الأحد، ٣١ مايو ٢٠٠٩

اعتذار وتعويض للمسلمين من بي.بي.سي


أدركت الجالية المسلمة في بريطانيا أنه ليس لديها خيار سوى اللجوء إلى القانون لحمايتها من حملات التشهير من قبل ساسة وإعلاميين ومؤسسات.
وقد استطاعت الجالية عبر مجلس مسلمي بريطانيا مؤخرا انتزاع عرض بالاعتذار ودفع تعويضات من هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) بعد بثها حلقة من برنامج سياسي اتهم فيه رئيس التحرير السابق لصحيفة ديلي تلغراف تشارلز مور المجلس بتشجيع قتل جنود بريطانيون في الخارج.
ورحب مجلس مسلمي بريطانيا -وهو مظلة تمثل نحو 500 هيئة إسلامية في البلاد- بإعلان "بي.بي.سي"، لكنه رفض الإفصاح للجزيرة نت عن حجم التعويضات، مكتفيا بالقول إن المفاوضات بين القانونيين مستمرة للوصول إلى صيغة نهائية للتسوية.
وكشف المجلس للجزيرة نت أن هناك عددا من القضايا رفعها المجلس وأخرى للمبادرة الإسلامية في بريطانيا ضد كتاب وصحفيين ومراكز أبحاث ومؤسسات ثقافية هاجمت الإسلام والمسلمين.
كما رفعت قضية ضد وزيرة المجتمعات المحلية البريطانية هازل بليرز بعدما أعربت عن غضبها لأن المجلس رفض إدانة داود عبد الله نائب الأمين العام للمجلس بعد اتهامه بالتوقيع على بيان يؤيد حركة حماس الفلسطينية.
وقال عبد الله للجزيرة نت لقد تم التوصل إلى صيغة مع بي.بي.سي تقوم من خلالها الهيئة بالاعتذار ودفع تعويضات بعد خطأ بث حلقة من برنامج أساء إلى سمعة المسلمين، مؤكدا قبول المجلس للاعتذار، لكنه ليس كافيا، حيث إن هناك مطالب أخرى منها دفع تعويضات ومصاريف الخدمات القضائية.
داود عبد الله في مظاهرة تضامن مع غزة (الجزيرة نت-أرشيف)اللجوء للقانونوأوضح عبد الله أن لجوء الجالية المسلمة إلى القانون لحمايتها من التشهير "يفيد المجتمع المسلم لحمايته ولكي ينال حقوقه من أجل الإبقاء على سمعة الجالية المسلمة نظيفة في هذا المجتمع".
وأشار إلى أن التشهير ضد الإسلام والمسلمين والتحريض والتشويه أصبح ظاهرة عالمية، كما أنها موجودة في أوروبا كجزء من عملية كبيرة "وهذا غير منفصل عما حدث في السنوات الماضية"، معتبرا أن كل من يدافع عن الإسلام وحقوق المسلمين يتعرض لهذه الهجمات.
وختم نائب الأمين العام لمجلس مسلمي بريطانيا بالقول إن ترحيب المجلس باعتذار بي.بي.سي يأتي بعدما رفضت الهيئة بث نداء إنساني للاستغاثة لمساعدة أهل غزة المنكوبة، وهي الآن ترضخ للضغوط أمام القانون.
من جانبه رحب الناطق الرسمي باسم المبادرة الإسلامية في بريطانيا أنس التكريتي بخطوة بي.بي.سي، لكنه قال للجزيرة نت إنه ينبغي تفعيل الحوار بين الطبقة السياسية والإعلامية ومسلمي بريطانيا.
وأضاف التكريتي أن الجالية المسلمة في بريطانيا تعيش مرحلة الهجوم على الإسلام والمسلمين من قبل ساسة وإعلاميين ومؤسسات، حيث كانت تكتفي الجالية في السابق ببيانات الاستنكار.
وأشار إلى ضرورة أن تطور الجالية المسلمة من أدائها وتنتقل من مرحلة الشجب والاستنكار إلى مرحلة اللجوء للقانون والقضاء، معتبرا أن ذلك لصالح الجالية رغم أنه مشروع مكلف وطويل.
أنس التكريتي: على المسلمين الانتقالمن الشجب إلى المقاضاة (الجزيرة نت-أرشيف)اتهامات تشارلز موروكان رئيس التحرير السابق لصحيفة ديلي تلغراف قد اتهم خلال برنامج بي.بي.سي مجلس مسلمي بريطانيا بفشله وتقاعسه عن إدانة الهجمات التي تعرض لها الجنود البريطانيون في أفغانستان.
ووصف تشارلز مور الذي يرأس مؤسسة تقوم بتوجيه صناع القرار والسياسة ببريطانيا، لجوء الجالية المسلمة إلى القضاء والقانون ضد المحرضين ضدها بأنها تستخدم ما أسماه "الجهاد القانوني".
ويعتبر مور أحد أشد الكتاب المثيرين للجدل من قبل المسلمين في بريطانيا بسبب كتاباته عن المسلمين في المجتمع البريطاني والتي تصنف في كثير من الأحيان بأنها تحريضية.

ليست هناك تعليقات: