الجمعة، ٩ ديسمبر ٢٠١١

الطامعون فى أصوات الأقباط والخائفون من غضب الأتباع يتحالفون ضد الإسلاميين

قرر عدد من الأحزاب والائتلافات تشكيل تحالف ضد الإسلاميين بعد تقدمهم الملحوظ فى الجولة الأولى للانتخابات وتحقيق نتائج تفوق كل الأحزاب مجتمعة حيث حصل الإخوان بمفردهم على 73 مقعدا .. والسلفيون حصلوا على 31 مقعدا والجماعة الإسلامية على 3 مقاعد .. وبما يعادل حوالى 70% من إجمالى مقاعد مجلس الشعب المخصصة لهذه الجولة .. وهى نتيجة أزهلت الأحزاب سواء التى فازت بمقاعد قليلة للغاية لا تتناسب وتاريخها فى العمل السياسى أو تلك التى خرجت من مولد الانتخابات " بلا حمص " وهو ليس خروجًا يمثل خسارة لجولة أو حتى الانتخابات كلها..على اعتبار أن عملية تداول السلطة شىء طبيعى فى الممارسة الديمقراطية .. و لكن الخسارة الآن وبعد الثورة لها أكثر من مدلول لأنها جاءت نتيجة لانتخابات تمت تحت إشراف قضائى بشفافية وقد شهدت لها الأحزاب بذلك قبل ولا يمكن التشكيك فيها نتيجة لتدخل سلطة أو طرف آخر لتغييرها .. كما كان يحدث فى السابق وهو ما يحرم الأحزاب الفاشلة فى إدعاء الظلم أو البطش الرسمى.. وبالتالى فإن النتيجة التى حصلت عليها تعبر عن حجمها الطبيعى ووجودها فى الشارع السياسى.. وهو أيضا ما يعرضها لمخاطر جمه أهمها, سقوط زعمائها وقادتها الذين وعودا الأعضاء والتابعين بعصر جديد وأداء أفضل بعد الثورة ثم جاءت النتائج مخيبة للآمال .. مما دفع أعضاء الأحزاب إلى المطالبة برحيل القادة والذين كانوا سببا فى تراجع أحزابهم وخروجها من المنافسة أمام أحزاب حديثة جدا ولاتملك أى من إمكانيات أحزابهم المادية والبشرية أيضا.. الخطر الثانى هو خروج الأحزاب نفسها من الساحة السياسية فى مصر نهائيا بعد ظهور جماهيريتها الحقيقية وإحلال الأحزاب الجديدة محلها..لذلك سارع عدد كبير من المسئولين فيها إلى تكوين تحالف ربما يستطيع أن يصمد فى وجه الإخوان والسلفيين فى الجولة الثانية والثالثة وكانت وجهة التحالف الرئيسية مع الكتلة المصرية التى استطاعت تحقيق نتائج مرضية نظرا لتاريخ الحزب القصير جدا وإمكانيات عضائه إلا أنه يلقى دعمًا ومساندة الكنيسة المصرية وأقباط مصر عمومًا الذين اعتبروه منذ البداية البديل المنطقى فى مواجهة صعود الإخوان والسلفيين مما مكنه من الحصول على 20 مقعدًا حتى الآن ..


إذن فإن أصوات الأقباط التى تذهب للكتلة مباشرة .. ومحاولة البعض الهروب من غضب أعضاء أحزابهم والبعض الآخر يحاول ألا يكون فى صورة المنهزم بمفرده فتوجهوا جميعًا إلى تحالف لعل وعسى يجنون منه بعض المكاسب أو على الأقل يقلل الخسائر أمام المجتمع .. وإذا كان خسارتهم للمقاعد يمكن تعويضها فإنهم يحرصون على الأقل للمحافظة على التواجد فى الشارع السياسى لعل وعسى تتغير الصورة فى المستقبل .. ولكن إذا استمر أداء الإسلاميين بنفس الصورة التى تمت عليها الجولة الأولى فإن هذا التحالف لن يحقق لأصحابه ما أرادوه منه .


بعد النجاح الكبير الذى حققه الإسلاميون فى المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية، خاصة فى نتيجة القوائم وإجراء جولة الإعادة فى الكثير من الدوائر بين السلفيين والإخوان، وجد الليبراليون والعلمانيون واليسار أنفسهم فى مأزق كبير، وكان لابد من إعلان تحالفهم حتى لو على المستوى الفردى فقط لتحقيق نتيجة إيجابية فى مواجهة الإسلاميين.


ودارت اجتماعات واتصالات مكثفة بعد إعلان نتيجة المرحلة الأولى بين أعضاء الكتلة المصرية وأحزاب الوفد والعدل والثورة مستمرة، وأسفرت فى النهاية عن عقد اجتماع يوم الأحد الماضى بين قيادات الأحزاب السابقة للاتفاق على عقد تحالف على المستوى الفردى.


وصرح أحمد خيرى, عضو المكتب السياسى لحزب المصريين الأحرار, أنه تم الاتفاق فى هذا الاجتماع على دعم المرشحين الفردى للأحزاب السابقة فى المرحلتين الثانية والثالثة، وذلك لمواجهة زحف التيار الإسلامى والذى حظى على النصيب الأكبر فى المرحة الأولى.


وأشار إلى أنه تم الاتفاق على وضع قواعد لإخلاء بعض الدوائر من مرشحى الأحزاب لدعم مرشح حزب معين، وذلك على أساسا مدى شعبية هذا المرشح، وإمكانية حصده للمقعد فى حالة إخلاء الدائرة، ويأتى ذلك من خلال قيام كل حزب بتقديم أبرز مرشحيه فى الدوائر على المقاعد الفردية ومعرفة إمكانية التضحية من أجل نجاح المرشح الآخر.


أكد أنه من الصعب استمرار التحالف بين الأحزاب على مستوى القوائم لأن أغلب الأحزاب المتحالفة لديها قوائم فى جميع المحافظات، مشيرًا إلى أن كل حزب سيستمر فى عملية الدعاية الخاصة به فى المرحلتين الثانية والثالثة على نظام القوائم.


وأشار إلى أن من أبرز المرشحين الذين تم الاتفاق على دعمهم فى المقاعد الفردية حتى الآن الدكتور عمرو الشوبكى, عضو الهيئة الاستشارية لحزب العدل والمرشح, فى انتخابات مجلس الشعب فئات بدائرة إمبابة بالجيزة، وإسلام لطفى مرشح ائتلاف شباب الثورة وحزب التيار المصرى فئات بالدائرة الرابعة بالجيزة، ومحمد أنور عصمت السادات, رئيس حزب الإصلاح والتنمية, عن دائرة تلا بالمنوفية، وسعيد كامل, رئيس حزب الجبهة الديمقراطية فئات بدائرة كفر صقر محافظة الشرقية.


ونفى توجيه الدعوة لأى حزب من أحزاب الفلول للتنسيق معهم فى مواجهة الإسلاميين، قائلا "إننا نرفض ذلك تماما".

ليست هناك تعليقات: