السبت، ٢٧ نوفمبر ٢٠١٠

قال إنه لا أحد فوق القانون مسجدًا أو كنيسة.. الشيخ حافظ سلامة يتهم قيادات الكنيسة بالتورط في أحداث العمرانية ويطالب بإخضاع الكنائس والأديرة للتفتيش


كتب فتحي مجدي (المصريون): 28-11-2010 01:19

حث القيادي الإسلامي الكبير، الشيخ حافظ سلامة، قائد المقاومة الشعبية في حرب أكتوبر 1973، البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية على إطفاء "نار الفتنة بدلاً من إشعالها"، في إشارة إلى ضرورة العمل على احتواء تداعيات أحداث المواجهات العنيفة التي تفجرت بين الأقباط وقوات الشرطة في الأسبوع الماضي، للحيلولة دون تفاقمها وحتى لا تؤدي إلى فتنة "سوف تأتي على الأخضر واليابس" في مصر.

وألمح إلى وقوف قيادات الكنيسة وراء حشد الآلاف من الشباب المسيحي من مختلف المحافظات في منطقة العمرانية متحدين قرار وقف أعمال البناء في الكنيسة التي فجرت شرارة الأحداث – نظرًا لمخالفتها التصريح الذي منحته محافظة الجيزة لبناء مبنى إداري وخدمات تابع للكنيسة- وأشار إلى وجود محرضين "من خارج مصر لإشعال الفتنة" على أراضيها.

وجاء في بيان أرسل الشيخ حافظ سلامة إلى "المصريون" نسخة منه "لقد فوجئ العالم بالأحداث التى شهدتها ضاحية العمرانية بمحافظة الجيزة لتلك الحشود التى احتشدت الساعة الرابعة قبل الفجر (يوم الأربعاء الماضي) وأتت من كل أنحاء مصر بتنظيم وتدريب على أعلى مستوى للاقتحام واستعمال الأسلحة النارية والبيضاء وقنابل المولوتوف والتي تم الاستعداد والتجهيز لها من قبل".

وتساءل عمن الذي جمع كثر من ثلاثة آلاف مسيحي في توقيت واحد، وبعد أن أثبتت التحقيقات أن القتيلين في تلك الأحداث كانا من محافظة سوهاج ولم يكونا مقيمين بالعمرانية ولا في محافظة الجيزة أو القاهرة، كما تساءل عن مصدر تسليجهم وإمدادهم بقنابل المولوتوف التي استخدموها في المواجهات ضد قوات الشرطة.

وتساءل: من أين لهم بقنابل المولوتوف؟ أهي ضمن الشحنة المضبوطة على متن سفينة مملوكة لنجل وكيل مطرانية بورسعيد (جوزيف بطرس الجبلاوي) التي ضبطتها سلطات الأمن المصرية في أغسطس الماضي قادمة من إسرائيل وعلى متنها مواد متفجرة مخبأة داخل حاويات قبل إدخالها للبلاد.

واستنكر البيان تورط المتظاهرين المسيحيين في تدمير الممتلكات والمنشآت العامة والسيارات، ونشر الرعب والفزع بين أطفال المدارس، بعد أن زحفت "الجموع الهائلة التى تجمعت لهم من الكنائس على مستوى المحافظات بالأتوبيسات إلى موقعة العمرانية"، قبل أن يتوجهوا إلى مبنى محافظة الجيزة محاولين اقتحامه "وأخذ المحافظ رهينة"، بسبب قراره بوقف البناء، وتدمير مبنى المحافظة والمنشآت المحيطة به، فضلاً عن مهاجمة حي العمرانية، والسيارات والمنازل المجاورة والمحلات التجارية من الحرق والتدمير وسيارات الأمن المركزي.

وطالب بصرف تعويضات للمصابين من رجال الشرطة في أحداث العنف خلال محاولتهم الحفاظ على أمن مصر، وعلى رأسهم مدير أمن الجيزة ونائبه، وقائد الأمن المركزي، وغيرهم من الضباط والجنود الذين تعرضوا للاعتداء من جانب المتظاهرين المسيحيين يوم الأربعاء الماضي.

وحذر البيان الأقباط من خطورة الاستقواء بالخارج كما دعا البعض منهم خلال الأحداث الأخيرة، مشيرًا إلى علاقات التسامح التي تسود العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في مصر منذ عقود طويلة، وأضاف متوجهًا لبطريرك الأقباط الأرثوذكس في مصر: "أقول لشنودة والله لن تنفعك لا أمريكا ولا أقباط المهجر إلا العيش أنت وآباؤك فى أمن وسلام ومحبة منذ 14 قرنًا".

ولم يعف البيان البابا شنودة من تحمل المسئولية عن تلك الأحداث، مدللاً بإعلان القساوسة أنفسهم أنهم يأخذون توجيهاتهم منه شخصيًا، فيما بدا تلميحًا لتورط قيادة الكنيسة في الدعوة لاستخدام العنف والتمرد على الدولة، مع قيام أحد القساوسة بقيادة الآلاف إلى مبنى محافظة الجيزة لمحاولة اقتحامه.

وقال الشيخ حافظ سلامة إن هذا العمل لم يأت من فراغ، وإنه لولا يقظة اللواء عادل لبيب محافظ الإسكندرية وتداركه للأمر بسرعة وانتشار الأمن حول الكنائس لتمت ما وصفها بـ "المؤامرة" في محافظة الإسكندرية تضامنًا مع أقباط العمرانية تحديًا للسلطات وخروجًا على القانون.

وطالب بالكشف عن آخر التطورات التحقيقات في حادثة شحنة المتفجرات التي ضبطت على متن السفينة المملوكة لنجل وكيل مطرانية بورسعيد، والذي أصدر اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية قرارًا باعتقاله وقرر المستشار عبد المجيد محمود منعه من السفر خشية هروبه إلى الخارج.

وعلق قائلاً: "للأسف لم نسمع بعد ذلك أي أخبار عن هذه الجريمة الشنعاء، بل فوجئنا بأول مواجهة على أرض مصر لم يكن لها سابقة من قبل بتلك الحشود الهائلة والأسلحة التى كانوا يحملونها ويستخدمونها"، معيدًا التذكير بأنها لم تكن المرة الأولى حيث سبق أن استخدم رهبان دير أبو فانا بالمنيا الأسلحة الآلية في المواجهات ضد الأعراب خلال نزاعهما على أرض صحراوية، ما أدى إلى مقتل أحدهم.

وناشد كذلك جهات التحقيق التحري عن القيادات الكنسية "المتورطة فى إشعال الفتنة داخل مصر"، خلال التحقيقات الجارية مع المتورطين في الأحداث الأخيرة، ومن الذى وجه لهم الدعوة للقدوم من محافظاتهم إلى منطقة العمرانية، ومصادر الأسلحة التي استخدموها في تلك المواجهات.

وطالب بإخضاع الكنائس والأديرة للتفتيش، وأن يكون كل شبر من أرض مصر تحت سيادة الدولة تسري عليه قوانينها، مؤكدًا أنه لا أحد فوق القانون مهما على منصبه ومهما كان المكان مسجد أو كنيسة أو دير فالقانون على الجميع، وختم قائلاً: "أحذر وأنذر جميع المسئولين فى الدولة ليستيقظوا قبل فوات الأوان حرصًا مني على أمن الوطن وعلى كل مواطن على أرض مصر".


ليست هناك تعليقات: