الثلاثاء، ٣٠ نوفمبر ٢٠١٠

فعل فاضح ومفعول بها



فراج إسماعيل 29-11-2010


فعل فاضح وعلني في الطريق العام.. هذا ما فعله في "مصر" أحمد عز أمين التنظيم بالحزب الوطني في انتخابات مجلس الشعب!

الفاعل المفروض أنه ابن للمفعول بها.. أي أنها جريمة سياسية وأخلاقية ودولية وشرعية وقل في توصيفها ما شئت بدون خجل أو تجميل وتذويق ما دام هو لا يخجل ولا يتجمل!

إذا كان عز وبطانته قاموا بتدجين القنوات الفضائية فحجبوا عنها الحقيقة أو وضعوها تحت ضغط منعها من التغطية الواضحة، وقبلها رفضوا الرقابة الدولية بحجة بليدة اسمها "السيادة" وسلم لي على كل أصحاب السيادة من حكامنا الأشاوس، فإن مواقع الإنترنت وأبرزها يوتيوب وفيبسوك بما بثته يومي أمس وأمس الأول من فيديوهات للتزوير وتسويد البطاقات بالجملة، قامت بفضح المغتصب وضبطه عاريا بلا ورقة توت تستره، وسلمته للعالم كدليل إثبات غير مجروح بثغرة.

لا تنم يا سيد عز قرير العين بفوزك واكتساح خطتك فقد ورطت مصر كلها في أشر فضيحة. جعلتها جُرسة بين العالم الأول والعالم الأخير. بوأتها مكانا لا يليق بها ولا بشأنها وتاريخها.

لا تخلع نظارتك ولا تتعملق فالحقيقة أنك خسرت وخرجت من ذلك الهزل المسمى انتخابات "بلبوصا" من القيم الانتخابية والديمقراطية المتحضرة!

عندما تنهار القيم تسقط العدالة ويفقد حارسوها بريقهم وظلهم على الأرض، وهكذا عاملت المباحث بتعال وغطرسة أحد القضاة المشرفين على الانتخابات. وعليك أن تتخيل نفسك مكانه وأنت مواطن عادي.. ماذا سيحدث لك؟!..

القاضى هو وليد الشافعى المشرف على الانتخابات بالبدرشين، ورئيس محكمة بمحكمة استئناف القاهرة، الذي قدم مذكرة كتابية لرئيس اللجنة العليا للانتخابات القاضى السيد عبدالعزيز عمر، عن ضبطه رؤساء لجان الانتخابات بمدرسة البدرشين الإعدادية بنين خلال تزويرهم الانتخابات وتسويد بطاقات التصويت لصالح مرشحتى الحزب الوطنى الحاكم: الدكتورة مؤمنة كامل ونرمين بدراوى.

جريدة "الشروق" حصلت على نسخة من المذكرة، وبعض صور بطاقات التصويت المزورة، حيث يروي القاضي رئيس المحكمة وقائع إشراف رئيس مباحث البدرشين وضباط المباحث على عمليات التزوير، متهما رئيس اللجنة العامة وهو قاض بدرجة رئيس محكمة استئناف، بالتستر على التزوير، حين رفض تحرير مذكرة به، بل رفض تسلم مذكرة بالوقائع من القاضى وليد الشافعى.

قال الشافعى فى مذكرته إنه أثناء أداء عمله المنتدب له كعضو باللجنة العامة لمتابعة عملية الاقتراع والفرز بمدينة البدرشين محافظة 6 أكتوبر، أخطره أحد وكلاء مرشح للانتخابات بوجود تلاعب وتزوير باللجان الفرعية بالمدرسة الإعدادية بنين بالبدرشين، فانتقل، وعند وصوله إلى المدرسة، وجد بابها مغلقا، وبمجرد دخوله فوجئ بأحد الأشخاص يتحدث إليه بلهجة آمرة قائلا: "أيوه يا بيه.. إنت مين بقى؟".

وأضاف الشافعى: أخبرته أننى القاضى وليد الشافعى فقال باللفظ والإشارة: "طلع تحقيق الشخصية يعنى تطلعه"، وما إن فعلت حتى خطف البطاقة، وقال لى: "اركن على جنب إنت مش طالع من المدرسة تانى".

ثم احتجزه 3 من أفراد المباحث قائلين: "إنت مش خارج من هنا النهاردة"، وعندما سأل الضابط الذى احتجزه عن اسمه، أخبره أنه يدعى أحمد مبروك رئيس مباحث البدرشين، واستمر فى منع الناخبين من دخول المدرسة مقر لجان الاقتراع.

أسأل فخامتك عز بيه.. ترى كيف تفرض الدولة قانونها واحترامه وعدله على الناس، فيما ضابط صغير مثل أحمد مبروك يهين رئيس محكمة ويقوم باحتجازه ولا يحترم وضعه وشأنه ولا صفته القضائية التي انتدب لها في الانتخابات؟!

سيظل أحمد مبروك طليقا.. وإذا كانت سطوته قد أهلته لكي يهين قاضيا كبيرا فانه لن يتورع عن إهانة كل من يقع تحت يده من سائر المصريين!

نعم.. هو ذاك الحاصل فعلا.. هكذا تحكي سيدة محجبة على موقع يوتيوب، فقد ضربها رجال المباحث في إحدى اللجان مع غيرها من الناخبين ومنعوها من التصويت وخلع الضابط حجابها وضربها علْقة ساخنة ومزقها أربا فلم يتبق من حقيبتها سوى يدها الجلد!

وكل علْقة يا شعب مصر وأنت حي ترزق!

ليست هناك تعليقات: