الاثنين، ٢٢ نوفمبر ٢٠١٠

ويكيليكس يعد بنشر وثائق جديدة أضعاف المنشورة سابقًا عن العراق


وعد موقع "ويكيليكس" المتخصص في كشف الوثائق السرية اليوم الاثنين بنشر وثائق يفوق عددها بمعدل سبع مرات الـ400 ألف وثيقة سرية التي نشرت في الآونة الأخيرة حول حرب العراق.
وقال الموقع على صفحته على موقع تويتر: إن الوثائق المقبلة التي ستنشر "سيفوق حجمها بمعدل سبع مرات حجم الوثائق المتعلقة بحرب العراق".
ولم يحدد الموقع موضوع هذه الوثائق أو الموعد المحدد لنشرها.
وأشار الموقع إلى أن "الضغط يتكثف عليه منذ عدة أشهر"، قائلاً "ساعدونا على البقاء أقوياء" ووضع عنوان صفحة أخرى للتبرع بالأموال، حسبما أوردت وكالة فرانس برس.
ويأتي الإعلان عن نشر هذه الوثائق الجديدة في وقت أصدرت فيه السويد مذكرة توقيف دولية بحق المشارك في تأسيس الموقع ورئيس تحرير ويكيليكس الأسترالي جوليان اسانج في إطار تحقيق بتهمة الاغتصاب والاعتداء الجنسي.
وبعدما نشر 77 ألف وثيقة عسكرية أمريكية مصنفة حول الحرب في أفغانستان في يوليو، قام ويكيليكس بنشر حوالى 400 ألف وثيقة الشهر الماضي حول حرب العراق أعدها بين 2004 و 2009 جنود أمريكيون وكشفت خصوصا عن أعمال تعذيب في المعتقلات.
ولم يكشف موقع ويكيليكس الذي أصبح منذ عدة أشهر العدو اللدود للبنتاجون، الجهة التي سربت وثائق الجيش الأمريكي. لكن الشبهات تحوم حول "برادلي مانينغ" المتخصص في الاستخبارات في الجيش الأمريكي الذي اعتُقل في مايو بعدما بث ويكيليكس شريط فيديو يظهر الغارة التي شنتها مروحية أمريكية على بغداد في 2007 وقتل خلالها مدنيون.
ومانينغ المسجون حاليا قرب واشنطن يواجه عقوبة سجن قاسية جدا في حال تمت إدانته.
ووعد جوليان اسانج أيضًا هذا الصيف في ستوكهولم بنشر 15 ألف وثيقة عسكرية إضافية حول حرب أفغانستان.
رجل العام:
واختارت مجلة "تايم" الأمريكية، الأسترالي جوليان اسانج مؤسس موقع "ويكيليكس" المتخصص في نشر الوثائق السرية "رجل العام" في عام 2010.
وحصل أسانج على 24 ألفا و719 صوتا. ومن المقرر أن تعلن "التايم" اختيارها فى ديسمبر ولن يختار رؤساء تحريرها بالضرورة الفائز بهذا التحقيق غير الرسمى.
وكان مؤسس موقع "ويكيليكس" اختير على لائحة مجلة "فوربس" الأمريكية للشخصيات الأقوى تأثيرًا في العام لهذا العام، وحل في المركز الـ68، وفق التصنيف الذي أعلنته المجلة في وقت سابق هذا الشهر.
ونشر موقع "ويكيليكس" آلاف الوثائق عن الحرب الأمريكية على أفغانستان والعراق، وهو ما أثار حالة من الذعر في أوساط وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" التي اتهمته خصوصًا بتعريض أرواح جنودها للخطر في أفغانستان.
وأسانج هو شاب في التاسعة والثلاثيتن من عمره، يجمع معلومات من العراق إلى كينيا مرورًا بإيسلندا والحرب في أفغانستان. وصرح في أغسطس الماضي: "نريد تحقيق ثلاثة أمور: تحرير الصحافة وكشف التجاوزات وإنقاذ الوثائق التي تصنع التاريخ".
وبنشره 77 ألف وثيقة عسكرية سرية حول افغانستان في 23 يوليو أثار زوبعة إعلامية وسيلا من الانتقادات خصوصا من وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) التي تتهمه باللامسئولية وبتعريض حياة مدنيين وعسكريين للخطر.
وفي نهاية سبتمبر، دافع عن نفسه قائلا إن "هدفنا ليس التجريح بأبرياء (...) بل العكس تماما".
وأصبح أسانج الرجل الذي يخيف وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) الأمربكية، صائد التجاوزات ورسول الشفافية.. لكنه يبقي لغزا يرفض لأسباب عديدة منها الاحتراز البوح بتاريخ ولادته بدقة. وقال "نواجه منظمات لا تخضع لأي قوانين. نحن أمام وكالات استخبارات".
وبعد أيام من هذه المقابلة اتهم جوليان اسانج في قضية اغتصاب في السويد. لكنه نفى تورطه نفيا قاطعا وتحدث عن "قضية مفتعلة".
وولد أسانج في 1971 في مانييتيك ايلند شمال شرق أستراليا. وقد أمضى طفولته متنقلا مما أدى الى دخوله 37 مدرسة، كما روى لوسائل إعلام أسترالية. وأمضى سن المراهقة في ملبورن حين اكتشف موهبته في القرصنة المعلوماتية. وضبطته الشرطة لكنه تمكن من الإفلات باعترافه بذنبه ودفع غرامة وبقسم بأنه سيحسن السلوك.
ويضيف "أصبحت بعد ذلك مستشارا أمنيا وأسست إحدى شركاتي الأولى للخدمات المعلوماتية في استراليا. وكنت مستشارا في التكنولوجيا وباحثا في الصحافة وشاركت في تأليف كتاب".
وأسس موقع "ويكيليس" في 2006 مع "حوالى عشرة اشخاص آخرين جاءوا من وسط حقوق الإنسان ووسائل الإعلام والتكنولوجيا العالية"، على حد تعبيره. ويزن هذا الرجل الممشوق القامة والمهذب وصاحب الابتسامة الساخرة، كل كلمة يتفوه بها ويتمهل قبل الاجابة ما يجعل خطابه واضحا شفافا ومتقن جدا.
ويصعب معرفة أي شيء عن تنقلاته فهو يرفض القول من أين أتى وإلى أين يذهب، وينتقل من عاصمة إلى أخرى ويسكن لدى أنصار أو أصدقاء لأصدقاء. ومنذ نشر وثائق سرية عن أفغانستان أحاط نفسه بسرية تامة.
وتعد ايسلندا والسويد حيث يحظى بدعم وبتشريعات مواتية محطتين مفضلتين في رحلته الدائمة في العالم، من لندن إلى نيروبي ومن هولندا إلى كاليفورنيا. إلا أن السويد رفضت منحه تصريحا بالإقامة أواخر أكتوبر الماضي.

ليست هناك تعليقات: