السبت، ٢٧ نوفمبر ٢٠١٠

تساءلوا بتهكم: هو فيه أصلاً انتخابات في مصر؟.. سياسيون يصفونها بـ "المطبوخة سلفًا" ويقولون إن "التزوير" سيكون سيد الموقف

أعرب نشطاء سياسيون عن توقعاتهم بأن تشهد الانتخابات البرلمانية المصرية اليوم إقبالاً ضعيفًا في عملية التصويت دون أن يستبعدوا وقوع أعمال عنف دموي في بعض المناطق بين أنصار المرشحين، مع ترجيحهم بحدوث بعمليات تزوير في الانتخابات التي ستجرى في غياب الإشراف القضائي الكامل.

فمن جانبه، تساءل جورج إسحاق المنسق العام السابق لحركة كفاية بتهكم عما إذا كانت هناك انتخابات من الأساس، متوقعا حدوث ما دعاه بـ "التزوير الناعم"، نظرا لوجود معوقات كثيرة، مستبعدا ترجمة وعود الحزب "الوطني" والحاكم بإجرائها في أجواء من النزاهة والحيادية.

وقال لـ "المصريون" إن الانتخابات لن تجري بالشكل المطلوب، وإن حجم المشاركة والتصويت فيها سيكون ضعيفا جدا من قبل الناخبين، لأن الكل يعلم عدا "الإخوان المسلمين" أن الانتخابات ستزور، متوقعا أن يشوبها اعمال عنف دموية، خاصة في الإسكندرية، نظرا لكثافة حجم "الإخوان" هناك.

بدوره، أبدى المحامي المعروف مختار نوح شكوكه في نزاهة الانتخابات، وقال إنه لن يكون هناك انتخابات حقيقية، لأن دول العالم الثالث لا تجرى بها انتخابات من الأساس، ولا توجد شواهد تاريخية على أن نظاما سياسيا اعطى الشعب حقوقه وحريته، وإنما الشعب هو الذي يجبر على ذلك، ضاربا المثل بفرنسا التي لم تشهد الديمقراطية إلا بعد خمس ثورات.

واعتبر أن الذين سيشاركون في الانتخابات اليوم سيلعبون دور "المحلل السياسي" لما وصفها بـ "المهزلة المسماة بالانتخابات".

وقال إنه لا يجب التعجب من إهدار لأحكام للقضاء خلال الفترة المقبلة لصالح أي من المرشحين، قائلاً: "في النظم "الديكتاتورية" لا صوت يعلو فوق صوت البقاء والمؤسسات دائما في خدمة النظام السياسي وليس العكس".

وشاطر الكاتب والسياسي جمال أسعد سابقيْه الرأي ذاته، معتبرا أنه لا يوجد انتخابات من الأساس، وقال "لا يمكن أن نطلق علي ما سيحدث اليوم انتخابات وما سيتم ليس له علاقة بالانتخابات، إنما هي عبارة عن سيطرة واستبداد للحزب الوطني ومسرحية هزلية وديكورية ديمقراطية يصر من خلالها أن يستحوذ علي الأغلبية الكاسحة بطريقة تختلف عن المرات السابقة".

وقال إنه يسعى لتحقيق ذلك الهدف سواء من خلال ما تسمى بـ "الدوائر المفتوحة" كي يحل مشكلة المستقلين- "الوطني" بمواجهة "الوطني"،-أو خلال ما دعاها بـ "الأحزاب الورقية" والتي سيتم منحها عددت من المقاعد، حتى يتفرغ الحزب لمواجهة "الإخوان"، وبالتالي فهدف الحزب هو الحصول علي الأغلبية الكاسحة وتوزيع ما يمكن توزيعه علي أحزاب المعارضة وما يسمح للإخوان به.

وأعرب عن توقعاته بأن نسبة المشاركة في عملية التصويت ستكون ضعيفة عن السابق، مرجعا ذلك إلى أن تلك الانتخابات ليس بها الحماس كما في المرات السابقة، بعد أن "انكشف اللعبة"، لذا فمن المرجح أن تكون المشاركة أقل من المرات السابقة إلا إذا كان قام كل مرشح وحزب بحشد ناخبيه، لكن على أية حالة لن تكوت المشاركة كبيرة في حال إذا سمح الأمن للناخبين أن ينتخبوا من الأساس.

أما الدكتور محمد جمال حشمت القيادي البارز بجماعة "الإخوان المسلمين" فرأى أن أحداث العنف والبلطجة التي حدثت خلال الفترة السابقة كان مصدرها والمحرض الوحيد عليها هو الأمن.

ولم يبد حشمت تفاؤلا بإجراء الانتخابات دون وجود تدخلات وعوامل خارجية تستهدف التأثير في عملية التصويت والنتائج، وقال "يبدو إن هناك اتفاق ضمني بإقصاء الجماهير عن الانتخابات وإنهاء اليوم (يوم الانتخابات) بأي شكل من الإشكال، أو على الأقل إدخال الناخبين في إعادة، وفي تلك الحالة سيكون عدد المشاركين قليلا جدا، وبالتالي سيتثنى للحزب الوطني أن يزور الانتخابات بالنتائج التي يريدها باعتبار أن هذه الانتخابات انتخابات تاريخية كما يصرح بذلك".

ونفى حشمت المزاعم وجود خطه "بلطجة" إخوانية خلال الانتخابات، واعتبر أن الحديث عن هذا الأمر "غير منطقي، فالإخوان مع شعبيتهم لا يحتاجون إلي بلطجة، والبلطجية ليسوا في متناول الإخوان ولكن في متناول الأمن فقط"، مشيرا إلى وجود نية لإفساد الانتخابات ومن ثم إفشالها وإلحاق ذلك بالإخوان المسلمين.

واتفق حبيب مع القائلين بضعف المشاركة في الانتخابات اليوم، مشيرا إلى أن نسبة المشاركة ستكون أقل من مثيلتها في المرات السابقة، متحدثا عن إجراءات ستتخذ لإثارة الشغب ضد "الإخوان" فيما وصفه بأنه "مسلسل عقيم ملت منه الجماعة"، وقال إن النظام استنفذ مرات الرسوب وآن الأوان قد آن كي يرحل.

وفي تعليقه على تصريحات الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الضغوط الأمريكية من اجل الإصلاح في مصر قد تقود "إلى دولة دينية"، وضع حشمت هذا الأمر في إطار "التحريض من جانب النظام لتخفيف الضغوط الأمريكية بورقة يبتز بها الغرب وهي الإخوان من أجل مزيد من السيطرة ومزيد من الاستمرار".

وقال النائب البرلماني السابق في سياق رده على ذلك الادعاء إن " سرور ما جاء ألا بالتزوير، وبالتالي هو يدافع عن مكاسبه ومكاسب النظام ويحميه بهذه التهمة ويستقوي بالخارج".

ليست هناك تعليقات: