الخميس، ٣٠ أبريل ٢٠٠٩

كير" تعرب عن مخاوفها وتدعو إلى التحقيق في اختراق المباحث الأمريكية للمساجد

أعرب مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية عن مخاوفه بشأن زرع مكتب التحقيقات الفيدرالي جواسيس بالمساجد للتجسس على القادة الإسلاميين, داعيًا المدعي العام الأمريكي إلى التحقيق في القضية.
وقال المجلس الإسلامي: إنه بعث برسالة للمدعي العام أريك هولدر بهذا الشأن بعد ورود معلومات عن مراقبة المصلين وكذلك متابعة التبرعات التي تقدم للمساجد.
وأكد المجلس أن مخاوفه ازدادت بعد أن كشف مكتب التحقيقات الفيدرالي عن قيامه بزرع مخبرين في المراكز والتجمعات الإسلامية. فيما لم يعلق مكتب التحقيقات الفدرالية "إف بي آي" على هذه الأنباء.
وأعرب نهاد عوض، المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية "كير"، عن قلقه من محاولة المباحث الأمريكية اختراق أماكن العبادة في الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن حرية العبادة مكفولة للجميع بحكم القانون والدستور.
مخبرون من ذوي السوابق الجنائية:
وقال: "إن المخبرين الذين حاولوا اختراق المساجد هم ممن ارتكبوا جرائم من قبل, أي لهم سجل جنائي، وهم ليسوا أفضل فئة في المجتمع بحكم ارتكابهم مخالفات من قبل، وبعضهم يتحدث العربية بملابس إسلامية وغترات خليجية، وحاولوا تحريض المسلمين على ارتكاب العنف".
وقال: "إن المراكز الإسلامية المحظوظة كشفت هؤلاء المخبرين بسهولة، وهناك مراكز غير محظوظة انفعل بها الشباب بدعاوى المخبرين، وهو ما حدث في نيوجيرسي؛ حيث حكم على أحد الشباب بالسجن مدى الحياة".
انتهاك لحرمة المساجد:
ووصف عوض تلك المحاولات بأنها انتهاك لحرمة المساجد، إلا أنه قال: "أعتقد أن الإدارة تحاول أن تطوي صفحة جديدة في مجال تحسين سجلها في احترام القانون وأمن الوطن والمواطن".
وأشار عوض إلى أن الإجراءات التي تتم تخدش أي هيئة متنامية مثل المسلمين الأمريكيين، وما نريده هو حوار مباشر مع قيادات الجالية والمراكز والمؤسسات المسلمة، وسيجدونهم منفتحين متعاونين، والماضي يؤكد أن المسلمين مسالمون متعاونون مع القانون ومندمجون في المجتمع، وهذا مطلب هم يلبونه، ضمن المنطق وليس ضمن الإكراه". وفقًا لصحيفة القدس.
وقال عوض: "نود الاعتقاد أننا في الاتجاه الصحيح, ولكن على مسار الحقوق المدنية والتعامل مع الجهات الآمنة نحن نعيش في حقبة بوش، ونود من إدارة الرئيس أوباما أن تنتبه إلى أن حقيقة ما يطبق على المسلمين من جهة السياسات المدنية هو ما طبق عليهم في عهد بوش".
وأكد عوض استعداد المسلمين الأمريكيين لتقديم المساعدة في هذا لتحسين علاقة بلادهم بالعالم الإسلامي.
وكان كريج مونتيل، أحد قاطني مقاطعة أورانج بولاية كاليفورنيا، قد اعترف أنه عمل مرشدًا بالأجر لدى المباحث الفيدرالية منذ يوليو 2006 وحتى أكتوبر 2007، وأنه كان يستخدم أجهزة التسجيل الصوتي والفيديو لتسجيل الحوارات التي تدور بين المسلمين في المساجد والمنازل والمطاعم وغيرها.
وقد شهدت ولايتا ميتشيغن وكاليفورنيا الأمريكيتين حالة من الذعر بين مسلمي الولايتين بعد الكشف عن قيام "إف بي آي" بزرع "جواسيس" في المساجد.
تعليق العلاقات مع FBI:
يذكر أن الكشف عن استخدام الجواسيس داخل المساجد الأمريكية قد دفع ائتلافًا يضم كبرى المنظمات الإسلامية الأمريكية إلى التهديد بتعليق العلاقات مع الإف بي آي.
ووصل عدد المنظمات الإسلامية الأمريكية التي دعمت القرار بتعليق العلاقات مع الإف بي آي إلى 27 منظمة من أكبر المنظمات الإسلامية في الولايات المتحدة.
كما دعا نقيب المحامين في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية وزير العدل الأمريكي إلى الاعتذار للجالية الإسلامية عن قيام مكتب التحقيقات الفيدرالية بزرع مخبرين داخل مساجد كاليفورنيا، كما طالب وزير العدل بالتحقيق في الأمر.
وكانت تقارير رسمية سابقة قد أشارت إلى أن مكتب التحقيقات الفيدرالي أخضع سرًا، ومنذ العام 2002، المساجد ومساكن المسلمين وأعمالهم في العديد من المدن الأمريكية للرقابة لرصد أي نشاطات وصفت بـ"غير الطبيعية".
انتقادات حقوقية للقواعد الجديدة في تحقيقات FBI:
يشار إلى أن جماعات حقوقية أدانت القواعد الجديدة المقترحة للتحقيقات التي يجريها مكتب التحقيقات الاتحادي في أمريكا, لأنها تعطي عملاء المكتب سلطات لاستجواب أمريكيين دون الاشتباه بهم بصورة حقيقية.
واقترحت وزارة العدل الأمريكية مجموعة من الإرشادات لعمليات مكتب التحقيقات الاتحادي داخل الولايات المتحدة وذلك في مسعى لتطبيق القواعد نفسها في القضايا الإجرامية وقضايا "الإرهاب" وجمع معلومات مخابراتية خارج البلاد.
وتبنى المكتب هذه الإرشادات للمرة الأولى في السبعينيات من القرن العشرين بعد الكشف عن تطبيق مكتب التحقيقات الاتحادي تحت رئاسة جيه ادجار هوفر برنامج مراقبة داخل الولايات المتحدة تجسس على ناشطي الحقوق المدنية والمعارضين السياسيين
.

ليست هناك تعليقات: