الاثنين، ٢٠ أبريل ٢٠٠٩

المعارضة المصرية تندد بسلبية رد الفعل العربي إزاء نصرة القدس والأقصى

عبر عدد من رموز المعارضة المصرية عن استيائهم من سلبية الأنظمة العربية ونكوص الحكام عن القيام بدورهم تجاه حماية المسجد الأقصى والقدس الشريف في مواجهة الانتهاكات التي تمارسها الحكومة "الإسرائيلية". وانتقد ضياء الدين داوود رئيس الحزب الناصري سقوط القدس من ذاكرة الحكام والجماهير على حد سواء, داعيًا المعنيين بالأمر إلى تدشين حملة من أجل لفت أنظار العالم لما تتعرض له تلك المدينة المقدسة من مؤامرات.كما انتقد د.عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية السابق تهاون رد الفعل العربي تجاه المخططات التي يتعرض لها الأقصى ومختلف مناطق القدس الشريف.وقال الأشعل: لولا ذلك الضعف والهوان من قبل المسؤولين والحكومات العربية والإسلامية وعدم استخدام أوراق الضغط التي يمتلكها العالمان العربي والإسلامي في مواجهة الهمجية "الإسرائيلية" لما مارست "إسرائيل" كل ذلك الاستبداد والعدوان على المقدسات الإسلامية, ولما ارتكبت كل تلك الجرائم في حق الشعب الفلسطيني. وفقًا لصحيفة "القدس العربي". فقط موقف لنصرة الأقصى:وفي السياق ذاته، هاجم المستشار يحيي الجمل الصمت الرسمي العربي تجاه ما يجري للمسجد الأقصى, وقال موجها كلامه للحكام العرب: لا نريد منكم أن تدعموا المقاومة ولا أن تفتحوا معبر رفح، فقط اتخذوا موقفًا من أجل نصرة الأقصى تستطيعون به لقاء وجه ربكم.من جانبه دعا محمد مهدي عاكف المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين الأمة الإسلامية إلى العمل على وقف محاولات تهويد مدينة القدس، وقال: أناشد المواطنين في كل بلد عربي بالنزول للشوارع للضغط على الحكام النائمين في قصورهم من أجل أن يتخذوا موقفاّ متحدا يساهم في الحفاظ على الهوية الإسلامية للقدس وإفشال مخططات العدو الصهيوني التي تهدف لطمس معالمها الإسلامية وتاريخها العربي.وطالب عاكف بإنشاء صندوق إسلامي لدعم أهالي القدس أمام حملة هدم بيوتهم وطردهم وتشريدهم خارج مدينتهم. كما دعا الجماهير لتكوين صندوق مالي لدعم إعمار المسجد الأقصى الشريف.تحذيرات من انهيار الأقصى عند أول هزة أرضية:ومن جانبه، حذر نائب رئيس لجنة إعمار المسجد الأقصى المهندس رائف نجم من مخاطر الحفريات الصهيونية في منطقة المسجد الأقصى، مبديًا تخوفه من انهيار المسجد عند أول هزة أرضية.وقال نجم: "الأعمال الأكثر خطورة هي الحفريات التي تجري حاليًا في الشطر الشرقي من القدس ما يعرض المعالم الدينية والتاريخية والتراث العربي إلى الانهيار عند أول هزة أرضية طبيعية أو مفتعلة". وقال نائب رئيس لجنة إعمار المسجد الأقصى: "وتيرة الحفريات والتسارع في تنفيذها ارتفعت منذ مطلع القرن الحادي والعشرين رغم أنها بدأت منذ عام 1863 ونشطت منذ احتلال القدس عام 1967 ولكنها الآن تنذر بعواقب وخيمة لا يجوز السكوت عليها".وأردف رائف نجم: "عدد هذه الحفريات فاق الستين وأخطرها النفق الغربي الموازي لحائط المسجد الأقصى الغربي بطول يزيد على نصف كيلومتر وحوّل الإسرائيليون الجزء الأموي منه إلى كنيس".محافظ القدس يحذر من خطورة استمرار الحفريات:من ناحيته، أدان محافظ القدس المهندس عدنان الحسيني أعمال الحفريات التي تنفذها سلطات الاحتلال وجمعيات يهودية في المنطقة، وما أسفرت عنه من انهيارات.وقال الحسيني: "بلدة سلوان تخضع منذ سنوات طويلة، إلى حفريات مكثفة وغير مسبوقة ونتوقع حدوث المزيد من التصدعات والانهيارات في المنطقة، نتيجة هذه الحفريات، خاصة أن عمق هذه الحفريات يصل في بعض المناطق إلى عشرين متر تقريبًا".وأضاف محافظ القدس: "الحفريات في البلدة القديمة من القدس المحتلة ومحيطها من قرية سلوان وغيرها، كشفت فقط عن آثار إسلامية بنسبة تتراوح بين 70 إلى 80%، والباقي تابع للفترتين البيزنطية والرومانية، وهو ما أكدت عليه جميع بعثات الحفريات بما فيها علماء آثار إسرائيليين".واختتم الحسيني تصريحاته بقوله : "ما يجري الآن هو عملية تدمير لهذه الآثار، من أجل التلاعب فيها وإتلافها ووضع آثار أخرى مكانها".التويجري يحث العالم الإسلامي على حماية الأقصى:وفي سياق ذي صلة، دعا المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم الدكتور عبد العزيز التويجري "الإيسيسكو"، دول العالم الإسلامي لاستخدام ما لديها من قوة كامنة لحماية المسجد الأقصى المبارك ضد الحملات الصهيونية التي تستهدف تدميره وتهويد مدينة القدس.وقال التويجري: يحدث أن تستخدم الدول الإسلامية القوة الكامنة لديها والتي لم تستخدمها بعد لحماية الأقصى ويرجع ذلك لأن المسلمين لم يتفقوا على موقف واحد فيما يختص بحماية هذه المقدسات مما يجرى على الأرض ضد ما نسعى إليه".وأضاف: "لابد أن يكون الموقف صادقًا وحاسمًا فالغرب له مصالح معنا والغرب مادي يسعى وراء مصالحه خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الحالية الصعبة عن الأزمة التي هزت العالم إذا ما أحس الغرب أن مصالحه ستتضرر وأننا سنسعى لغيره مثل الصين وروسيا والهند وأمريكا اللاتينية فإنه سيعيد النظر في مثل ذلك وسيستخدم قوته التي لا يستخدمها إلا ضدنا في تغيير المواقف في الواقع لأن إسرائيل تأتمر بأمر الغرب والغرب يأتمر بأمر إسرائيل والعلاقات بينهما مشبوهة فهي علاقة غير شرعية كعلاقة رجل بامرأة في إطار غير شرعي فيها كثير من الفساد وقلة الأدب وغياب الأخلاق والضمير".وأردف التويجري: "نحن مطالبون بالدفاع عن حقوقنا بالقوة الكامنة لدينا وهى في متناولنا ولم نستخدمها بعد ولكنها تحتاج لإرادة سياسية قوية وصادقة ويكفى أن تجتمع 6 أو 7 دول مؤثرة في العالم الإسلامي في هذا الإطار ستتغير الصورة بشكل فعال وجذري".

ليست هناك تعليقات: