الثلاثاء، ٢٤ أغسطس ٢٠١٠

اتهم الحركات الإسلامية بتبني قضايا "هامشية".. الدكتور محمد عمارة يحذر: التنصير والتبشير يأكل في العالم الإسلامي بسبب الفقر


انتقد المفكر الإسلامي الدكتور محمد عمارة، الأحزاب والقوى السياسية بما فيها الحركات الإسلامية، واتهمها بالانشغال بقضايا "هامشية"، مثل الانتخابات وتوريث السلطة، وترك "الجوهر" وقضايا أكثر أهمية، متمثلاً في القواعد العسكرية الأمريكية الموجودة بالعالم العربي، والتي تمثل احتلالاً.

وقال عمارة، إن حجم القواعد العسكرية الأمريكية بالعالم العربي والإسلامي بات أكثر من قوات الاحتلال في القرن التاسع عشر، الذي كان معروفًا بأنه قرن الاستعمار، مشيرًا إلى وجود 30 قاعدة عسكرية أمريكية في دول مجلس التعاون الخليجي فقط.

وتابع: الاستقلال السياسي الذي حققناه تآكل, ورؤساء الدول العربية يستمدون شرعيتهم من الخارج وليس من الأمة، مضيفًا أنهم يمشون على البساط الأحمر ولا يحيدون عنه، وضرب مثلا برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، قائلاً بسخرية: إنه ليس له سلطة حتى على غرفة نومه.

وانتقد عمارة في ندوة نظمتها لجنة الحريات بنقابة الصحفيين حول: "حقوق الإنسان في الإسلام"، الصمت على وجود هذه القواعد الأمريكية, داعيًا الأحزاب السياسية والحركات الإسلامية إلى حشد الأمة والضغط لتحرير الدول العربية والإسلامية من هذه القواعد حتى تتحقق قضية الإصلاح والحرية مؤكدا على ضرورة أن يكون الوطن حر حتى يكون المواطن حرًا.

وفي رده على سؤال حول كيفية تحرير البلدان العربية والإسلامية من هذه القواعد، أجاب: "مثل ما حررنا أنفسنا من الانجليز ومثل ما يحرر العراقيين أنفسهم", وقال إن "أبطال طالبان يدفنون أمريكا في أفغانستان", في إشارة إلى تصاعد الهجمات ضد الوجود الأجنبي بأفغانستان، وتساءل: لماذا لا تتحدث الأحزاب عن طالبان كحركة تحرر وطني؟.

وانتقد عمارة افتقار الأحزاب السياسية والحركات الإسلامية في برامجها للعدالة الاجتماعية على الرغم من أنه من أساسيات الإسلام, وحذر من موجات التنصير والتبشير الذي "يأكل العالم الإسلامي" بسبب الفقر, وقال إن هناك دول في الخليج العربي دخل الفرد فيها 80 ألف دولار في مقابل دول أخرى يبيع الرجل عقيدته من أجل كسرة خبز أو جرعة دواء، بسبب غياب العدالة الاجتماعية .

وأفتى المفكر الإسلامي البارز، بأن تزوير الانتخابات يعد من كبائر الذنوب، محذرًا من مغبة التورط في ذلك، بقوله إن "من يكذب كذبة يهوى بها في النار سبعين خريفا، فما بالنا بالذي يكذب بعدد أصوات الناخبين".

وتحدث عمارة عن شواهد حقوق الإنسان في الإسلام، مؤكدا أن الإسلام هو الدين الوحيد الذي لا يعرف العنصرية, وأنه الدين الوحيد الذي يخاطب الإنسان فإنه يعني مطلق الإنسان دون تمييز, وقال إننا لا ننكر أن هناك حقوق إنسان في الغرب، "لكنهم يدافعون عن الإنسان الغربي فقط".

وأكد أن الغرب عندما بدأ يتحدث عن حقوق الإنسان في القرن التاسع عشر قام الأوروبيون باختطاف 40 مليون زنجي من إفريقيا وشحنوهم في سفن الحيوانات لتقوم على رقابهم رفاهية الإنسان الأبيض.
كتب محمد حمدي (المصريون):

ليست هناك تعليقات: