الاثنين، ٧ ديسمبر ٢٠٠٩

رغم تجاوزه السن المسموح له بالسفر.. الحكومة المصرية تسمح لشيخ الأزهر بالحج ضمن "حجاج القرعة" وتحرم قائد المقاومة الشعبية في حرب أكتوبر


اتهم الشيخ حافظ سلامة، زعيم المقاومة الشعبية بالسويس في حرب أكتوبر 1973، الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء بمخالفة القرار الصادر بحرمان من هم فوق 65 عامًا وأقل من 25 عامًا من أداء الحج لهذا العام، بعد أن سمح بسفر الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر بالسفر ضمن حجاج القرعة رغم تجاوزه عامه الثمانين.
وكانت الحكومة المصرية قررت حرمان مواطنيها الذين لا ينطبق عليهم شروط السفر إلى الأراضي المقدسة من أداء فريضة الحج لهذا العام، ومن بينهم الذين فازوا في قرعة الحج السنوية، بدعوى الالتزام بقرار وزراء الصحة العرب بسبب مخاوف بشان فيروس إنفلونزا الخنازير.
غير أنها لم تطبق القرار على الجميع، وهو ما أثار حالة من الاستياء بين هؤلاء الذين لم يُسمح لهم بالسفر، ومنهم الشيخ حافظ سلامة، بدعوى أنه من كبار السن، حيث أبدى دهشته من السماح لشيخ الأزهر بالحج ضمن حجاج القرعة، رغم أنه يبلغ من العمر 81 عامًا، أي بزيادة 15 عامًا عن السن المسموح له بالحج.
وتساءل: هل غاب عن الدكتور نظيف أن فضيلة شيخ الأزهر قد اُستثنى من قراره الذي حرم منه عشرات الآلاف من أبناء مصر الذين فازوا كما فاز بالقرعة ويخيل إلى أنها كوسة من القرع وليست قرعة يتساوى من خلالها جميع المواطنين، فكيف أجاز الدكتور نظيف باستثناء شيخ الأزهر من قراره الذي حرم منه غيره لمن أقل عمره عن 25 عامًا ومن زاد عمره عن 65 عامًا.
وكانت مجلة "آخر ساعة" نشرت في عددها 3919 الصادر بتاريخ 2 ديسمبر 2009م صورة لشيخ الأزهر وهو يرتدي ملابس الإحرام وسط مجموعة من الحجاج، وأرفقت الصورة بتعليق له يقول فيه: "أنا طالع في القرعة ضمن حجاج القرعة ومسدد جميع الرسوم كما سدد جميع من فاز بالقرعة".
وقال الشيخ حافظ سلامة: نريد تبريرًا لهذا الاستثناء لمواطن موظف في الدولة تحت رئاسة الدكتور نظيف الذي أعطى إجازة لسفره للحج، واستدرك: إذا كان الدكتور نظيف قد قدم له شهادة تسنين من مكتب الصحة الذي يتبعه شيخ الأزهر بسن أقل من سنه الحقيقي، فإن شيخ الأزهر سجل على نفسه في سيرته الذاتية أنه ولد بقرية "سليم الشرقية" مركز طما بمحافظة سوهاج في 14 من جمادى الأولى لعام 1347 هـ الموافق 28 من أكتوبر سنة 1928م.
وأضاف متوجها لرئيس الوزراء أن "هذا ثابت لكم بملف خدمته، فهل غاب عنكم يا من حرمت عشرات الألوف ممن هم قد لقي ربهم ومن هم في الطريق إلى دار الآخرة فهل ضمنت لهم عند الله تبارك وتعالى صك من الغفران والنبي صلى الله عليه وسلم هو القائل "من ملك قوته وراحلته ولم يحج مات إن شاء يهودياً أو نصرانيا".
وعبر الشيخ حافظ سلامة عن غضبه الشديد لحرمانه والآلاف من المصريين من أداء الركن الخامس من الإسلام، بينما تم التغاضي عن تطبيق شروط السفر على البعض ومنهم شيخ الأزهر، وختم قائلاً لرئيس الوزراء: إذا كنت أنت أعلنت أنك علماني وترأس دولة علمانية، فلك عقيدتك الزائفة ولنا ديننا الحنيف فإننا أمنا بالله ربا وبالإسلام دينا وبالقرآن دستورا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً عليها نحن شعب مصر، وإني عن نفسي وعن كل من حرمته من أداء مناسك حج هذا العام نشكوك إلى رب العالمين في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

ليست هناك تعليقات: