الثلاثاء، ٨ فبراير ٢٠١١

لا مبارك .. ولا سليمان

لا يمكن أن نخدع الثورة.. ولا أن نخون دم الشهداء.. لا وقت للمراوغة أو المجاملة أو اللف والدوران.. ينبغي أن نقولها وبصراحة: إذا كان مبارك خطرا على الإصلاح، فإن نائبه عمر سليمان ليس أمينا عليه مطلقا.
سليمان الذي يمسك الآن بملف الاصلاحات.. ولا يمر يوم إلا ويصدر بيانا يتكلم فيه وكأنه "فولتير".. قال في تصريحات خاصة لمحطة "أي بي سي" الأمريكية :" "نحن سننفذ ما قاله الرئيس مبارك، ولا يمكننا فعل أكثر من ذلك"!
وعندما سُئل عما إذا كان يؤمن بالديموقراطية، فأجاب "بالتأكيد.. و لكن ذلك سيتحقق عندما يكون للناس هنا ثقافة الديموقراطية" مضيفاً بأن مطالب الديموقراطية "تأتي من الخارج"!
الواشنطن بوست الأمريكية تهكمت على كلام "داعية الإصلاح" الرئاسي، وتساءلت:" "هل يبدو ذلك كشخص ينوى الإشراف على إنتخابات حرة و نزيهة خلال سبع شهور من الآن؟"
هذا ثاني تصريح "مفزع" يصدر من نائب الرئيس، استخدم فيه خطابا أمنيا ولغة استعلائية لا تعترف بآدمية الإنسان المصري.. وتصفه بأنه لا يستحق الديمقراطية!
نائب الرئيس ـ الإصلاحي ـ يتجاهل هدير هتافات الملايين في الشوارع ولا يحترم دم شهداء الحرية الذين سقطوا برصاص شرطة النظام الذي لا يزال يتحدث رسميا باسمه.
كل هذه التضحيات وكل هذه الملايين، لم يشعر بها "جنرال المخابرات" السابق، ولا يعتقد بأنها تستحق الحرية والديمقراطية، بل إنه لم يعدهم حتى بالغاء قانون الطوارئ!
كلام نائب مبارك، لا يحمل أية توقير أو مشاعر ود واحترام لإرادة الملايين ولا لدم مئات الشهداء الذين سقطوا برصاص شرطة مبارك الذي اختاره نائبا له!
تصريحات سليمان تؤكد مجددا على أن الثائرين على حق فيما يتعلق بعدم ثقتهم في هذا النظام الذي سُمن على هرمونات الوعود الفضفاضة وفنون المراوغة وتكلسه في النهاية داخل أبنية حجرية لا تريد أن تفهم بأن مصر تغيرت وأن بها بني آدمين يستحقون أن يعيشوا بكرامة.
لا أدري كيف سمح سليمان لنفسه لأن يوجه هذه الإهانة لشعب أبدع أجمل انتفاضة جمعت بين الثورة والتحضر.. وظلت على رقيها ونقائها وجمالها وبهائها رغم تعرضهم لمذبحة الاربعاء الماضي على يد بلطجية الوطني وشرطة مبارك المتخفين بلباس مدني؟!.
ونعيد ونكرر هنا: إذا كان من المستحيل أن يكون مبارك مصلحا سياسيا فإن نائبه ـ برصد تصريحاته مؤخرا ـ ليس أمينا على الإصلاح، وعليه الاعتذار أولا لشعبه على تلك الإهانة، ونقل ملف الإصلاح من يده .. واسنادها إلى آخرين يؤمنون
فعلا بالديمقراطية.
almesryoonmahmod@gmail.com
محمود سلطان

ليست هناك تعليقات: