السبت، ١٦ أكتوبر ٢٠١٠

هؤلاء هم أعداؤك يامصر


أريد ان أسجل موقفاً على الأقل فى صفحات التاريخ ومصر قد تواجه ما هو أسوا مما تمر به الآن، ولذلك فمن الواجب أن نسجل من هم أعداؤك يامصر من أبنائك الذين تأمروا عليك وطعنوك بالخير الذى يبتزونك لاستخلاصه، ولا أريد يا مصر أن نتخفى وراء الألفاظ والمصطلحات المهذبة وأنت تصرخين طالبة النجدة بعد أن جثم على صدرك الطغاة والظالمون والناكرون لفضلك. ليتهم نهبوك وأحبوك، ولكنهم جمعوا بين النهم والجشع الرغبة الكامنة السوداء فى تدميرك وإذلالك والقضاء عليك. وأنا اكتب هذه السطور آلمح بين دموعك نظرة الأسى من ابنائك ونظرة الإشفاق ممن يحاولون يائسين استنقاذك. فقد زور تاريخ المناضلين الشرفاء من أبنائك، ووضعت هالات التقديس حول اللصوص والسائمة والخائنين لكفاحك.

أول أعدائك الذين ينفذون مخطط العدو فيك ويسعدون كلما تكاثرت الطعان عليك وعلى شعبك، الذين يتمتعون بكل الصلاحيات ولايرمش لهم جفن لعذاباتك.

ثانى أعدائك الذين يسرقون قوت شعبك ويتسببون فى تجويعه وإفقاره. وثالث أعدائك الذين يسرقون الأمن من أبنائك بحجة حماية أمن الدولة والدولة والوطن منهم براء. ورابع أعدائك الذين يعذبون أبنائك لمجرد انهم يطالبون بإنقاذك ويرفعون الصوت عالياً والصراخ طلباً لإسعافك. وخامس أعدائك الذين يسيطرون على صحف الشعب ويزورون الحقائق ويبيعون الأوطان حتى يصرفوا المنقذين عن إنقاذك وهم وحدهم الذين يرفلون بالخير في جنازتك ويأكلون على موائد عزائك. وسادس أعدائك المسؤولون الذين قبلوا التدليس عليك ويرتكبون الموبقات بحقك وهم يعلمون أنهم يقومون بدور مرسوم لإفساد الذمم، ومع ذلك يجدون فى أنفسهم الجراة على الحديث حديث الشرفاء الأوفياء. وسابع أعدائك الذين زعموا أنهم مثقفون فتعلموا من خيراتك ونهلوا من جنانك ومع ذلك قبلوا دور المدلس وبيع الوهم لشعبك حتي يصرفوا الشرفاء عن إنقاذك وينفون أخبار مرضك رغم الوهن الذي ألم بمفاصلك . أما ثامن أعدائك فهم من يطلقون على أنفسهم رجال أعمال هذا العصر الذين يعتصرون شعبك ويتواطؤون مع من يفترض أنك وصنعت الثقة فيهم فأثروا على حساب شعبك وصاروا أصدقاء لأعدائك ومستعدون يوم بركانك أن يفروا صاغرين إلى أسيادهم وحماتهم فى الخارج. وتاسع أعدائك الذين انغمسوا فى الفساد والإفساد حتى آذانهم، وتحللوا من كل كوابح الإنسانية والدين والأخلاق والوطنية وجعلوا هواهم مرشد أعمالهم. وعاشر أعدائك هم الذين يتكالبون على عضوية البرلمان بالتزوير والرشوة واستغلال فقر البسطاء الذي تسببوا فيه حتى يواصلوا القضاء عليك. ومن أعدائك يامصر الفئة في شكل الحزب الذى استولى على الدولة ومقدراتها وحجز خيراتها لأعضائه وأخرج من جنتك بقية أبنائك وعزل المطالبين بإصلاح أحوالك وطاردهم فى الطرقات والحارات لأنهم يكشفون عوراتهم ويطلعون الناس على خطاياهم. ومن أعدائك الذين يتغنون بحبك ثم يبيعون أكفانك ويشربون نخب آلامك ويقومون كل لحظة باغتصابك، والذين يضحكون ثمالى وهم يرمقون شبابك يصارعون الموت على شواطئ المتوسط والذين ينتحرون يأسا من رحمة ربك بعد أن حولوك إلى جهنم لأبنائك، والذين لايعنيهم أن يعقم شعبك بخطة مدروسة فى غذائه وهوائه وتربته، وأن ينتحر اليائسون من رحمة الله على ضفاف نيلك، والذين باعوا مصالحك وتقاعسوا عن الدفاع عنها ، وسمحوا بتقزيمك بين صغار المنطقة ومع ذلك لايزالون يصرون بالخداع على أنك قوة إقليمية لا تغيب عنها الشمس.

ومن أقسى أعدائك يامصر هؤلاء الذين يزورون إرادة أبنائك ويصرون بكل طرق الاحتيال على البقاء فى السلطة ويصرون رغم ذلك على أن مصر تختال بأزهى عصور الديمقراطية فى عهدهم، وأن التعددية الحربية هى أداة النصب على شعبك. وأخيراً فإن أخطر أعدائك هم الذين باعوا إرادتهم واستسلموا لأعدائك وانبطحوا أمام المشروع الصهيونى وسلموه جثتك بعد أن استباحوا عقلك وقلبك فدنسوا ترابك وعبثوا بمقدساتك. ومن أعدائك كتبة السلطان ومشايخ السلطان وعلماء السلطان الذين قبلوا الفتات وقبلوا الأقدام الدنسة وودعوا كبرياءهم قبل انخراطهم فى خدمات اغتيالك.

لقد عقدت العزم وعاهدت الله على أن أدافع عن شعبك وأرضك وأن أكون شهيداً فى محراب عشقك، ولكنى أرجو ألا يضم ترابك الطاهر جثمان أعدائك، فترابك لايضم سوى رفات الشرفاء من أبنائك.

السفير د. عبدالله الأشعل

ليست هناك تعليقات: