الخميس، ٢٨ مايو ٢٠٠٩

في سبيل ما وصفته بالمحافظة على مصالح واشنطن.. "هآرتس": أوباما سيدعم نظام مبارك "القوي" بدلاً من المخاطرة بتحويل مصر إلى دولة إسلامية


أعربت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن اعتقادها، أن الخطاب المرتقب للرئيس الأمريكي باراك أوباما في القاهرة في الرابع من يونيو القادم، سيترجم تحولا حادا في سياسة الخارجية للولايات المتحدة، وإن ذلك لن يكون من خلال الحديث عن عملية السلام، وإنما في إظهار الدعم لنظام الرئيس حسني مبارك، و"دفن" خطة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، بشأن الإصلاح السياسي في العالم العربي.وأضافت الصحيفة، أن أوباما يفضل نظاما قويا ومؤيدا للولايات المتحدة، كنظام مبارك عن المخاطرة بتحويل مصر إلى دولة ديمقراطية إسلامية، فيما اعتبرته يمثل "بشرى سارة" للأنظمة الحاكمة بالسعودية والأردن والخليج وسوريا. لكنها توقعت في الوقت ذاته أن يتحدث أوباما بنفاق عن حقوق الإنسان، وذلك لإرضاء مؤيديه الليبراليين، إلا أنه ليس واعظا، فهو لا يهتم إلا بمصالح الولايات المتحدة وحدها غير عابئ بمصالح العالم، كما تقول. وكان مقررا أن يقوم الرئيس مبارك بزيارة إلى واشنطن هذا الأسبوع، لإجراء مباحثات مع أوباما، بعد خمس سنوات من توقفه عن زيارة الولايات المتحدة، إلا أنه علق زيارته بسبب وفاة حفيده، على ما أفاد المتحدث البيت الأبيض. وتمثل زيارة أوباما إلى القاهرة، خطوة مهمة، حيث ينتظر أن يتضمن خطابه الدعوة لفتح صفحة جديدة بين واشنطن والعالم الإسلامي، بعد سنوات شاب فيها التوتر العلاقة بين الطرفين، بسبب سياسة سلفه جورج بوش. وقالت الصحيفة إن سياسة أوباما الخارجية تهدف إلى أمر واحد، هو بقاء واشنطن قائدة للعالم للأبد، لافتة إلى أن أهم كلمة في معجمه هي "المصالح"، وهو ما اتضح خلال حديثه بمدينة براغ في مطلع أبريل الماضي، حينما تحدث هناك عن المصالح المشتركة، ثم تكلم بعد ذلك عن "القيم المشتركة".وخلال اللقاء الذي عقده مع بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي في البيت الأبيض الأسبوع الماضي، قالت الصحيفة إن أوباما كرر كلمة مصالح، بينما لم يشر في حديثه إلى القيم أو الحقوق. لكن مع ذلك، وصفت "هآرتس"، أوباما بالرئيس الواقعي، وقالت إن من يرغب في فهمه عليه أن يقرأ كتاب " الدبلوماسية" الذي كتبه هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، وهو الكتاب الذي يتحدث عن الاهتمام بمصالح واشنطن وتحقيق توازن دولي تصبح فيه الأخيرة الأولى بين الجميع.واعتبرت أن الكتاب هو نبوءة عن أوباما الذي يحقق أجندة المصالح تلك بكل دقة، وهو ما اتضح خلال لقائه بنتنياهو، حينما تحدث مع الأخير عن رفضه لضرب إيران، وقيام حرب إسرائيلية إيرانية، كي لا يؤثر ذلك على موقع الولايات المتحدة عالميا. وأضافت أن مطالب أوباما لنتنياهو بتجميد الاستيطان على الأراضي الفلسطينية لا ينبع من قلق واشنطن على الفلسطينيين وسرقة أراضيهم، أو معارضة الرئيس الأمريكي لانتهاكات اتفاقيات جنيف بشأن حقوق الإنسان، وإنما ينبع من مبدأ "خذ وأعطى".وأوضحت أن أوباما يريد دعم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس حكومته سلام فياض عبر تفكيك إسرائيل للمستوطنات، ووضع نتنياهو في امتحان لقياس قدرته على الانصياع لواشنطن. وأشارت إلى أن نتنياهو بدأ في إعداد نفسه للوضع الجديد، وقام خلال اجتماعه بحزبه "ليكود" منذ أيام بتأكيد فكرة فك المستوطنات، وعدم الاستمرار في النشاط الاستيطاني، وهو ما أخبره به أوباما خلال لقائه به.وأضافت أنه على نفس المنوال، علق نتنياهو معارضة إسرائيل لاختيار فاروق حسني وزير الثقافة المصري كمدير عام لمنظمة "اليونسكو"، على الرغم من عداء الأخير لإسرائيل، وهو ما علقت عليه بقوله، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي فضّل مصلحة تل أبيب في دعم مبارك عن الحفاظ على الكرامة الوطنية لإسرائيل

ليست هناك تعليقات: