الأحد، ٣٠ مايو ٢٠١٠

خشية تعرضه لموجة هجوم.. الطيب يرفض عودة "جبهة علماء الأزهر" بصورة رسمية ويجري اتصالات مع رموزها

رفض الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، الموافقة على استئناف نشاط "جبهة علماء الأزهر" بصورة شرعية، والعمل على إلغاء الأحكام التي حصل عليها سلفه الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر السابق بحلها ومصادرة مقرها.

ويخشى الطيب التعرض للهجوم في حال قرر عودة الجبهة بصورة رسمية من جهات رسمية وغير رسمية، نظرا لوجهة نظر الجبهة في العديد من القضايا، والتي تشن فيها هجومًا على النظام الحاكم في مصر، لذا فضل التعاون مع بعض رموزها "المعتدلين" في المرحلة القادمة املأ منه في إعادة الهيبة والقوة للأزهر.

فقد كشفت مصادر مقربة من الطيب عن نيته التعاون مع أعضاء الجبهة الموجودين في مصر، وعلي رأسهم الدكتور محمد عبد المنعم البري، والدكتور العجمي الدمنهوري، بعد إصدار سلسلة بيانات رحبت بتنصيبه خلفًا لطنطاوي الذي رحل في مارس الماضي، والذي كانت على خصومة شديدة معه.

وتجرى اتصالات بين الجانبين من خلال الدكتور محمد عبد العزيز واصل وكيل الأزهر منذ شهرين، خاصة وأن الأخير يعتبر تلميذًا للدكتور محمد البري، وقد طالب بأن تخفف الجبهة من بياناتها التي كانت دائما تنتقد شيخ الأزهر السابق، وأن تفتح صفحة جديدة مع الإمام الحالي وأن تكون بياناتها بنائة تضع حلولا ورؤى جديدة للارتقاء بمؤسسة الأزهر والعودة به إلي مكانته المعروفة.

وكانت الجبهة وعلى غير العادة، أصدرت بيانا تثني فيه على قرارات اتخذها الطيب، أحدها خاص بإلغاء عقود الزواج التي كانت تقام بمقر المشيخة، وآخر خاص بإلغاء التفويضات الخاصة لشيخ الأزهر في بعض الاختصاصات لتنتقل تلك الاختصاص إلى المجلس الأعلى للأزهر، وفقا لأحكام القانون 103 لسنة 1961 ولائحته التنفيذية التي تنص على ضرورة الرجوع للجنة من المجلس الأعلى للأزهر قبل اتخاذ أي قرار يتعلق بقبول التبرعات والهبات والوصايا من شيخ الأزهر، كما أثنت على قرار بإعادة تدريس فقه المذاهب مرة ثانية.

أكد الدكتور محمد عبد المنعم البري الأمين العام السابق لجبهة علماء الأزهر استعداده التام التعاون مع شيخ الأزهر في أي شيء يعيد للأزهر هيبته وقوته، فالرجل يحب الأزهر ويحمل همومه على عاتقه وهو يقول فيفعل.

وقال إن الجبهة أسعدها أسلوب الطيب في تسيير أمور الأزهر وما اتخذه من قرارات من شأنها أن ترد للأزهر هيبته وتحافظ على مكانته، خاصة أن الأزهر منارة للعلم وللدعوة في العالم كله بعد أن تراجع دور الأزهر في السنوات الأخيرة.

يذكر أن الجبهة كانت على خلاف شديد مع الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الراحل عقب إصدارها فتاوى ضد رغباته فقام الأخير برفع دعاوى قضائية وحصل علي حكم قضائي نهائي بحلها أواخر عام 1999م.

ومنذ عام 2000م اختفت الجبهة حتى عاودت الظهور مرة أخري من الكويت وأطلقت موقعا إلكترونيا معلنة إحياء نشاطها ورسالتها، وظلت جبهة علماء الأزهر علي موقفها الواضح والعدائي لكل ما هو صادر عن مشيخة الأزهر وتحديداً من الدكتور محمد سيد طنطاوي.

وفور أن تصدر فنوي أو رأي في أي موقف تجد علي الفور الفتاوى المناهضة لها علي موقع جبهة علماء الأزهر ناهيك عن الهجوم الضاري علي كل ما هو أزهري وصادر عن المؤسسة الدينية الرسمية، أضف إلي ذلك سيل الاتهامات والشتائم للمشايخ وعلماء الجامع الأزهر، ولكن الوضع تغير كثيرا الآن بفضل اتفاق وجهات النظر بين الطيب وأعضاء الجبهة.

ليست هناك تعليقات: