الخميس، ٩ سبتمبر ٢٠١٠

قالت إنه تخلى عن دبلوماسيته وبدأ كشف عضلاته.. "هآرتس": النظام المصري قد يلاحق البرادعي بـ "مذكرة اتهام" من العيار الثقيل

حملت دعوة الدكتور محمد البرادعي، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية للعصيان المدني في مصر، ومقاطعة الانتخابات البرلمانية في نوفمبر المقبل، ما اعتبرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية مؤشرًا على تغيير طريقته في التعامل مع النظام، وأنه بدأ الكشف عن عضلاته، منهيًا أسلوبه الدبلوماسي الرقيق في مواجهته.
وقالت الصحيفة في تقرير لكبير محلليها تسيبي برئيل، إنه حتى فترة قريبة كان الدكتور البرادعي معروفا بطريقته الدبلوماسية الناعمة والرقيقة في التعامل مع الآخرين وأسلوبه في استخدام الكلمات المعسول عن إيران وبرنامجها النووي لمنع شن هجوم ضدها في الماضي، إلا أنه بدأ يكشف عن "عضلاته" ضد النظام المصري داعيا مؤخرا إلى العصيان المدني في مصر.
غير أنها أشارت إلى أن النظام المصري لم يستنفذ حتى الآن كل قوته ضد البرادعي، فالمؤتمرات التي يعقدها الأخير والتصريحات التي يدلي بها قد تكون سببا ومقدمة لمذكرة اتهام "من النوع الثقيل" توجه ضده، لافتة إلى أنه برغم الصعوبات التي سيلاقيها في اعتقال شخص مثل البرادعي خاصة بسبب قرب الانتخابات، إلا أنه لا يزال هناك الكثير من الفرص التي يمكن من خلالها ضرب ترشيحه للرئاسة.
وكان البرادعي جدد مساء الاثنين خلال حفل إفطار- بمناسبة الذكرى الأولى لانطلاق حملة التغيير- دعوته لمقاطعة الانتخابات البرلمانية والرئاسية في مصر، مهددا بالعصيان المدني إذا استمر النظام في تجاهل مطالب التغيير، مشيرًا إلى أن الانتخابات البرلمانية ستتعرض للتزوير، داعيا مؤيديه إلى التحلي بالصبر والتخطيط لصراع طويل الأمد، قائلا "للصبر حدود والعصيان المدني السلمي هو الورقة الأخيرة إذا لم يستجب النظام للتغيير".
وقالت الصحيفة، إن البرادعي يعمل حاليًا على توحيد صفوف المعارضة في مصر ويطمح في مشاركة جماعة "الإخوان المسلمين"- المحظورة بموجب القانون المصري- في حركة التغيير وهي الحركة التي نجحت حتى الآن في تجميع أكثر من مليون توقيع على مطالبها بتعديل الدستور، موضحة أن بالرغم من ذلك إلا أنه بدون تأييد الحزب "الوطني" الذي يسيطر على الأغلبية في البرلمان، وبدون تعليمات الرئيس حسني مبارك فلا يوجد أي أمل بتحقيق تلك المطالب.
واعتبرت أنه من الصعب جدا خلال الفترة الحالية تحديد حجم التأييد الشعبي الذي يحظي به البرادعي من قبل المصريين في تنافسه على منصب الرئاسة في الانتخابات الرئاسية المقررة عام 2011، موضحة أن التوقيعات المؤيدة للإصلاح الدستوري لا تعني أن كل موقع يؤيد البرادعي فهو غير معروف حتى الآن لقطاعات كبيرة بالشارع المصري ومركزه الدولي وخبرته السياسية لا تتيح له الحصول على تأييد فقراء القاهرة أو الصعيد المصري المتأثرين بالتقاليد والعقيدة.
لكن "هآرتس" في ختام تقريرها دعوة البرادعي لمقاطعة الانتخابات البرلمانية بأنها مثال لشجاعته، إلا أنها اعتبرته التساؤل الهام الآن: هو هل ستوافق جماعة "الإخوان المسلمين" التي حظيت بـ 88 مقعدا في الانتخابات البرلمانية عام 2005 على التنازل عن أملها في توسيع قاعدتها البرلمانية والنجاح في الانتخابات القادمة، لتكرر إنجازها المثير للإعجاب الذي حققته منذ خمسة أعوام

ليست هناك تعليقات: