الأربعاء، ١٣ يناير ٢٠١٠

لماذا تتجاهل الصحف القومية أخبار زيارة الدكتور زويل للقاهرة ولقاءه الرئيس مبارك ؟! للذين اندهشوا من التغيير الأخير : فرق كبير بين حكومة تجري انتخابات

نستهل جولتنا اليوم في صحافة القاهرة الصادرة أمس (الاثنين) من صحيفة الوفد ، بما رصده محمد أمين ، أنه لا‮ ‬يوجد خبر واحد‮ »‬يوحد الله‮« ‬في الصحف القومية،‮ ‬عن زيارة الدكتور أحمد زويل للقاهرة‮.. ‬ولا‮ ‬يوجد أي شيء‮ ‬يشير إلي وجود العالم الكبير في مصر‮.. ‬مع أن‮ »‬زويل‮« ‬علي أجندة رئيس الوزراء‮.. ‬ومع أن قضية كبري سوف تكون محل نقاش بين‮ »‬نظيف‮« ‬و»زويل‮«‬،‮ ‬ومع أن الرجل قد‮ ‬يلتقي الرئيس مبارك‮.. ‬فلا شيء‮ ‬يغيظ أكثر ممن‮ ‬يقولون إنها صحف قومية‮.. ‬حين نقول إنها صحف الحزب الوطني‮.. ‬التي‮ ‬يمارس عليها صفوت الشريف صلاحياته‮.. ‬ليس بصفته رئيساً‮ ‬لمجلس الشوري‮.. ‬ولكن لأنه أيضاً‮ ‬أمين الحزب الوطني‮ »‬الديمقراطي‮« ‬الحاكم‮.. ويتساءل أمين : ما معني هذا التجاهل لعالم كبير‮.. ‬تتحرك معه الأضواء في كل مكان‮.. ‬منذ تحرك من أمريكا مروراً‮ ‬بالسعودية،‮ ‬وصولاً‮ ‬إلي مصر‮.. ‬وما معني هذا التجاهل‮.. ‬إلا إذا كان هناك من‮ ‬يظن كذباً‮ ‬أن في هذا التجاهل إرضاء للرئيس‮!!‬ وربما كانت هذه هي المرة الوحيدة،‮ ‬التي‮ ‬يلتقي فيها‮ »‬زويل‮«‬،‮ ‬رئيس الوزراء المصري بصفته‮ »‬مبعوث أوباما‮«.. ‬وربما كانت هذه هي المرة الوحيدة التي تصاحبه السفيرة الأمريكية في اللقاء‮.. ‬وربما كانت هذه هي المرة الوحيدة أيضاً،‮ ‬التي لا‮ ‬يملك فيها المسئول المصري،‮ ‬أن‮ ‬يؤخر اللقاء مهما كانت الأسباب‮.. ‬فقد رتبت السفارة الأمريكية‮ ‬كل شيء قبل وصول العالم الكبير‮.. ‬لأنه في هذه المرة سيمثل الرئيس الأمريكي‮.. ‬ولأنه‮ »‬مبعوث أوباما‮«.. ‬ولولا أنه جاء مبعوثاً‮ ‬للرئاسة الأمريكية ما قابلوه‮.. ‬صحيح أن العالم الكبير،‮ ‬سوف‮ ‬يحضر اجتماع المجلس الأعلي للعلوم برئاسة نظيف‮.. ‬وصحيح أن الكاميرات قد تقف عنده عندما‮ ‬ينقل التليفزيون الرسمي وقائع الاجتماع‮.. ‬ولكن بصفته العالم المصري بين مئات العلماء المصريين‮.. ‬لا فرق بين أبيض وأسود إلا بالتقوي‮.. ‬ولذلك تثور مخاوفي أن‮ ‬يتوقف مشروع زويل‮.. ‬وأن تتوقف مدينته العلمية‮.. ‬لأننا نحسبها في مصر بالأسهم‮.. ‬إن وافقوا له فإن معناه ارتفاع أسهم زويل‮.. ‬ونحن في مصر لانريد لأحد أن ترتفع أسهمه أبداً‮.. ‬إلا واحداً‮ ‬فقط هو الرئيس ولا أحد‮ ‬غيره‮!!‬ فهمي هويدي في صحيفة الشروق ، يشير إلى تحقيقات وزارة الداخلية فى غزة والتي خلصت إلى أن قتل الجندي المصري تم برصاص مصرى، نتيجة خطأ فى التصويب ارتكبه جندى آخر فى حرس الحدود كان مرابطا فى أحد الأبراج. استندت معلومات جهة التحقيق إلى مجموعة من المعلومات والشهادات التى ستعلن فى مؤتمر صحفى خلال ٢٤ ساعة . ويشير هويدي أنه لا يدعو إلى التسليم بهذه المعلومات لكنى أدعو إلى التحقيق فيها، ليس بالضرورة لإدانة هذا الطرف أو ذاك، ولكن للتصرف فى أى اتجاه استنادا إلى الحقائق وليس إلى الشائعات والانطباعات المتعجلة، أدرى أن هناك أطرافا عدة، لها مصلحة فى تبنى الرواية التى عممها الإعلام المصرى، وبنى عليها استنتاجات وصلت إلى حد التصريح بإمكانية إعلان الحرب على غزة، إلا أننى أزعم أن التصرف المسئول من جانب الدولة المصرية يقتضى بناء المواقف على أساس من المعلومات الموثقة التى تطمئن إلى صحتها، ليس فقط لأن ذلك هو الوضع الطبيعى الذى لا يحتاج إلى تزكية، ولكن أيضا لأنه لا مصلحة لمصر فى أن تبنى علاقاتها مع قطاع غزة على أساس الأكاذيب والشائعات، خصوصا أن كسب غزة ــ بحماس أو بغيرها ــ يظل جزءا من مقتضيات حماية الأمن القومى المصرى، الذى ينال منه إن يشيع العداوات والمرارات مع الجيران. وكتب السيد الغضبان عن المشكلة التي تواجه العلاقة بين مصر و«امبراطورية فهمي المستقلة» ، مؤكدا أن الشعب المصري بدأ يعاني أزمات في كميات الغاز الطبيعي التي يحتاجها وأنه - أي الشعب المصري - تصور بسذاجة أنه يستطيع أن يغطي احتياجاته من الغاز الطبيعي بالحصول علي هذه الاحتياجات مما تنتجه حقول الغاز المحفورة في أراض ومياه مصرية، لكنه فوجئ بأن امبراطور البترول والغاز متعاقد لبيع هذا الغاز لإسرائيل، وأنه يرفض أن يحصل الشعب المصري علي كميات من هذا الغاز المستخرج من أرضه ومياهه الإقليمية. وصدر فرمان الامبراطور بأن يشتري الشعب المصري ما يحتاجه من الغاز الطبيعي من الأسواق العالمية!، وتزداد المفارقة غرابة عندما يعرف الشعب المصري أن عليه أن يتحمل نفقات بعشرات الملايين يدفعها من حر مال الشعب لتأمين محطات ضخ الغاز إلي إسرائيل!، ومعني هذا لو تم خصم هذه الملايين التي تتحملها مصر لحماية تصدير الغاز إلي إسرائيل فإن عائدات بيع الغاز لإسرائيل يمكن أن تتدني بدرجة كبيرة. ويضيف الغضبان : طبعا امبراطور البترول والغاز، لا يعنيه هذا لأن الشعب المصري هو الذي يتحمل تكاليف حراسة هذه المنشآت بينما العائد يدخل خزانة امبراطورية البترول والغاز المستقلة، ولا أحد يملك الحق في سؤال الامبراطور عن شئون امبراطوريته. رغم هذه الصورة العبثية فقد رأيت طاقة أمل عندما علمت أن بعض المصريين سوف يتقدمون إلي الأمم المتحدة طالبين التوسط لدي امبراطورية فهمي البترولية المستقلة ليسمح الامبراطور بحصول مصر علي بعض حاجاتها من الغاز الطبيعي الذي يصدره إلي إسرائيل بمنطق «الميه متفوتش علي العطشان»! كما ندلف إلى المغارة الوزارية ، في محاولة يائسة على التعرف على سر التغيير الوزاري الأخير والهزيل جدا ، ويأخذنا إليها د. أسامة عطوان في صحيفة الدستور ، مؤكدا أن ما حدث أو بالأحري ما لم يحدث (لأن ماجري هو تسكين لوزير في مكان شاغر والإطاحة بآخر لأسباب يعلمها الله ليس من بينها غالبا منظومة التعليم) فهو إن التغيير الوزاري الشامل قادم لامحالة «والوزارة في المغارة كما صوّرها مصطفي حسين»، لكن لا أحد يعرف علي وجه اليقين متي ستخرج إلي النور؛ فتوقيت خروجها مرتبط بالتكليفات المنوطة بها التي أعتقد أنها ترتبط بدورها بانتخابات الرئاسة القادمة، ولا يمكن بأي حال من الأحوال اختيار وزارة جديدة دون أن يحدد الحزب الوطني مرشحه للرئاسة لأن الفارق سيكون كبيرا جدا بين حكومة تجري انتخابات لمرشح رئاسي هو الرئيس حسني مبارك وأخري تدير معركة يخوضها الحزب الوطني بمرشح آخر حتي لو كان السيد جمال مبارك، ولهذا ربما كان تأجيل أو إلغاء التعديل الوزاري المفترض يعود إلي عدم وضوح الرؤية داخل أروقة الحكم حول مرشحها الرئاسي القادم، فالتغيير الوزاري قادم إذن ولن يتأخر كثيرا بل يمكننا استطلاع هلاله بعد الانتهاء من إخراج مسرحية الانتخابات التشريعية بالشكل المناسب، وهو الوقت الذي قد يصبح من الممكن فيه الاستقرار علي اسم المرشح المنتظر وساعتها ستخرج الوزارة من باطن المغارة لنقرأ في ملامح وجهها اسم هذا المرشح وتفسر لنا بعد طول انتظار «سر شويبس الدفين».

ليست هناك تعليقات: