السبت، ١٠ أبريل ٢٠١٠

واشنطن بوست: لم يعد بوسع أوباما التغاضي عن قمع المتظاهرين في مصر

أشارت صحيفة أمريكية بارزة إلى العنف الذي تعرض له المتظاهرون في مصر يوم السادس من ابريل قائلة أن هؤلاء كانت مطالبهم بسيطة و معقولة و هي وضع حد لقوانين الطوارئ التي تمنع التنظيم السياسي و حرية التجمع، و إشراف مستقل على الإنتخابات النيابية هذا العام، و إجراء تعديلات في الدستور المصري و التي من شأنها أن تسمح بإقامة منافسة حرة في الإنتخابات الرئاسية العام القادم.

و تابعت صحيفة "واشنطن بوست" الامريكية قائلة أن رد النظام الإستبدادي في مصر كان أيضاً بسيطاً و يتمثل في: شرطة مكافحة الشغب، و الهراوات، و بلطجية في ملابس مدنية قاموا بضرب المتظاهرين و إلقاءهم في شاحنات و جرّهم إلى مراكز الشرطة و توجيه تهم جنائية لثلاثة و ثلاثين شخصاً منهم.

و مضت الصحيفة تقول أن هذا هو الرد المعتاد من رجل مصر القوي حسني مبارك على أي شخص في بلده يقترح و لو حتى خطوات صغيرة نحو الديموقراطية الليبرالية، و أشارت إلى أنه و بإستثناء فترة وجيزة في ظل إدارة جورش دابليو بوش، فإن الرؤساء الأمريكيين و الكونجرس يتغاضون عن هذا القمع و يقدمون مليارات من المساعدات الإقتصادية و العسكرية كل عام لمساعدة نظام الرئيس مبارك.

و أكدت على أن الوضع الراهن لم يعد محتملاً، حيث إحتشد مئات الآلاف من المصريين خلف البرادعي الذي يطوف البلاد من أجل إجراء التغيير السلمي، كما أن مجموعات الفيسبوك التي تدعم حركته لديها أعضاء ناشطون أكثر مما لدى الحزب الحاكم. و أشارت إلى أن مبارك يبلغ الآن من العمر 81 عاماً و صحته تبدو متدهورة بعد خضوعه لعملية جراحية مؤخراً في ألمانيا، كما أن مشروعه الأخرق لإعداد ابنه جمال لخلافته يبدو متخبطاً ، و هي فكره لا تحظى بشعبية بين مؤيدي النظام، ناهيك عن العامة.

و أشارت الصحيفة إلى أن عدم الإستقرار في مصر و الإنتخابات المقرر إجراؤها في الـ18 شهراً القادمة تمثلان تحدياً كبيراً و فرصة ثمنية لإدارة أوباما، و كما قال ممثلو "مجموعة عمل مصر" في خطابهم لوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاي كلينتون هذا الإسبوع : "مصر تقف عند نقطة تحول حاسمة، و هناك فرصه الآن لتعزيز إصلاح ديموقراطي تدريجي و مسؤول". و قالت المجموعة التي تضم روبرت كاغان و توماس كاريثارز و ميشيل دن من مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي فضلاً عن خبراء من ست مؤسسات أخرى أن إدارة أوباما يجب أن تقوم مع الحكومة المصرية – بشكل سري ولكن على أعلى مستوى- برفع أمل و تطلع الولايات المتحدة إلى قيام مصر بإجراء إنتخابات تنافسية حقيقية.

و قالت أن الرئيس أوباما و وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون كرسّوا الكثير من الوقت و الجهد في التلطّف للرئيس مبارك بسبب إعتقادهم بأن العلاقات التي توترت خلال إدارة بوش بحاجة إلى إصلاح، و قد تم إصلاح العلاقات إلا أن مصر – كما يقول خطاب "مجموعة عمل مصر"- "تنزلق للوراء نحو مزيد من الإستبداد". و أختتمت الصحيفة قائلة أنه حان الوقت لتعترف إدارة أوباما بأن نهجها لا يعمل و أنها لا تستطيع تحمل التفريط في هذه الفرصة.


كتبت رضوى جمال (المصريون)

ليست هناك تعليقات: