الخميس، ٧ يناير ٢٠١٠

محمود عباس يهاجم الشيخ القرضاوي بسبب إدانته لموقفه من تقرير "جولدستون" ويقول إنه من عينه للعمل في قطر بعد خروجه من مصر



فتح رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، النار على الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين لمهاجمته إياه على خلفية مطالبته برجمه في مكة، إثر تأجيل التصويت على تقرير جولدستون، الذي يتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب إبان عدوانها على قطاع غزة في يناير من العام الماضي.

وانتقد عباس تصريحات سابقة للشيخ القرضاوي، قال فيها "إن الجرم الذي ارتكبه محمود عباس يستحق عليه الرجم في مكة" في تعقيبه على طلبه تأجيل التصويت على تقرير جولدستون، حيث رفض تحميله مسئولية ذلك، وقال متوجها إليه": "يا أخي أنت رجل فقيه، والله سبحانه وتعالى يقول 'يا أيها الذين آمنوا أن جاءكم فاسق بنبأ...' إلى آخر الآية.. أي أنه يجب عليك أن تتأكد وتتحقق".

وخلال حوار مع وسائل الإعلام القطرية نشرته صحيفة "الوطن" عرض عباس مقطع فيديو يظهر السفير الباكستاني وهو يطلب من الأمم المتحدة، باسم المجموعات العربية والإسلامية وعدم الانحياز في مجلس حقوق الإنسان، تأجيل البت في قرار تقرير جولدستون.

وسأل: "من الذي طلب التأجيل؟.. كل هؤلاء طلبوا.. أنتم اتهمتموني أنا، وبناء عليه الشيخ القرضاوي طالب برجمي في الكعبة!! أنا لا أمزح.. ولا يجوز للشيخ القرضاوي، وهو رجل من أعظم رجال الفكر الإسلامي في العالم الإسلامي، أن يبني فتوى - أو فتيه في اللغة العربية الصحيحة - على إشاعات ودعايات!".

وزعم عباس، الذي كان قد عمل في قطر في بداياته، أنه هو من عيّن القرضاوي للعمل في قطر، وقال: "على فكرة أنا من قمت بتعيينه هنا في قطر."

واتهم عباس، وسائل الإعلام القطرية بالانحياز لصالح حركة "حماس"، ومهاجمة السلطة الفلسطينية بمناسبة ودون مناسبة، ملمحًا إلى أن هذا الأمر أحد أسباب الخلاف مع قطر، وقال إن "الإعلام القطري متجن علينا"، واعترف بأن علاقات قطر - حماس أقوى منها مع السلطة، وقال بصراحة إن "الإعلام القطري كله منحاز إلى "حماس".. الإعلام الرسمي وغير الرسمي والإعلام المبرمج وغير المبرمج."

وبرر عباس الجدار الفولاذي الذي تشيّده مصر على الحدود مع قطاع غزة، مرجعًا إياه إلى أنه يتعلق بالسيادة المصرية، مطالبًا بتناول مسببات الحصار المفروض على غزة.

ودافع في المقابل عن السلطة الفلسطينية المتهمة بالفساد، وقال: "هل يمكن أن تقول لي أين الفساد في السلطة الفلسطينية؟.. وأن تسمي لي شخصًا واحدًا؟.. حدث فساد في الماضي نعم، وإذا أردت الحديث عن حماس فهناك مثال بشركات تشغيل الأموال والأنفاق واحدة أيضاً، فالأنفاق للتجار وشركات التمويل هي واحدة، وأنا أتحدى أن تذكروا لي قصة فساد واحدة منذ ثلاثة أعوام وحتى اليوم."

وتابع عباس: "والقصة أيضًا لا تتعلق بالوازع الديني، فلا يكفي أن تكون متدينًا كي يكون لديك أخلاق حميدة، فقد تكون متديناً في حين أن أخلاقك غير حميدة، وقد تكون علمانياً غير متدين وأخلاقك حميدة، وهذا ليس مقياسًا، ثم من يحدد من هو متدين ومن هو غير متدين، فأنا متدين أكثر من 90 في المائة من حماس، فأنا رجل متدين، وقد كنت معروفًا بذلك هنا في قطر، وأصلي وأصوم وأقوم بالواجبات كلها وعائلتي محافظة".

وحول التقرير الذي كشف عنه فاروق القدومي أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية عن وفاة الرئيس ساسر عرفات، قال عباس إن إسرائيل أصدرت هذا التقرير قبل خمس سنوات، "ومن المخابرات الإسرائيلية تحديداً، ووصل إلى الرئيس أبو عمار، وقال لي وقتها 'انظر إلى هذه الخرافات التي يخرجون بها علينا'، وأبلغني بذلك قبل أن يموت ثم جاء فاروق قدومي ليتلقفه من يريد أن يخرب وأولهم الجزيرة.. فما معنى هذا؟"

وتحدى عباس أن يكون محتوى التقرير صحيحًا، موضحًا أن مصدر التقرير هو إسرائيل وجهاز الشين بيت والموساد، وأن التقرير بقي مع القدومي خمس سنوات، وتساءل "فلماذا لم يخرجه إلا اليوم؟"

وحول اتهامات بأنه طلب من إسرائيل أن تواصل ضرب غزة أثناء الاجتياح الإسرائيلي، قال عباس: "إسرائيل قالت إننا نستطيع أن نكشف بالوثائق أن أبو مازن هو من طلب منا أن نضرب غزة، وما حصل أنني عندما أجلت مناقشة تقرير غولدستون، قالوا لو لم يؤجل أبو مازن مناقشة تقرير غولدستون لفضحناه."

وتابع: "وبعد يومين أرسلت التقرير إلى لجنة حقوق الإنسان، وقلت لهم لقد أعدت التقرير وأتحداكم إذا كنتم تملكون شيئًا، وقد اتصل بي مدير الشين بيت 4 مرات وقال لي: 'أبو مازن نحن اعتذرنا لك، ونعتذر وهذه الصحافة التي عندنا بذيئة'، فقلت له ما الفائدة إذا كانت صحافتنا "النزيهة" قد نقلت عن صحافتكم البذيئة كل هذا الكلام، وبعد ذلك تعال ودافع عن نفسك".

ليست هناك تعليقات: