الأربعاء، ١٩ مايو ٢٠١٠

سينارييو أمريكي صهيوني لاضعاف أردوغان


كشفت مصادر صحافية تركية، اليوم الأربعاء، النقاب عن سيناريو أمريكي لإضعاف حكومة رجب طيب أردوجان، رئيس حزب العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية.
وذكرت صحيفة "أكشام" العلمانية أنه في الوقت الذي تتجه فيه الأنظار في تركيا إلى ما سوف يسفر عنه المؤتمر الطارئ لحزب الشعب الجمهوري العلماني المعارض، حيث يتوقع أن يتم انتخاب كمال كليتش خلفًا لدنيز بيكال الذي قدم استقالته قبل أسبوع إثر فضيحة جنسية، تولي الولايات المتحدة اهتمامًا خاصًا بالتطورات الحاصلة الآن علي الساحة السياسية التركية.
وأضافت الصحيفة أن واشنطن باتت ترغب في وجود حزب منافس قوي للعدالة الحاكم، وأكدت أن إدارة باراك أوباما عازمة علي إضعاف حكومة أردوجان لممارساتها المناوئة والمناهضة لـ"إسرائيل" وفي نفس الوقت الاقتراب من محور إيران سوريا المعادي للولايات المتحدة الأمريكية‏.‏
خلاقات تركية أمريكية:
وكانت وزيرة الخارجيّة الأمريكيّة هيلاري كلينتون قد أعلنت أن الولايات المتحدة توصلت إلى إتفاق مع روسيا والصين حول مشروع قرار يفرض عقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل، وذلك في أعقاب تهديد وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو بانسحاب بلاده من الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع إيران والبرازيل بشأن مبادلة الوقود النووي بيورانيوم عالي التخصيب على الأراضي التركية، في حالة إقدام الدول الكبرى على فرض عقوبات جديدة بحق طهران، فيما دعا أردوجان خلال قمّة الإتحاد الأوروبي وأمريكا اللاتينيّة في مدريد "المجتمع الدولي إلى دعم البيان الختامي (للدول الثلاث إيران والبرازيل وتركيا) باسم السلام العالمي". وأضاف: "علينا الكفّ عن التحدث عن عقوبات ضد إيران بعد هذا الإتفاق".
وعلى صعيدٍ آخر، قالت مصادر أمريكية إن إدارة أوباما قلقة جدًا من سياسات أردوجان تجاه "إسرائيل" والتقرّب التركي المتنامي من سوريا.
ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية عن المصادر الأمريكية قولها "إن الولايات المتحدة لم تحدد بعد ما إذا كان التقرّب التركي السوري هو دليل على قرار إستراتيجي تركي بإعادة توجيه السياسة التركية بعيدًا عن الغرب، إلاّ انها تراقب السلوك التركي بقلق".
خلافات تركية "إسرائيلية":
وكان اللوبي اليهودي في الكونجرس الأمريكي قد بدأ في التحرك ضد تركيا، وذلك في أعقاب صفعات أردوجان المتتالية لـ "إسرائيل"، وتم عرض مسودة قرار على مجلس الشيوخ الأمريكي للإعتراف بما يسمى "بالمذبحة العثمانية ضد أرمن الاناضول" عام 1915.
وكان زعماء يهود أمريكيين قد التقوا، في وقتٍ سابق، مع السفير التركي في واشنطن، نابي سينسوي، وأعربت القيادة اليهودية عن قلقها العميق من الاتجاه الذي تسلكه تركيا في ظل حكم حزب العدالة والتنمية بعد سنوات من العلاقات الوثيقة المثمرة".
وفي وقتٍ سابق، كشفت مصادر صحافية عن رفض تركيا لرسالة بعثت بها "إسرائيل" إلى أنقرة تحدثت عن الخطر الذي تمثله سوريا على استقرار الأوضاع في الشرق الأوسط، وضرورة الإبقاء على مسافة معينة بين تركيا وسوريا، وقالت مصادر مطلعة إن أنقرة أبلغت "تل أبيب" بأن تركيا لن تسمح لأي طرف وأية جهة مهما كانت يتحديد ورسم سياسة علاقاتها الخارجية مع السوريين أو غيرهم.
وسبق وأن قال أردوجان، في معرض رده على الانتقادات "الإسرائيلية" والأمريكية لتركيا بسبب استبعاد "إسرائيل" من المناورات "أود أن يعلم الجميع بأن تركيا دولة قوية تتخذ قراراتها بنفسها وتركيا لا تتلقى تعليمات من أي كان لاتخاذ قراراتها".
وفي سياقٍ متصل، كشفت تقارير صحافية عبرية عن خوف متنامٍ داخل "إسرائيل" من قيام أردوجان بعملية "أسلمة" للجيش التركي، ونقلت عن مصدر سياسي "إسرائيلي" رفيع المستوى قوله "تراودنا، ومعنا بعض الدول الغربية، مخاوف من أن يكون أوردجان، يقوم بصمت وبحزم بعملية أسلمة لتركيا".
وأكدت مصادر سياسية "إسرائيلية" بأن هذه المخاوف مشتركة أيضًا لعدد من الدول الغربية المهمة، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا.
وقال مصدر أمني "إسرائيلي" رفيع المستوى "إننا نشهد حركة تعيين واسعة لضباط متدينين في الجيش التركي في السنوات الأخيرة، وهو توجه لم يكن في السابق وبالتالي فإن علينا أن نفكر مرتين في طبيعة المعدات التي نبيعها لتركيا".
لوبي تركي في أمريكا:
ومن جهةٍ أخرى، بدأ "لوبي" تركي قوي يتبلور في الولايات المتحدة، في تطور تاريخي يتزامن مع تنامي دور أنقرة الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، حسبما أفادت مصادر صحافية.
وقالت تقارير صحافية إن مشهد الانضباط التركي في فندق "ويلارد" بواشنطن بمناسبة إطلاق "تجمع الاتحادات الأمريكية التركية" كان بمثابة رسالة واضحة بأن "الأتراك الأمريكيون يتحركون في واشنطن".
وأضافت أن أعضاء الكونجرس لم يتوقفوا عن الخطابات العلنية تباعًا، وبحماسة غير معهودة، في حفل استقبال عثماني الهوى.
وأوضحت أن "تجمع الاتحادات الأمريكية التركية" يجمع أبرز الاتحادات التركية الأمريكية تحت مظلة واحدة تشمل الأتراك الذين يأتون من آسيا الوسطى والقوقاز والأناضول والبلقان، وتتخذ مقرًا لها في مبنى قريب من الكونجرس.

مفكرة الاسلام

ليست هناك تعليقات: