الأحد، ٣ أكتوبر ٢٠١٠

أكد فيه على وحدة نسيج الوطن وانتقد طعن بيشوي في القرآن وحذر من وجود "سجون" للكنيسة .. المصريون تنشر النص الكامل لمقال العوا الذي رفضت المصري اليوم نشر

نشر المصريون في عددها الصادر اليوم ـ باتفاق مع المفكر الكبير ـ النص الكامل لمقال الدكتور محمد سليم العوا (الكنيسة والوطن) والذي رفضت صحيفة "المصري اليوم" نشره بادعاء أنه يهدد الوحدة الوطنية ، وذلك بعد تدخل من الملياردير نجيب ساويرس أحد أبرز ملاك الصحيفة ، والذي يحتفظ بصداقة خاصة وحميمية مع البابا شنودة ، وفي مقاله أكد الدكتور العوا على وحدة نسيج الوطن وأن التعايش بين طوائف الأمة هو قدرها ، وأكد على أنه لا يصح لعلماء كل دين أن يتعرضوا علانية لعقائد وخصوصيات الأديان الأخرى ، وضرب مثلا بغضب الأقباط من كتاب الدكتور محمد عمارة الذي نشره في ملحق لمجلة الأزهر ردا على كتاب قبطي يطعن في الإسلام ، مذكرا بذلك الأنبا بيشوي الذي جرؤ على الطعن في القرآن الكريم ، كما جرؤ على نسبة أقوال غير صحيحة لأئمة الإسلام وعلمائه ومفسريه على النحو الذي نسبه ـ زورا ـ إلى الفخر الرازي.
كما حذر من طريقة الإثارة التي تستخدمها قيادات دينية كنسية لتهييج الشباب القبطي وبث روح الكراهية في وجدانه ضاربا المثل بما قاله "بيشوي" في حواره مع المصري اليوم عن الجزية ، ويضيف المقال : (فإذا تكلم الأنبا بيشوي أسقف دمياط وكفر الشيخ والبراري (المصري اليوم: 15/9/2010) عن الجزية ضاربًا عُرض الحائط بكل ما انتهت إليه الدراسات الإسلامية في شأنها، وكأن شيئًا منها لم يكن، فإن هذا الحديث لا يؤدي إلى شيء إلا إلى إثارة ضغائن الأقباط على إخوانهم المسلمين، وبعث فتنة لا مسوغ لها، تعمل عملها في هدم بناء الوطن بتحطيم علاقات الأخوة فيه. سيذكر الأقباط كلام الأنبا بيشوي عن الجزية وهم لم يدفعوها ـ ولا هو دفعها ـ قط، وسينسون كل العلاقات الوادة الراحمة بينهم وبين المسلمين المعاصرين لهم وهم لم يقبضوا الجزية قط!! فما الذي يستفيده نيافة الأنبا من هذه المسألة؟ وما الذي يعود على الشعب المصري من ذكرها؟)
كما أبدى المفكر الكبير استغرابه من جرأة الرجل الثاني في الكنيسة على نسبة أقوال إلى عالم إسلامي شهير وكبير في حجم "الفخر الرازي" وهو لم يقلها قط ولا توجد في أي من كتبه ، مضيفا قوله : (ولا يقتضي الأمر أكثر من الرجوع إلى التفسير الكبير ليتبين القارئ الكريم أمرين: الأول، أن الألفاظ التي زعم الأنبا بيشوي أنها من كلام الفخر الرازي لا توجد في كلامه قط) بما يعني أنه اختلقها وافتراها كذبا على المفسر الكبير .
ثم توقف الدكتور العوا عند كلام البابا شنودة بأن المشكلة بدأت من قصة "كاميليا" وما تردد عن إسلامها ، واستغرب هذا الكلام مستعرضا وقائع تفصيلية شهيرة سابقة على واقعة كاميليا وأوضح منها وكلها أثارت الرأي العام وكشفت عن تغول الكنيسة واتخاذها سجونا بديلة لمن لا ترضى عنهم ، مضيفا قوله :
(فما يقوله البابا شنودة عن أن أصل المسألة هو موضوع كاميليا شحاتة كلام غير صحيح. إن أصل المسألة هو انتهاز الكنيسة فرصة ضعف الدولة بإزائها، وتغولها على النطاق المحفوظ بغير جدال لسلطاتها الرسمية، واتخاذها محابس لمن لا ترضى عنهم من الناس بغير سند من القانون، وبالمخالفة للدستور، مع سكوت الجهات المختصة في الدولة كافة على هذا السلوك العجيب. ويزداد الأمر شدة وصعوبة كلما ادعت الكنيسة على لسان قياداتها أن ما حدث، ويحدث، هو ممارسة لحقوقها وحماية لمن أسلمن ـ بزعم عودتهن عن هذا الإسلام ـ ممن قد يصيبهن بأذى!!)
جدير بالذكر أن واقعة منع المصري اليوم نشر مقال المفكر الكبير سببت صدمة واسعة في الرأي العام ما زالت تداعياتها مستمرة حتى اليوم .
كتب : أحمد سعد البحيري (المصريون

ليست هناك تعليقات: