السبت، ٧ يناير ٢٠١٢

واصل: لا يجوز الأمر بالمعروف إلا بتفويض من الدولة


أعلن الأزهر رفضه لما يسمى بـ"هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر"، واعتبر نفسه الجهة الوحيدة فى مصر المسئولة عن الشأن الدينى والرأى الشرعى، وفق ما جاء في بيان لمجمع البحوث الإسلامية قال فيه إن إنشاء هذه الهيئة يعد خروجًا على دوره ودور الدولة بمؤسساتها التشريعية والتنفيذية والقضائية واعتبر إنشاءها مزاحمًا لدوره الدعوى.

وقال الدكتور نصر فريد واصل، مفتى الجمهورية الأسبق، "لا يجوز لأى شخص أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر إلا فى حالة واحدة فقط وهى حالة الاعتداء المباشر أى يكون شخص فى حالة خطر ويحتاج لمن يساعده فلابد أن يتقدم الشخص لدفع الشر عنه، وإنما لكى يقول شخص لآخر أنت مذنب أو مخطأ هذا لا يكون من الشخص بذاته وإنما يقتضى أن يكون بتكليف من الدولة".

وأوضح واصل ـ عضو مجمع البحوث الإسلامية ـ أن الشخص الذى يتولى هذا الأمر يجب أن يكون مفوضًا من الدولة، لأن قضية الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر تتعلق الدولة وتتخصص بتخصص الزمان والمكان.

بدوره، قال الدكتور محمود مهنا، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر هو الأمر بكل خير أمرنا به الإسلام، والنهى عن المنكر هو كل شر نهانا عنه الإسلام، وشروط الآمر بالمعروف والناهى عن المنكر أن يكون حافظًا للقرآن الكريم فاهمًا لتفسيره وقراءاته عالمًا بأحكامه وأن يكون عالمًا بعلوم القرآن التى تتصل بالقرآن، وأن يكون فاهمًا للسنة ولعلومها وما هو الصحيح وما هو الحكم لذاته وما هو الحكم لغيره وغير ذلك.

ودعا البنا، هؤلاء الشباب الذين يشكلون هذه الهيئة، أن يذهبوا إلى دور العلم ليتفقهوا ويفهموا معنى الإسلام، منبهًا إلى أن النبى صلى الله عليه وسلم ما عين أحدًا ليقول للناس صلوا ولكن الصحابة كانوا ملتزمين يؤدون الصلوات بمجرد ما يسمعون الأذان.

ويقول الدكتور سعد الدين الهلالى، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن هذه الهيئة لو أنشئت تُعد بدعة منكرة من البدع التى لم تكن فى حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، فلم يكن فى عهد رسول الله هيئة تقوم بحمل الناس على عبادة الله أو الالتزام بشرع الله.

وأضاف، نحن نريد الدعوة إلى شرع الله بالحكمة والموعظة الحسنة، مشيرًا إلى أن هؤلاء الدعاة الذين يستسهلون الدعوة عن طريق هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وإلزام الناس بعبادة الله ضاقت صدورهم وكأنهم يقولون إن كتاب الله غير كافٍ لردع وهداية الناس، وهذه تهمة لكتاب الله، فهل يعقل أن يكون القرآن عاجزًا عن إقناع الناس وهو الذى أقنع الذين كانوا يعبدون الأصنام.

وأشار الهلالى، إلى أن هذه ستؤدى إلى فتن ونحن نخشى من الشرك بدعوى هذه الهيئة فى أن يخاف الناس من هذه الهيئة بدلا من خوفهم من الله، وسيتحول الناس من عبادة الله لعبادة هذه الهيئة وتقديسها.

فيما قال الدكتور محمد السليمانى، أستاذ الدراسات الإسلامية بإيطاليا، إن طرح هذا الموضوع لا يأتى إلا ممن لا يريدون الخير لمصر ويتأكد هذا بإنكار جميع القوى السياسية الإسلامية لطرح الموضوع.

وأضاف أن من طرح هذا الموضوع عليه علامة استفهام كبيرة وأرفض الدخول فى مناقشة مثل هذه المواضيع التى تدخل ضمن أجندة أجنبية غريبة لا تريد الخير لمصر وللأمة العربية والإسلامية.
 

ليست هناك تعليقات: