الثلاثاء، ٢٠ ديسمبر ٢٠١١

سباب الدين!




شاعر شيوعى شهير وعلى قناة "التحرير" سبّ الدين للجيش، وقال صراحة: ها نطلّع دين أم المجلس العسكرى!
هذه ليست "جرأة" ولكنها "بذاءة" و"قلة أدب" من رجل فعلاـ
وكما وصف نفسه بأنه "حشاش".. غير أن الرجل ـ وهو بالمناسبة حرامى "فلنكات" سكة حديد ـ ما كان ليجرؤ على هذا الكلام الذى يؤذى مشاعر المصريين وعلى القناة التى تعمل فيها ابنته.. إلا لثقته بأنه قد بات فى مصر كل شىء مباحًا حتى سب الدين للجيش الوطنى المصرى، بدون أية مساءلة، لأن "الشبيحة" على فضائيات الفتن السياسية جاهزون بالسكاكين والسلاسل والسيوف والمطاوى لتشريح جسد "أتخن" مسئول فى مصر، مستندين إلى "حصانة" دولية تعصمهم من الملاحقات القانونية والقضائية.
نجلة الشاعر "سباب الدين".. اعترفت وعلى الهواء بأنها طرف فى "فساد" ماسبيرو ما قبل الثورة.. حين قالت إنها تعمل فى التليفزيون الرسمى براتب ألفى جنيه شهريًا، بدون أن تحضر إلى مقر عملها.. فالمسألة هنا تتعلق بالكراهية المكتسبة لمفهوم الدولة أو "السلطة".. لأن الدولة تعنى القانون والمحاسبة، وغيابها يعنى ترك الحشاشين والفاسدين على الفضائيات يتكلمون باعتبارهم "ثوارا" و"مفكرين" دون أن يحاسبهم أحد.
المشاهد ـ هنا ـ لا تخلو من مواقف يشتمّ منها رائحة "المؤامرة" على إحراق القاهرة.. وبدون "محاسبة" أيضا.. ولعل ما حدث من الصحفى خيرى رمضان حين تكلم عن حرق المجمع العلمى فى برنامجه على "سى بى سى" قبل حرقه بيوم.. وضبط طبيب الأسنان علاء الأسوانى فى ميدان التحرير وهو يوجه المراسلين الأجانب نحو تسجيل لقطات ومشاهد معينة قد تستفز العالم.. وتنتزع موقفًا غربيًا متعاطفًا مع الهجوم المسلح على المرافق السيادية بالدولة.. لعل ذلك يأتى فى سياق الخدمة على أية مقاربة تستهدف سبر حقيقة ما يجرى على الأرض وسط القاهرة.
فضائيات "مبارك" المتشحة الآن بوشاح الثورة.. وتتاجر بدماء ضحايا المواجهات الدامية فى ميدان التحرير منذ أكثر من أسبوعين، تتحدث فقط عن العنف الرسمى المفرط.. ولا تتحدث عن المتظاهرين المسلحين بالمولوتوف ولا عن مغزى ودلالة الإصرار على مهاجمة مقر وزارة الداخلية قبل الانتخابات.. والإصرار على حرق مبنى البرلمان بعد نجاح الانتخابات!
ويبقى السؤال المغزى: هل تقبل أية دولة فى العالم، حتى تلك التى لها تاريخ وماض عريق فى الديمقراطية.. أن يحتل مقر وزارة داخليتها.. أو يحتل مقر مجلس الوزراء؟! أو أن يحرق مقر أول برلمان منتخب فى تاريخها كله؟!

ليست هناك تعليقات: