الثلاثاء، ٨ فبراير ٢٠١١

واشنطن شككت فى تقاريره عن "الإخوان".. ويكيلكيس: عمر سليمان مرشح إسرائيل المفضل لخلافة مبارك وخط الهاتف الساخن مع تل أبيب كان يستخدم يوميًا

كشفت وثيقة لموقع "ويكليكس" نشرتها صحيفة "ذي تلجراف" البريطانية الاثنين أن نائب الرئيس المصري عمر سليمان كان مرشح إسرائيل المفضل لخلافة الرئيس حسني مبارك وكان يتواصل يوميا مع إسرائيل عبر "هاتف أحمر".
وأوردت الوثيقة التي يرجع تاريخها إلى عام 2008 أن ديفيد هاشام أحد مستشاري وزارة الدفاع الإسرائيلية سمى عمر سليمان – الذي كان يشغل منصب مدير المخابرات العام المصرية- في عدد من البرقيات لتولي الرئاسة في مصر.
وأضافت الوثيقة التي بعثت بها السفارة الأمريكية في تل أبيب أن "هاشام كان يمدح سليمان بشدة ويؤكد أن "الخط الساخن" بين الوزارة الإسرائيلية والمخابرات المصرية كان يستخدم يوميا".
وتابعت أن "هاشام أكد أن الإسرائيليين يعتقدون أن سليمان يستطيع في الحد الأدنى تولي منصب نائب الرئيس في حال توفي مبارك أو بات غير قادر" على تولي منصبه. وخلصت الوثيقة "نترك لسفارتنا في القاهرة أن تقوم بتحليل السيناريوهات، لكن الأمر المؤكد أن "إسرائيل" تفضل خيار عمر سليمان".
من جانب آخر، كشفت برقيات دبلوماسية سربها موقع "ويكيليكس" أن سليمان سعى دوما إلى رسم صورة مخيفة لجماعة "الإخوان المسلمين" المعارضة خلال اتصالاته مع المسئولين الأمريكيين.
وتضمنت برقيات أخرى للسفارة الأمريكية سربها "ويكيليكس" من بين 250 ألف وثيقة دبلوماسية أن سليمان اتهم "الإخوان" بتفريخ المتطرفين المسلحين، وحذر في عام 2008 من أنه إذا قدمت إيران الدعم للجماعة فسوف تصبح "عدونا".
وفي برقية بتاريخ 15 فبراير 2006 يقول السفير الأمريكي في القاهرة آنذاك فرانسيس ريتشاردوني أن سليمان "أكد أن الإخوان المسلمين فرخوا 11 منظمة اسلامية متطرفة أهمها جماعة الجهاد المصرية والجماعة الإسلامية".
وتقول برقية بتاريخ 2006 إن سليمان تحدث إلى روبرت مولر مدير مكتب التحقيقات الاتحادي الذي كان يزور القاهرة في فبراير عام 2006. وجاء في البرقية أن سليمان أخبر مولر أن جماعة الإخوان "ليست منظمة دينية ولا منظمة اجتماعية ولا حزبا سياسيا وإنما هي
خليط من كل ذلك".
ومضت البرقية تقول "الخطر الرئيسي من وجهة نظر سليمان هو استغلال الجماعة للدين في التأثير على الناس وحشدهم". ووصف سليمان نجاح "الإخوان" في الانتخابات البرلمانية في عام 2005 بأنه "مؤسف" مضيفا رؤيته بأنه على الرغم من أن الجماعة غير شرعية رسميا إلا أن القوانين المصرية القائمة لا تكفي لكبح الإخوان المسلمين".
وفي برقية أخرى بتاريخ 2 يناير 2008 قال السفير الأمريكي بالقاهرة السابق فرانسيس ريتشاردوني إن سليمان قال إن إيران ما زالت تمثل "تهديدا كبيرا لمصر". ونقل عن سليمان قوله إن "إيران تدعم الجهاد وتفسد جهود السلام وكانت تدعم المتطرفين في مصر من قبل وإذا دعمت الإخوان المسلمين فهذا سيجعلها عدوا لنا".
وقال ريتشاردوني في برقية بتاريخ 25 أكتوبر إن سليمان يتبع خطا متشددا على نحو خاص بشأن طهران وإنه يشير إلى الإيرانيين كثيرا بلفظ "الشياطين".
وتشير البرقيات إلى أن المسئولين الأمريكيين ردوا دائما بتشكك في التحذيرات المصرية بخصوص "الإخوان".
وقال ريتشاردوني في برقية بتاريخ 29 نوفمبر 2005 لمولر قبل زيارته لمصر إن المسئولين المصريين "لديهم تاريخ طويل من تهديدنا بوحش الإخوان المسلمين".
وكتب يقول "ربما يحاول نظراؤك (المصريون) الإشارة إلى أن إصرار الرئيس (جورج بوش آنذاك) على ديمقراطية أكبر في مصر هو السبب وراء النجاح الذي حققه الإخوان المسلمون في الانتخابات. يمكنك أن ترد على ذلك بالقول إنه على العكس فإن صعود الإخوان المسلمين يشير إلى الحاجة لمزيد من الديمقراطية والشفافية في الحكومة":.
وأضاف "صور التخويف والتزوير التي ظهرت من الانتخابات الأخيرة تصب في صالح المتطرفين الذين نعارضهم نحن والحكومة المصرية. الطريقة المثلى للتصدي للسياسات الإسلامية ضيقة الأفق هي انفتاح النظام".
وفي برقية بتاريخ 29 يناير 2006، بدا أن ريتشاردوني يستشرف الاضطرابات الحالية عندما كتب لمولر يقول "لا نقبل الطرح بأن الخيارات الوحيدة لمصر هي أما نظام مستبد بطيء الإصلاح وإما نظام إسلامي متطرف كما لا نرى أن المزيد من الديمقراطية في مصر سيؤدي بالضرورة إلى حكم على رأسه "الإخوان".

كتب أحمد حسن بكر (المصريون

ليست هناك تعليقات: