الاثنين، ٢٢ نوفمبر ٢٠١٠

القاهرة تؤيد مطالبة تركيا باعتذار إسرائيل عن الهجوم على أسطول الحرية



أكد وزير الخارجية أحمد ابو الغيط أن مصر تؤيد تركيا تماما فى مطالبتها لإسرائيل بالاعتذار عن هجومها على سفن أسطول الحرية لغزة فى المياه الدولية للبحر المتوسط فى مايو/ ايار 2010.

وقال أبو الغيط في تصريحات لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط فى أنقرة على هامش زيارته الحالية لتركيا، إن تركيا لها الحق فى التمسك باعتذار إسرائيل عن هذا الهجوم بعد أن أهانت إسرائيل العلم التركي.

وأضاف أبو الغيط أن العلاقات بين تركيا وإسرائيل تمر بواحدة من أصعب فتراتها على الإطلاق منذ 60 عاما، مشيرا الى أنه فى حالة تكرار أى حادث مماثل لما قامت به إسرائيل ضد أسطول الحرية لغزة فإن ذلك قد يؤدي الى أزمة أعمق فى العلاقات مع تركيا قد تصل الى تدمير هذه العلاقات.

وحول تأثير الأزمة فى العلاقات التركية الإسرائيلية على الجهود المبذولة من جانب تركيا للمساعدة فى تحقيق السلام فى الشرق الأوسط وتحديدا بالنسبة للمفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل، شدد ابو الغيط على أنه سيكون من الصعب للغاية بالنسبة لتركيا أن تقوم برعاية مثل هذه المفاوضات.

ولفت إلى أنه إذا كان الحديث منقطع أساسا بين تركيا وإسرائيل، فكيف يمكن ان تقوم تركيا بمثل هذا الجهد، مشيرا الى أن تركيا تشعر بأن إسرائيل وجهت اليها إهانة كبيرة بالاعتداء على العلم التركي عندما هاجمت السفن، ولذلك تصر على اعتذار إسرائيل، وهذا من حقها.

وحول المبدأ الجديد،الذى بدأت تركيا تطبقه فى سياستها الخارجية، مبدأ "صفر المشاكل مع الدول المجاورة"، وإلى أى مدى يمكن ان يحقق النجاح، أعرب أبو الغيط عن أمله فى أن تنجح تركيا فى تنفيذ هذه السياسة لافتا الى أنه فى أحيان كثيرة يصعب الوصول الى تسويات أو حلول أو تحقيق الأهداف بسهولة من خلال المبادئ التى تتحرك الدول من خلالها، بسبب مواقف الأطراف الأخرى .

واضاف أن هذا المسعى من جانب تركيا يحظى بالكثير من التقدير والاحترام فى المنطقة، ونأمل فى أن تتوصل تركيا الى نجاح فى هذه السياسة وان تصل بمشاكلها مع جيرانها الى درجة الصفر، لأن مثل هذه المبادئ والسياسات لها مشاكلها وتعقيداتها.
التحرك التركي في العراق

وبالنسبة للتحرك التركي فى العراق، والذى بات يواجه انتقادات فى الإعلام المحلى داخل تركيا، ومن بعض الدوائر فى العراق، اكد أبو الغيط أن هناك تطابقا كاملا فى الرؤية بين مصر وتركيا فى هذا الشأن، وتقوم هذه الرؤية على ضرورة اشتراك جميع الأحزاب والمجموعات والتكتلات فى العراق فى العملية السياسية وعدم استبعاد اى طرف من الأطراف لأن استبعاد اى طرف من شأنه أن يؤدى الى تعقيدات فى التسوية .

وأضاف أن تركيا ترى ضرورة إشراك الجميع فى العملية السياسية وتشكيل الحكومة الجديدة بشكل سريع وانتهاء الوجود الأمريكي فى العراق والتخلص من بقاياه، ونحن نتفق معها تماما فى هذه الرؤية .

وحول تقييمه لنتائج زيارته لتركيا والمباحثات التى جرت خلال جولة المشاورات الاستراتيجية بين مصر وتركيا فى أنقرة اليوم، قال وزير الخارجية أحمد ابو الغيط إن زيارته لتركيا جاءت بهدف الاستمرار فى تعزيز وتقوية العلاقات المصرية التركية .

واضاف أن مصر وتركيا وقعتا مذكرة تفاهم بشأن الحوار الاستراتيجي فى 3 نوفمبر من عام 2007، ومنذ ذلك الوقت هناك تمسك بالحوار الاستراتيجي بين البلدين والبناء على ما جاء فى هذه المذكرة وتطويره الى ان وصلنا الى الاتفاق اليوم على تشكيل المجلس الاعلى للعلاقات الاستراتيجية .

واشار الى أن هناك تطورا كبيرا فى العلاقات بين مصر وتركيا يعكسه استمرار الزيارات المتبادلة بمعدل ليس له مثيل بين تركيا واية دولة اخرى بالعالم، فضلا عن تطور العلاقات الاقتصادية والتجارية بشكل كبير منذ دخول اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين حيز التنفيذ فى مارس 2007، مما أدى الى تضاعف حجم التبادل التجاري 3 مرات خلال السنوات الثلاث الأخيرة ليصل الى أكثر من 5 ر 3 مليار دولار فضلا عن زيادة حجم الاستثمارات فى تركيا لتصل الى 5 ر1 مليار دولار .

وأوضح ابو الغيط ان تركيا تسعى للاستفادة من الأسواق المفتوحة لمصر، وترغب بشدة فى الاستفادة من اتفاقية الكوميسا للوصول الى اسواق أفريقيا عن طريق مصر وكذلك النفاذ الى دول الشمال الافريقي عبر اتفاقية أغادير .

وشدد أبو الغيط على أن علاقات مصر وتركيا هي علاقات تكامل لا تنافس، لأن هناك تفاهما بين البلدين على شكل اقليم الشرق الأوسط وتطوراته، وليس هناك تناقض فى المصالح بينهما، كما يسعى البلدان الى تحقيق السلام والاستقرار فى المنطقة


عن المصريون

ليست هناك تعليقات: