديل في أسلوب حياتنا ، فلابد أن نعيش عدالة اجتماعية حقيقية وهذا كله أود أن أعمل فيه .
وأضاف : منصب الرئاسة لا يعنيني بقدر ما يعنيني عملية التغير التي لابد وأن تأتي بسبب وضعنا المتردي على المستوى الإنساني والعالمي الذي لا يليق بمصر كحضارة وأمة لها تاريخ .
وأشار أنه غير متفرغ وأنه مشغول في العمل العام وقال : كان ممكن أن أستمر في العمل العام من خلال أني أشارك في مؤتمرات عديدة على مستوى العالم في الطاقة والقانون ولدي العديد من المسؤوليات على المستوى العالمي ما بين محاضرات ومؤتمرات دولية وبعد عودتي من مصر سأحصل على وسام من الرئيس الألماني وبعدها سأكون في كوبا للمشاركة في مؤتمر دولي حول الوقود النووي ولكن كوني مصرياً هذا أمر يجعلني أترك كل مسئولياتي العالمية وأتجه لمواجهة هموم بلدي .
وقال : كنت في كوبا ورأيت أن مستوى التعليم هناك وصل لـ 100% وكوبا كانت تعيش تحت الحصار الأمريكي لمدة أربعين عاماً ، فالارتقاء بالتعليم وبأوضاعنا ككل ليس أمرا مستحيل.
وحول الهجوم الذي واجهه من قبل بعض المسئولين عند إعلانه عن الترشح لمنصب الرئاسة ، قال البرادعي: واجهت هجوما عنيفا وهذا الأمر جعل في حلقي غصة لأني رأيت أنه دليل على ضعف الحوار وكنت أتمنى أن يواجهني أي شخص معترض على ترشيحي بالحوار لا بالهجوم على شخصي وهذا دليل على تدهور القيم المصرية بأننا أصبحنا غير قادرين على المناقشة رغم أنه كما معروف أن الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.
وأضاف : الجامعة العربية في أسوء حالتها وأصبحت للأسف جهازا هشا واعتقد أن عمرو موسى يقوم بما يستطيع للنهوض بدور الجامعة العربية ولكن المشكلة تأتي في الدول العربية التي أصبحت عبئا على العالم لأننا لا نضيف شيئا بل نحن مازلنا في مصر نتحدث عن مسلم ومسيحي وشيعة وسني ، فالجامعة العربية ممكن تكون انطلاقة جديدة ولكن هذا يتوقف على الدول العربية وعلاقتها ببعضها ، فالأنظمة العربية فقدت مصداقيتها ، رغم أنه لو توحد العالم العربي سيصبح قوة هائلة على مستوى العالم فنحن في فترة ضعف ووهن.
وحول إذا كان وجود إسرائيل سبب في هذا الضعف العربي قال د.البرادعي :
إسرائيل بالقطع والمشكلة الفلسطينية تؤدي بالطبع لنوع من عدم الاستقرار في المنطقة ، فحتى الآن لا نستطيع أن نتعامل معها لا عن طريق الحرب ولا السلام وصلنا إلى طريق مسدود ومرحلة يتم فيها تصفية القضية الفلسطينية ، وأصبحنا نتكلم عن أضحوكة أسمها عملية السلام وأصبح هناك أصوات تقول لا يوجد شيء اسمه العالم العربي فأصبحنا في تشرذم.
وحول وضع إيران قال د. البرادعي : إيران لها قوة إستراتيجية وأصبح لها رصيد في العراق وفي لبنان وفي العالم العربي عموماً ، إيران دولة لا تفكر بشكل عاطفي ، وهي في موقف القوة لا الضعف ، وليست

في موقف الخائف من الولايات المتحدة لأنها تسير بإستراتيجية وليس بشكل فردي .
كتبت مروة حمزة (المصريون

ليست هناك تعليقات: