الاثنين، ٥ أبريل ٢٠١٠

إسرائيل" تستخدم موقع التعارف الشهير فيس بوك لتجنيد عملاء لها داخل قطاع غزة، مستغلة بذلك ظروفهم الاجتماعية الصعبة.

أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن "إسرائيل" تستخدم موقع التعارف الشهير فيس بوك لتجنيد عملاء لها داخل قطاع غزة، مستغلة بذلك ظروفهم الاجتماعية الصعبة.
وقال إيهاب الحسين المتحدث باسم وزارة الداخلية في حكومة حماس: إن "فيس بوك هو شيء خطير جدًا يقوم الإسرائيليون باستخدامه لصالحهم".
وأَضاف الحسين: "كثير من الناس ليس لديهم الحس الأمني، يذهبون إلى مقاهي الإنترنت ويتحدثون عبر المواقع عن كل مشاكلهم الشخصية حتى ما يحدث مع زوجاتهم أو صديقاتهم".
وأوضح الحسين أن أجهزة المخابرات الإسرائيلية من ثم تقوم بالاتصال بالشخص عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني أو عن طريق عميل من عملائها في غزة وتستخدم المعلومات التي حصلت عليها للضغط على الأشخاص لتجنيدهم ويصبحون جواسيس.
وقال أيضًا: "إن الإنترنت يتيح لإسرائيل أن توهم الأشخاص بأنها تعرف عنهم كل شيء".
جيمس بوند!!
ووفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية فإن رونين برجمان خبير الاستخبارات "الإسرائيلي" ومؤلف كتاب الحرب السرية بين "إسرائيل" وإيران قال: إن رصد مواقع الشبكات الاجتماعية على الانترنت هو أقل ما يمكن أن تتوقعه من أجهزة الاستخبارات "الاسرائيلية".
وأوضح برجمان قائلاً: "إن إسرائيل تستخدم المعلومات الشخصية الموجودة على شبكة الإنترنت للتعرف على من يمكن أن يساعد إسرائيل".
وأضاف: "إذا قاموا بعد 50 عامًا بفتح الملفات السرية لجهاز المخابرات "الإسرائيلي" الموساد والشين بيت وجهاز المخابرات العسكرية فستجد أن الأجهزة الإلكترونية المتطورة التي تستخدمها "إسرائيل" الآن في قطاع غزة ستضع أفلام العميل السري جيمس بوند الأسطورية في وضح محرج".
لكن برجمان قال: إن الطريقة التي تفكر في استغلالها أجهزة المخابرات في الوقت الحالي باستخدام المعلومات الشخصية الموجودة على شبكة الانترنت للضغط أو ابتزاز عملاء غير فعالة في تجنيد عملاء على المدى الطويل.
كما أن بعض هذه التهديدات التي ترسلها إسرائيل ليست كافية في كثير من الأحيان لحمل الأشخاص على ارتكاب مثل هذا الجرم الخطير بالتعاون معها ولكن يمكن استخدام التفاصيل الشخصية لمساعدة أجهزة الاستخبارات في تحديد الأشخاص الذي يمكن الاستفادة منهم، وخصوصًا هؤلاء الذين لديهم علاقات جيدة مع حماس أو التنظيمات المسلحة في غزة.
"إسرائيل" ترفض التعليق:
الحكومة الإسرائيلية قالت عندما طلب منها التعليق حول هذا الأمر: إنه أمر غير عملي أن تتحدث الحكومة عن أوضاع أجهزتها الأمنية والطرق التي تستخدمها.
وسائل تصنت أخرى:
وتعليقًا على ما قاله إيهاب الحسين نفسه بهذا الخصوص وتأكيده أن لديه صفحة خاصة على موقع فيس بوك ولكنه أشار إلى أنه حريص على المعلومات التي يضعها ويقول فقط إنه متحدث باسم حماس. قال برجمان: إن السيد الحسين ربما لا يكون هو فقط العضو الوحيد بحركة حماس الذي يتواصل عبر الانترنت وموقع فيس بوك، ويرجع هذا إلى أن طرق الاتصالات الأخرى ولا سيما الهواتف المحمولة يمكن التنصت عليها بسهولة ويمكن استخدامها لرصد التحركات، لذلك فإن الإنترنت أصبح الخيار الأفضل لديهم.
برجمان يرى أن هناك سببًا واحدًا للجوء المخابرات "الإسرائيلية" لمراقبة مواقع الشبكات الاجتماعية لمحاولة تجنيد أشخاص لصالحها وهو أن "المصدر التاريخي" للعملاء انتهى ولم يعد موجودًا الآن.
فحتى قيام الانتفاضة الفلسطينية الثانية في عام 2000م، كان الآلاف من سكان قطاع غزة لديهم تصاريح لدخول "إسرائيل" كل يوم للعمل وهؤلاء الناس كانوا على اتصال مباشر مع الإسرائيليين وكان ضباط المخابرات الاسرائيلية يقتربون منهم ويطلبون تعاونهم لكن في هذه الأيام تكاد تكون الحدود مغلقة.
فالآن يكاد يسمح بالكاد للفلسطينيين من المرضي الذين يجلسون على الكراسي المتحركة الدخول إلى إسرائيل طلبًا للعلاج.
تجربة واقعية:
وساقت هيئة الإذاعة البريطانية نموذجًا على ما قالته، فخالد من سكان مدينة غزة الذي رفض الإدلاء باسمه بالكامل وقال: إنه كان أحد الذين طلبت "إسرائيل" منهم معلومات عن حركة حماس والجهاد الإسلامي: "سألوني عما إذا كنت أعرف أي شخص في الحي الذي أسكنه من أعضاء الحركة".
خالد الذي ذهب إلى "إسرائيل" لتلقي العلاج الطبي بعد تعرضه لإصابة في العام الماضي في الصراع مع إسرائيل أوضح أنه لم يمرر معلومات للاسرائيليين لم يكونوا على علم بها فعليًا، لكنه أعطي فكرة عن كيفية تعامل ضباط المخابرات لتجنيد العملاء وقال: "إنهم يقولون إنهم يعرفون كل شيء عنك، ولكن في الواقع ليس لديهم سوى المعلومات التي سبق وتم نشرها على الإنترنت".
وأضاف خالد: "إن موقع فيسبوك غير آمن لنشر مثل هذه المعلومات وأعتقد أنها تسمح لإسرائيل لمتابعة تحركاتنا".

ليست هناك تعليقات: