السبت، ٢٣ أكتوبر ٢٠١٠

بان كي مون يحذر من ارتفاع معاداة المهاجرين المسلمين في القارة الأوروبية

حسين مجدوبي
مدريد ـ 'القدس العربي': حذّر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من ارتفاع خطاب العنصرية ضد المهاجرين، وذلك بالموازاة مع بدء الأجهزة الأمنية في مختلف دول الاتحاد الأوروبي حملة منسقة ضد الهجرة السرية، وفي كلتا الحالتين، تبقى الهجرة العربية والإسلامية الأكثر تضررا.
وفي خطاب ألقاه أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ أمس الثلاثاء، قال كي مون 'هناك توجه خطير ينمو، البعض يلعب على مخاوف الناس والبعض يستعمل القيم الليبرالية لأسباب غير ليبرالية ويتهمون المهاجرين بخرق القيم الأوروبية، وعليه فأوروبا لا يمكنها السماح بأحكام مسبقة وصور نمطية تعشعش في العقول وتغذي الحقد، والعالم لا يمكنه السماح بأوروبا من هذا النوع'. وأبرز بان كي مون أن المهاجرين يعانون بشكل كبير من البطالة والتهميش وعدم المساواة وغياب الفرص في المدرسة والشغل. وطالب باستعادة أوروبا قائمة على حقوق الإنسان والقيم الإنسانية بعيدا عن الانقسامات الإثنية.
ومن ضمن الأمثلة حول الأقليات أو الجاليات التي تعاني في أوروبا الجالية المسلمة التي ذكرها بقوله 'اليوم الهدف الرئيسي هم المهاجرون الذي يعتنقون العقيدة الإسلامية'.
ويأتي تحذير بان كيمون نتيحة ارتفاع الخطابات العنصرية سواء الصادرة عن حركات اليمين المتطرف أو عن حكومات تبدو معتدلة كالتصريح الذي صدر عن المستشارة الألمانية أنجيلكا ميركل الأحد الماضي بقولها بفشل التعدد الثقافي في المانيا وأن هذا البلد يقوم على قيم مسيحية.
وتتزامن التحذيرات التي صدرت عن بان كي مون وحملة أمنية تشهدها دول الاتحاد الأوروبي تستهدف الهجرة السرية.
وتتجلى الحملة، وفق الكثير من وسائل الإعلام الأوروبية مثل وكالة 'أوروبا برس' وصحيفة 'الموندو'، في التدقيق في هويات الأشخاص بمحطات السفر وبعض الأماكن العمومية أو عند أبواب المتاجر لرصد المهاجرين السريين وترحيلهم نحو بلدانهم.
وأطلق على هذه العملية اسم 'هرميس' ـ أحد آلهة الاغريق القدامى ـ وتهدف أساسا إلى تقييم مستوى تنسيق الأجهزة الأمنية الأوروبية بشأن محاربة شاملة وفي وقت واحد للهجرة السرية.
وكشفت جريدة 'بوبليكو' أن هذه العملية التي بدأت منذ الاثنين وستستمر الأسبوع بالكامل تقوم أساسا على تحديد المهاجرين من خلال ملامحهم، وهذا يعني أصحاب البشرة الداكنة والسمراء.
وتؤكد مصادر أمنية اسبانية أن هذه العملية قد بدأت تعطي ثمارها من خلال إيقاف عدد من المهاجرين السريين ليس في اسبانيا وإنما في باقي الدول الأوروبية.
وإذا كان بان كيمون قد أوضح أن الضحية الأولى في القارة الأوروبية لسياسة معاداة المهاجرين هي الجالية الإسلامية ومن ضمنها العربية، فالسياسة الأمنية المطبقة حاليا وخاصة خلال هذا الأسبوع من طرف حكومات أوروبية تستهدف أساسا المسلمين والعرب منهم.
وتندد أصوات جمعيات مغربية وجزائرية وباكستانية بهذه السياسة في ظل صمت حكومات الدول الأصلية للمهاجرين.

ليست هناك تعليقات: