الأربعاء، ٨ ديسمبر ٢٠١٠

واشنطن تعلن "رسميًا" فشل مساعيها لوقف الاستيطان

تخلت الولايات المتحدة عن مساعيها الرامية لإقناع "إسرائيل" بتجميد البناء الاستيطاني، في محاولة لإنقاذ مفاوضات السلام من الانهيار، بعد أن أعلنت "إسرائيل" في نهاية سبتمبر رفضها تمديد تجميد البناء.
وصرح دبلوماسي أمريكي بارز للصحفيين في القدس منهيا أسابيع من جهود دبلوماسية أمريكية مكثفة "توصلنا لنتيجة هي أن الوقت غير ملائم لاستئناف المفاوضات المباشرة من خلال تجديد وقف الاستيطان".
واعتبرت وكالة "رويترز"، أن القرار يمثل انتكاسة كبيرة للسياسة الخارجية للرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي كان قد وجه نداء شخصيا إلى "إسرائيل" لتمديد تجميدها المؤقت للبناء الاستيطاني.
وأعلنت الإذاعة العسكرية في "إسرائيل" أن "الولايات المتحدة واسرائيل ستعلنان في الساعات المقبلة فشل هذه المفاوضات التي كانت تهدف الى استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين".
لكن هيئة الإذاعة البريطانية نسبت إلى مسئول أمريكي بارز – دون أن تكشف عن اسمه- قوله إن هذا لا يعني توقف جهود واشنطن لاحياء مفاوضات السلام بين "إسرائيل" والفلسطينيين التي استؤنفت في سبتمبر الماضي بعد عامين من التوقف.
وفي واشنطن، قال مسئولون إن الولايات المتحدة تدرس عودة الى المحادثات غير المباشرة في أعقاب فشلها في إحياء المفاوضات المباشرة.
وأضافوا أن أحد الاحتمالات التي سيجري دراستها مع مسئولين "إسرائيليين" وفلسطينيين كبار من المتوقع أن يزوروا واشنطن -ربما في غضون الاسبوع القادم- سيكون استئناف محادثات السلام غير المباشرة.
وقال مسئول أمريكي "في الأيام والأسابيع المقبلة سنتواصل مع الجانبين كليهما بشأن القضايا الجوهرية العالقة في هذا الصراع."
وقال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم السلطة الفلسطينية، إن الرئيس محمود عباس يدرس القرار الأمريكي، واضاف "الرئيس تلقى رسالة من الادارة الأمريكية. وسيرد الرئيس على الرسالة بعد أن يتشاور مع القيادة الفلسطينية والقادة العرب".
وتوقفت مفاوضات السلام المباشرة بين الفلسطينيين و"الإسرائيليين" مطلع أكتوبر الماضي بعد أقل من شهر على انطلاقها، عندما رفض رئيس الوزراء "الإسرائيلي"، بنيامين نتنياهو، تمديد تجميد الاستيطان في الضفة الغربية.
وفي التاسع من أكتوبر، وقررت لجنة المتابعة لمبادرة السلام العربية خلال اجتماعها في مدينة "سرت" الليبية منح واشنطن مهلة شهر للاتفاق مع الحكومة "الإسرائيلية" على صيغة لتجميد الاستيطان، وإلا فإنها ستلتئم مجددًا وتبحث خيارات وضعها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على الطاولة؛ أهمها التوجه إلى مجلس الأمن في موضوع الاعتراف بحدود الدولة الفلسطينية.
وتوجهت واشنطن إلى "إسرائيل" بعرض يتضمن مجموعة من الحوافز من أجل القبول بتجميد جزئي للاستيطان، في إطار المساعي الرامية لاستئناف عملية السلام وإنقاذها من عثرتها، يتضمن تسليم "إسرائيل" 20 طائرة من طراز F35، التي تعتبر الأكثر تطورا في العالم، ومواصلة الدعم الأمريكي لسياسة "إسرائيل" غير الواضحة في المجال النووي.
كما تضمن العرض ممارسة الولايات المتحدة حق النقض ضد أي مبادرة ضد إسرائيل في الأمم المتحدة وغيرها من المؤسسات الدولية، إلى جانب تعهد واشنطن بتشديد العقوبات ضد إيران.
وتتعهد الولايات المتحدة بعدم توجيه أي طلب إضافي لتجميد أعمال البناء في المستوطنات، بعد انتهاء مهلة التسعين يومًا المقترحة لوقف البناء بالمستوطنات، وتوقيع اتفاقية أمنية شاملة بين "إسرائيل" والولايات المتحدة في حالة توقيع اتفاق سلام بين الفلسطينيين و"الإسرائيليين".
واشترطت "إسرائيل" على واشنطن تقديم تعهدات مكتوبة وهو ما وافقت عليه وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، لكن من غير المعروف الأسباب التي أدت في النهاية إلى الفشل على الرغم من العرض السخي لـ "الإسرائيليين".

المفكرة 8-12-2010

ليست هناك تعليقات: