أصدر المهندس صلاح فرج رئيس هيئة النقل العام بالقاهرة قرارا بخروج ما يقرب من 250 سيارة أتوبيس من أسطول الهيئة، وإرسالها إلى المخازن لجعلها خردة، بحجة انتهاء عمرها الافتراضي، ورفض المرور تجديد الترخيص لها، بسبب مرور أكثر من 30 عاما على حصولها على الترخيص الأول لها.
وقوبل القرار بحالة استياء واستغراب شديدين بين العاملين بالهيئة، نظرا لشموله بعض السيارات أثناء عملها بالشارع، خاصة وأنه يأتي بعد شهور قليلة من عملية التجديد والصيانة لبعض الأتوبيسات التي تم تكهينها، وهي العملية التي كلفت الهيئة ملايين الجنيهات دون أن يعود عليها بأي فوائد، فضلا عن أن الأتوبيسات بحالة طيبة ويمكنها الاستمرار بالخدمة لعدة سنوات.
زاد من الاستياء أن قرار "التخريد" يأتي في وقت يشكو فيها العديد من سائقي ومحصلي الهيئة من عدم وجود سيارات للعمل عليها، فيما يخشى البعض أن يكون ذلك متعلقا بشائعات تترد داخل الهيئة حاليا حول احتمال تورط عدد من القيادات في عملية التخلص منها ببيعها لكبار تجار سوق الخردة.
وطالب عدد من السائقين بإخضاع الأتوبيسات التي شملها القرار للفحص من قبل لجنة هندسية تابعة لمحافظة القاهرة للبحث في مدى صلاحيتها للعمل، أو إحالتها للتخريد، على أن يتم معاقبة المتورطين في إهدار المال العام داخل الهيئة في حال ثبوت ذلك، خاصة وأن الهيئة تواجه صعوبات مالية وتقنية شديدة.
بينما ربط البعض بين "تخريد" هذا العدد الكبير من الأتوبيسات والاعتماد بشكل أكبر على سيارات النقل الجماعي، للتحول إلى وسيلة الانتقال الأكثر شيوعا في القاهرة، في وقت تخطط الدولة لتقليص الدعم المقدم للهيئة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق