الأربعاء، ٨ ديسمبر ٢٠١٠

شرم الشيخ ولغز هجوم "القرش" على السياح

وسط روايات متضاربة حول أسباب تكرار تلك الحوادث في الأيام الأخيرة ، أعلن وزير السياحة المصري زهير جرانة مساء الأحد الموافق 5 ديسمبر أنه قرر تعليق الأنشطة البحرية الرياضية " السباحة والغوص والتزلج" بشواطيء شرم الشيخ بصفة مؤقتة لحين التأكد من إزالة الخطر الناجم عن وجود أسماك القرش قرب الشواطيء.

وأضاف جرانة " ما حدث غير طبيعي فلم يحدث من قبل ان وقعت سلسلة هجمات متتالية لاسماك القرش في شرم الشيخ" ، وتابع " تم استدعاء خبراء في شئون البحار من الخارج لتقويم الوضع ومعرفة لماذا هذا التغير في الطبيعة البيولوجية للمنطقة".

وأكد الوزير المصري أنه لا يوجد حتى الآن تفسير محدد لهذا الوضع ، موضحا أن كل ما تردد حتى الآن مجرد تكهنات.
وجاءت تصريحات جرانة بعد ساعات من إعلان مصادر مصرية عن العثور على السائحة الألمانية ريتان تسكري "70 عاما" جثة هامدة في مياه خليج نعمة حيث كانت تسبح أمام شاطيء خاص بأحد الفنادق.

ووفقا للمصادر السابقة ، فإن سمكة قرش التهمت فخذ "تسكري" الايسر وكوعها الايمن ، موضحة أن هذا الحادث يعتبر الثاني من نوعه خلال أيام قليلة .
وكانت وزارة السياحة قررت السبت الموافق 4 ديسمبر إعادة فتح شواطئ شرم الشيخ التي أغلقت إثر هجومين لسمكة القرش مطلع ديسمبر على أربعة من السائحين الروس والأوكرانيين.
وتسبب الهجوم السابق في بتر ذراع سائحة روسية تدعى اوليجا مارسينكو "48 عاما" وقدم سائحة روسية ثانية تدعى لودميلا ستوليا "70 عاما" ، كما أحدث سمك القرش إصابات خطيرة لدى سائح اوكراني يدعى فيكتور كولى "49 عاما" وآخر روسي يدعى تريشكين يفجيني "54 عاما".
غموض وروايات

وسارعت السلطات المصرية فور وقوع الحادث السابق لإصدار تعليمات تلزم الفنادق ومراكز الغوص بتعيين مراقب لرصد أي أسماك قرش بمناطق الشواطيء والغوص .
ورغم إعلان وزارة البيئة المصرية في بيان أصدرته في 2 ديسمبر أن سمكة القرش التي هاجمت السائحين الأربعة محتجزة الآن في متحف للأحياء المائية في رأس محمد بالمنطقة ، إلا أن مسئولين في صناعة الغوص يجادلون بأن السمكة التي تم اصطيادها ليست هي المسئولة عن الهجوم ، موضحين أن لديهم صورا للسمكة المسئولة عن الهجمات تظهر اختلافها عن السمكة المحتجزة في رأس محمد ، كما حذرت جماعات حماية البيئة من أن قرشا آخر ربما مازال في مياه منتجع شرم الشيخ .
وبصفة عامة ، فإن الغموض مازال يكتنف أسباب تكرار تلك الحوادث ، فقد أعلن محافظ جنوب سيناء محمد عبد الفضيل شوشة في 2 ديسمبر أن خرافا نافقة ألقيت من إحدى السفن في مياه البحر هي التي اجتذبت الأسماك المفترسة إلى الشاطىء ، هذا فيما نقلت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" عن خبير بريطاني القول إن سمكة القرش قد تكون شعرت بالاضطراب بسبب عمليات صيد سمك غير شرعية في المنطقة مما دفعها لهذا المسلك العدائي.
ولعل ما زاد من غموض الموقف أيضا أنه رغم مقتل سائحة فرنسية في يونيو/حزيران 2009 إثر هجوم لسمك القرش في مرسى علم على البحر الأحمر ، إلا أن جميع مواقع الغوص في شرم الشيخ طالما عرف عنها أنها تخلو من أسماك القرش كما أنه من غير المألوف أبدا أن تهاجم سمكة القرش من ذوات الطرف المدبب بشرا على مثل هذه المسافة القريبة من الشاطيء .
وأمام ما سبق ، لم يستبعد البعض تورط الموساد الإسرائيلي في إلقاء سمكة القرش القاتلة لضرب السياحة في مصر ، بل واللافت للانتباه أن محمد عبد الفضيل شوشة محافظ جنوب سيناء لم يستبعد هو الآخر احتمال تورط الموساد ، قائلا :" ما يتردد بشأن إلقاء الموساد هذه الأسماك في الشواطيء المصرية لضرب السياحة بها أمر غير مستبعد ويحتاج لبحث دقيق للتأكد" .
وأضاف شوشة في تصريحات لبرنامج "صباح الخير يا مصر" بالتليفزيون المصرى يوم الإثنين الموافق 6 ديسمبر أنه تم تحديد أماكن بديلة للسباحة والغوص وتم الإستعانة بخبراء من الخارج وأساتذة من المعهد العالى لعلوم البحار لبحث الأمر وإعطاء ارشادات عن كيفية التعامل مع هذا النوع من السمك الذى تبين بعد فحص أسنانه أنه من النوع المفترس.

وتابع أن الشواطىء المصرية خالية من أسماك القرش المفترسة وقد تبين من فحص أسنان السمكة التي هاجمت السياح الأربعة بعد إصطيادها أنها من الأصناف الشرسة التي توجد عادة في أعالي البحار حيث يبلغ طولها 2.25 متر وهي رمادية اللون وتتميز بالأسنان الحادة ، مشيراً إلى أنه تقرر تحنيطها ووضعها فى مركز زوار محمية رأس محمد بجنوب سيناء.
وتابع شوشة أنه تم اتخاذ إجراءات مشددة ووقف السباحة فى الشواطىء لمدة 72 ساعة بعد مهاجمة سمكة قرش لسائحة ألمانية ، مشيراً إلى أن قرار فتح الشواطىء يتم بإستشارة خبراء حيث أن السائح يأتى لزيارة مصر من أسبوع إلى 10 أيام ولا يمكن إغلاق الشواطىء فترة طويلة.
واختتم قائلا :" إن وزارة السياحة تتابع الموقف بالتنسيق مع المحافظة جنوب سيناء حيث عقد محافظ جنوب سيناء اجتماعا مع المسئولين بالمحافظة للوقوف على آخر تطورات الموقف وسوف يتقرر فتح الشواطئ أو إغلاقها وفقا لما يتراءى للمحافظة فى ضوء الحرص على سلامة السائحين والمواطنين والعمل على القضاء على أسباب هذه الحوادث وإزالة الخطر".
وإلى حين تظهر الحقيقة ، فإن قرار تعليق الرياضات المائية في منتجع شرم الشيخ لم يكن ليتخذ بسهولة وجاء ليرجح أن السلطات لم تصل بعد لنتائج قاطعة حول أسباب تكرار حوادث مهاجمة سمك القرش لبعض السائحين .
ورغم أن البعض قد يشعر بقلق تجاه احتمال تأثر السياحة بسبب الحوادث السابقة ، إلا أن الأرجح هو استمرار تدفق السائحين بالنظر إلى أن منتجع شرم الشيخ يعتبر من أهم المقاصد للسائحين من جميع أنحاء العالم خاصة هواة الغوص ومشاهدة الشعاب المرجانية ، كما توسعت المشروعات في أنحاء المنتجع بصورة كبيرة في السنوات الماضية حيث انتشرت الفنادق الكبرى والقرى السياحية.
ويبقى الأمر الأهم وهو أن الحوادث السابقة عارضة ، كما أن الاستقرار الذي تتمتع به مصر وطبيعتها الخلابة وحضارتها العريقة تعتبر العوامل الحاسمة في تدفق السياح وليس سمك القرش .


محيط - جهان مصطفى

ليست هناك تعليقات: