الثلاثاء، ٢٨ ديسمبر ٢٠١٠

أهالي ديمتوه قيد الإقامة الجبرية بمنازلهم.. الأمن يطالب بإنهاء مولد "أبو حصيرة" لدواع أمنية وأقباط المهجر يعتبرونه سبب البركة لمصر

واصل الزوار اليهود القادمون من إسرائيل والولايات المتحدة وبعض الدول الأوربية وكندا وأستراليا أمس ولليوم الثالث على التوالي احتفالاتهم بمولد "أبو حصيرة"، داخل قرية "ديمتوة" بالقرب من مدينة دمنهور، فى ظل استياء شديد من سكان القرية الذين أجبروا على البقاء بمنازلهم ومنع أبنائهم من الذهاب للمدارس.

وشددت قوات الأمن المصاحبة لليهود الزائرين من إجراءتها داخل قرية "ديمتوة"، حيث انتشرت على جانبي الطريق المؤدي إلى القرية، وفرضت سياجا حول الضريح والمنازل المحيطة به، وقد بلغ إجمالي عدد السياح الذين قاموا بزيارة الضريح خلال اليومين الماضيين نحو 600 سائح يهودي.

وبدأ الاحتفال بمولد أبو حصيرة بإجراء المزاد على مفتاح الضريح، بحضور سبع حاخامات إلى جانب حفيد أبو حصيرة، حيث رسى المزاد على تاجر إسرائيلي بمليوني شيكل، وعقب ذلك قام السياح بدخول ساحة الضريح وتلاوة التراتيل اليهودية وممارسة طقوس مثل التمسح بالجدران.

في غضون ذلك، تسببت مغادرة السفير الإسرائيلي إسحاق ليفانوف المفاجئة يوم الجمعة الماضية في أعقاب الكشف عن قضية التجسس إلى إسرائيل في عدم حضور أي ممثل عنه لاستقبال اليهود الزائريبن، حيث أنه لم يكلف أي عنصر دبلوماسي بتلك المهمة، بعد سفره المفاجئ.

فضلا عن أن قنصل عام إسرائيل بالإسكندرية لم يتسلم مهام عمله منذ مغادرة القنصل السابق حسن كعبية منذ ثلاثة أشهر، بالإضافة إلي أن رئيس الجالية اليهودية بالإسكندرية يوسف جدعون لا يقوم هو الآخر حضور مثل تلك الاحتفالية و يقتصر نشاطه علي تنظيم مراسم وطقوس الصلوات التي تجري لليهود الوافدين داخل المعبد اليهودي بشارع النبي دانيال بالإسكندرية.

وعلمت "المصريون"، أن جهة أمنية طلبت من السفارة الإسرائيلية إنهاء الاحتفال مساء الثلاثاء - لحظة إعداد التقرير – لأسباب أمنية – لم يكشف النقاب عنها- وعدم تمديده حتى يوم الخميس كما كان مقررا سلفا من الجانب الإسرائيلي.

ورفضت مصادر أمنية نفي أو تأكيد ما إذا كانت قد تلقت بالفعل معلومات أو تهديدات باستهداف الإسرائيليين المشاركين فى الاحتفال بهجمات انتقامية في حال استمراره حتى يوم الخميس كما كان مقررا.

يأتي هذا في الوقت الذي تعالت فيه أصوات المحتجين على تنظيم الاحتفال، وقرروا تنظيم وقفات احتجاجية لمناهضة، حيث من المنتظر أن تنظم قوى المعارضة والنشطاء السياسيون وقفة احتجاجية حاشدة يوم الخميس أمام مجمع محاكم دمنهور، للتنديد بإقامة الاحتفال على الرغم من أحكام القضاء بمنع إقامته.

ويثير الاحتفال اعتراضات واسعة في مصر مع مطالبات بحظر إقامته، ووصف المهندس إسماعيل الخولى رئيس اللجنة العامة لحزب "الوفد" بالبحيرة، مولد أبو حصيرة بأنه بمثابة "مسمار جحا" لمجيء اليهود إلى دمنهور، مطالبا إسرائيل بأخذ رفاته إن كانت لديها نية صادقة في الاحتفال بهذا الشخص المجهول الملة والموطن.

لكن جماعات أقباط المهجر أبدت ترحيبها بإقامة الاحتفال بمولد أبو حصيرة، ووصفت المعارضين للاحتفال بالكارهين للسلام.

فقد رحبت الجمعية الوطنية القبطية الأمريكية - والتى يترأسها موريس صادق في بيان بإقامة مولد أبو حصيرة على أرض مصر، بزعم أن مصر السلام والمحبة تعترف بالشريعة اليهودية كديانة سماوية وتعترف بـ "ابو حصيرة" كقديس يهودي له كل تبجيل، حسب البيان.

ومضى إلى حد اعتبار أن "أبو حصيرة" هو "سبب بركة لمصر التى تضم رفاته المقدسة ولليهود الحق في ممارسة طقوسهم الدينيه اليهودية في مزار القديس اليهودي أبو حصيرة، وفقا لميثاق الأمم المتحدة".

وجاء في البيان "تشجب الجمعية الوطنية القبطية الأمريكية تجمع المستوطنين المسلمين الكارهين للسلام ممن يطلقون على أنفسهم المعارضه سواء كانوا "كفاية"، أو ناصرى أو "حركة تغيير" أو مسلمين "مجرمين، فهم لايعبرون عن وجه مصر الحضاري أمام العالم ولايختشون من كراهية اليهود شعب الله المختار وهم أعداء السامية الواجب محاكمتهم دوليا ومحليا".

وكان أهالي محافظة البحيرة سبق أن قاموا برفع دعاوى قضائية لإلغاء مولد أبو حصيرة، وصدر حكم قضائي في يناير عام 2004 من المحكمة الإدارية العليا يقضي بإلغاء قرار وزير الثقافة المصري فاروق حسني باعتبار ضريح "أبو حصيرة" من المناطق الأثرية، وبالتالي إلغاء جميع مظاهر الاحتفال في هذه القرية

كتب أحمد حسن بكر وأحمد العدوي (المصريون

ليست هناك تعليقات: