الأربعاء، ٢١ ديسمبر ٢٠١١


مفكرون أقباط: إقامة دولة قبطية "وهم" كبير يجرى وراءه أمريكا وعملاؤها فى المهجر

رفض عدد من المفكرين والخبراء الأقباط دعوات أقباط المهجر لإنشاء دولة قبطية داخل مصر وتقسيمها إلى دولتين، موضحين أن هذه الدعوات، التى تروج المواقع التابعة لأقباط المهجر تحركها أجندات خارجية أمريكية تهدف إلى تقسيم مصر وحرقها، مثلما حدث فى السودان والعراق ومؤخرا فى سوريا، وأن هذه الدعوات الشاذة لن يقبلها أو يلتفت لها أى عاقل داخل مصرلأن التركيبة الجغرافية والتاريخية لنسيج الشعب المصرى ترفضها.. "المصريون" استطلعت أراء بعض الخبراء والمفكرين الأقباط حول هذا الشأن.



وتنصل الباحث الكنسى, الدكتور جرجس كامل, من انتماء أقباط المهجر لمسيحيى مصر المقيمين بالداخل قائلاً: "لا علاقة لهم بنا"، موضحًا أن قلة قليلة جدًا من أقباط مصر فى الداخل هى التى تتفق مع توجهاتهم وأفكارهم، وأن الأغلبية فى الداخل لاتربطهم بأقباط المهجر أى علاقة.

ووصف الدعوة إلى إقامة دولة قبطية داخل مصر بأنها "نعرة كاذبة" تحمل بين طايتها أهدافًا أخرى لتقسيم المصريين، وفك النسيج الوطنى الذى تعيش فى داخله مصر منذ سنوات طويلة.

وقال: "طيلة حياتى فى مصر منذ 35 عامًا لم أر أى اضطهاد أو تمييزٍ دينى أو طائفى ضد الأقباط، لكن فى الوقت الحالى لا أخفى تخوفى من الخطاب الدينى السلفى المتشدد والتصريحات الصعبة لبعض القيادات السلفية التى تطل علينا بشكل يومى على شاشة الفضائيات وتوعدهم بفرض الجزية على الأقباط؛ لكن لن يكون الحل أبدًا هوإقامة دولة قبطية داخل الدولة فهذا أمر مرفوض من النخبة والعامة، لأن صوت العقل يرفض هذا الصوت الناعق الشاذ الذى يهدف إلى التفرقة بين النسيج المصرى الذى يشهد بعظمته العالم.



ويؤكد المفكر القبطى, جمال أسعد, أن الأجندات الخارجية تسعى إلى تحريك هذه الدعوات وإثارتها من وقت إلى آخر، وتختار الأوقات الصعبة التى تمر بها مصر لخلق فتنة داخل أرض مصر بهدف التدخل الأجنبى فى مصر بحجة حل مشكلات الأقباط.

وكشف عن هوية هذه الدعوات بأنها "أمريكية" تنفذ خطة معنية بها وحريصة على تنفيذها بأى شكل منذ سنوات طويلة لتقسيم الشرق الأوسط كله، مشيرًا إلى أنها تدرك جيدًا أن أسهل الطرق وأسرعها لضمان نجاح الخطة هو اللعب على الأوتار الطائفية، والتحدث عن حقوق الإنسان وإنشاء منظمات حقوقية تمول من هذه الجهات الخارجية، وأنها نجحت بالفعل فى لبنان والسودان، وتتجه الأنظار لتنفيذ هذه الفكرة الشيطانية فى مصر.



واعتبر أن إقامة الدولة المزعومة على أرض مصر هو درب من دروب التوهم والتخيل، لأن التركيبة التاريخية والجغرافية للشعب المصرى, مسلمين وأقباط, لن تقبلها على أرض الواقع, ويجب أن ننتبه جميعًا إلى أن مشاكل الأقباط لن تحل بإقامة دولة قبطية خاصة بهم على أرض مصر؛ لكن الهدف من إقامة هذه الدولة هو حرق مصر وجرّها إلى حرب أهلية تقضى على الجميع.

واستبعد الدكتور رفيق حبيب, نائب رئيس حزب الحرية والعدالة, فكرة إقامة دولة قبطية، واصفًا إياها بالدعوة الشاذة وغير المقبولة، ولا يمكن أن تتحقق واقعيًا على أرض مصر، وأنها لن تجد أى شخص فى مصر قبطى أو مسلم عاقل يؤيد مثل هذه الدعوات الغريبة التى لن يكون لها مكان مهما أثيرت، وحاول أصحابها سواء أقباط المهجر أو غيرهم نشرها بين المصريين.

وفى رفضه لهذه الدعوات استشهد القمص بوليس عويضة، كاهن كنيسة العذراء بالزهراء وعضو اتحاد شباب الثورة، بجملة البابا شنودة الشهيرة "مصر وطن لا نعيش فيه ولكنه يعيش فينا"، مشيرًا إلى نبذه هذه الدعوات التى تهدف إلى صنع الفتنة بين قطبى الشعب المصرى جملةً وتفصيلا، مبيناً أن مصر تضم الأقباط والمسلمين منذ 1450 عامًا، يعيشا فى وطن واحد وعلى أرض واحدة، فكيف نقسم الوطن إلى وطنين الآن؟!.

وطالب جميع الأقباط بترك كل هذه الأمور التى ستأخذ مصر إلى الهلاك، وستؤجج نار الفتنة، داعيًا إلى تعاون كل مسلم وقبطى، وتوجيه كل الجهود لمصر، وأن نقف من أجل إعادة بناء مصر، ورفع قيمة الجنيه المصرى، والوقوف ضد فلول النظام وفى وجه كل من يستغل جراح الوطن.

وأشار إلى تميز علاقة أقباط مصر بمسلميها، وأنه تربطهم روابط قوية يظهر معدن هذه العلاقة الأصيلة فى الأزمات، مثلما حدث فى ثورة 1919 وخرج المسلمون مع الأقباط فى يد واحدة، واستكملت هذه الملحمة الوطنية أيضا فى ثورة يناير وكان القبطى بجوار المسلم.

وقال:" فى الثورة أنا وإخوانى الأقباط كنا نذهب لإحضار المياه من مسجد عمر مكرم لأشقائنا المسلمين ولخطيب الثورة الشيخ مظهر شاهين لكى يتوضأوا، وكنا نقف نحرسهم عند أدائهم للصلاة".
كتبت - دينا رجب
المصريون

ليست هناك تعليقات: