الأحد، ٢٤ مايو ٢٠٠٩

اعتبرت ذلك أفضل وسيلة للإصلاح.. "نيوزويك" الأمريكية تطالب بمنح المعونة إلى الفقراء والفلاحين في مصر بدلاً من إنفاقها في نشر الديمقراطية

ناشد الكاتب ستيفين كوك في مقال نشرته "نيوزويك" الأمريكية أمس الرئيس الأمريكي باراك أوباما، بإنفاق أموال المعونة السنوية التي تقدمها الولايات المتحدة إلى مصر على الفقراء والفلاحين، واستغلالها في تحسين الأحوال المعيشية في مصر، بدلا من استخدامها في إطار نشر الديموقراطية.وقال كوك، إن المصريين سيسعون لاستغلال زيارة الرئيس أوباما مطلع الشهر المقبل إلى القاهرة للضغط عليه، لإبقاء تدفق الدعم الأمريكي إلى مصر، مضيفا أنه إذا ما أرادت واشنطن أن تساعد القاهرة حقا؛ فعليها أن تنفق أموالها على برامج تحسن معيشة المصريين فعليا، وأشار إلى أن مثل هذا الدعم سيسهم بشكل أفضل في تحقيق التغير الديموقراطي الذي تريده واشنطن.واستشهد الكاتب بفترة ولاية الرئيس جورج بوش (2000- 2008)، مشيرا إلى أن الإدارة الأمريكية أقرت في هذا الوقت زيادة المعونة المقدمة إلى مصر، لكنها ربطت بين المعونة والإصلاح السياسي والاقتصادي في مصر، وهو ما لم يتم بالفعل ولم تتحسن السياسات المصرية كثيرا، وأنه إذا استمرت واشنطن على ذلك النمط من السياسة، فمن المحتمل ألا تفلح في تحقيق أي من أهدافها الإصلاحيةوأوضح أنه خلال الفترة ما بين 2004 و2007 قامت الإدارة الأمريكية بزيادة حصة المعونة الاقتصادية لمصر والتي كرستها للديموقراطية والحوكمة بمقدار 133% ووصلت إلى 86.5 مليون دولار. وأشار إلى أنه بالرغم من تلك الزيادات إلا أنه تم إهمال دعم البرامج البيئية والزراعية والصحية وتطوير البنية التحتية في مصر، بالإضافة إلى أنه تم الاستغناء عن الكثير من البرامج التي ساعدت في تنمية وارتقاء مستوى المعيشة المصري بالنسبة للفقراء والفلاحين في المناطق الريفية.على جانب آخر، وصف الكاتب برامج الولايات المتحدة مثل برنامج مؤتمرات الإصلاح السياسي للمحافظين بالمسعى التافه، وأكد أن المصريين يرفضون توجيههم من الخارج، ولذلك ليس من وسيلة لكسب القلوب والعقول أفضل من المساعدة على التأكد من صحة الأطفال الذين يولدون في عشوائيات القاهرة شديدة الفقر. وقال إن المصريين عندما يصبحون أفضل تعليما وصحة وثروة سيكونون أكثر قدرة على البدء بالمطالبة بالحريات الشخصية والسياسية، لافتا إلى أن تقليل التركيز على برامج دعم الديمقراطية سيقلل أيضا من مظاهر التوتر بين واشنطن والقاهرة بشكل كبير والذي زادت حدته في عهد بوش، واعتبر أن مصر على رغم كل عيوبها تظل حليفا قويا وهاما للولايات المتحدة.

ليست هناك تعليقات: