السبت، ٨ يناير ٢٠١١

الأنبا مرقس: أقباط مصر آمنون 100 %


وسط تصريحات طائفية من هنا وهناك.. وشائعات تستغل حالة الشحن لدى فئة من المواطنين لتتلاعب بمشاعرهم.. يبرز صوت الأنبا مرقس مطران شبرا الخيمة وتوابعها، الذى كان البعض يعتبره متحدثا باسم الكنيسة، يقدم رؤية مختلفة لما حدث: «الحكومة غير مسئولة عن الحادث.. والأقباط آمنون بنسبة 100 %.. ولا يوجد تقصير أمنى فلم يكن بمقدوره فعل شىء لمنع وقوع المذبحة».. تصريحات الأنبا مرقس تكتسب أهميتها من أن الرجل ليس أحد الوزراء فى الحكومة ولا وزير الداخلية ولم تعينه الحكومة فى منصب رفيع أو تجزل له العطايا، بل من أعمدة الكنيسة، ومن القلائل الذين أعطاهم البابا الضوء الأخضر للتحدث مع الصحافة، كما تكتسب تصريحاته أهميتها من أنه يقدم أدلة واضحة وقاطعة ليؤكد صدق حديثه ومطابقته للواقع.


«الشروق» التقت الأنبا مرقس بمقر المطرانية فى شبرا الخيمة، وطرحت أسئلة حول هموم المصريين من أقباط ومسلمين بعد مذبحة الإسكندرية.. وإلى نص الحوار:

● ما تعليقكم على مذبحة الإسكندرية؟
ــ هذا الحادث أثر على جميع المصريين، حيث توافد المئات من المسئولين وأبناء الشعب من أسوان إلى مرسى مطروح لتقديم العزاء فى الضحايا، وهذا يدل على ما قاله الكتاب «أردتم بى شرا والرب أراد بى خيرا»، وهؤلاء الإرهابيون أرادوا أن يكون الحادث فتنة وانقساما بين أفراد الشعب فزاد التلاحم، وزال الخطر.

● ما تقييمكم لتأمين الشرطة للكنائس؟
ــ نحن ننسق مع الشرطة فى مسألة تأمين الكنائس، وننفذ كل ما تطلبه الآن بكل دقة، فعلى سبيل المثال طلب الأمن وضع حواجز حديدية أمام الكنائس ونفذنا، كما طلبوا عدم وجود تجمعات أمام الكنائس فمنعناها، كما طلبوا تركيب كاميرات وتوصيلها عبر الانترنت إلى أقسام الشرطة وتم تنفيذ ذلك. كما طلبوا تفتيش حقائب الداخلين للكنيسة، وتم تكليف أفراد الأمن فى الكنائس بتنفيذ ذلك، كما طلبوا تركيب بوابات كشف المفرقعات عند باب كل كنيسة وتم تنفيذه، ونفذنا كل ذلك..ونثق فى أن الله هو الذى يرعى ويحرس الكنائس.

● ما تقييمكم للإجراءات الأمنية قبل الحادث؟
ــ كانت الإجراءات عادية.

● ما الإجراءات التى كان يجب على الأمن اتخاذها لمنع وقوع الحادث وتقاعس عنها من وجهة نظركم؟
ــ اسأل الجهات الأمنية، فقد وصلتنا إخباريات على الانترنت من هجوم متوقع فى ليلة رأس السنة، لكن هل يعقل أن إنسانا يفجر نفسه، فإذا كان واحد واقف ويرغب فى تفجير نفسه، فهل يستطيع الأمن منعه من تفجير نفسه؟.

● هل يوجد تقصير أمنى أم لا؟
ــ لا يوجد أى تقصير أمنى، لأن العمل الانتحارى شىء لا يخطر على بال إنسان، خاصة أن من فجر نفسه غير معروف، ولو افترضنا أن الحادث تم بواسطة سيارة مفخخة فلا يمكن اكتشافها، والإرهابى الذى نفذ المذبحة ممكن يقتل أباه وأمه وأخواته لأنه كاره لنفسه ولحياته، ومن الصعب أن تضع الشرطة كلابا مدربة فى جميع الكنائس لتعرف ايا من المارة قد يكون حاملا لقنبلة، فنحن لا نعلم متى أو من سيقوم بالعملية، ونحن نثق فى قدرة ضباط البحث الجنائى وأنهم سيلقون القبض على المخططين فى هذه الجريمة.

● هل تعتقدون أنه ستتم معاقبة من ارتكبوا الحادث؟
ــ نعم إذا كانوا أحياء سيتم معاقبتهم، وإذا كانوا ماتوا فالرب سيعاقبهم لأنه قاض عادل، فستتم معاقبته فى الأرض ويوم الدينونة.

● بعض الاقباط يستغرب عدم صدور حكم حتى الآن فى قضية نجع حمادى؟
ــ الجرائم التى وقعت ولم يعاقب عليها الجانى تشجع ضعاف النفوس على ارتكاب جرائم أخرى، ومن لا يحب الحياة لنفسه لا يحبها للآخرين، ومع ذلك فإن العدل وتوقيع العقاب على المجرم دور فى منع تكرار الجريمة، والعدل السريع هو أفضل وسيلة لمنع ذلك. ومع أن المتهمين يحاكمون أمام محكمة أمن الدولة العليا طوارئ المعروف أنها سريعة فى أحكامها لكن الحكم لم يصدر، ولا أعرف إن كانت الفترة طويلة أم قصيرة لأن الأمر يتعلق بنواح فنية قضائية من اختصاص المتخصصين، ولكن توقيع عقاب سريع أمر مهم حتى تهدأ نفوس شعب مصر. وعلى المسئولين دراسة تغيير القوانين واللوائح كى تكون العدالة سريعة، وهذا ليس اختصاصى.

● لكن البطء فى التقاضى.. وانتظار المظلومين لسنوات فى المحاكم أمر يعانى منه جميع المواطنين؟
ــ بطء التقاضى منظومة عامة، فهناك أحكام تأخذ سنوات، فربما يظل القاضى يبحث فى القضية، لكن نحن نطلب أحكاما سريعة ودقيقة حتى تهدأ نفوس الضحايا وأسرهم.

● هل مذبحة الإسكندرية طائفية؟
ــ بها نوع من الطائفية، لأن الإرهابى ذهب إلى كنيسة واختار وقت القداس، ولم يذهب إلى جامع وقت صلاة الجمعة.

● ما اقتراحاتك حتى يتم تلافى تكرار الحادث؟
ــ لابد من دراسة الاحتقان الموجود حتى لا يدخل دخيل من خارج مصر لتنفيذ هذا الهجوم.

● ما مظاهر الاحتقان؟
ــ منها أن بعض الآباء المسلمين يمنعون أطفالهم من اللعب مع الأطفال المسيحيين، كما أن مناهج اللغة العربية بها آيات قرآنية يتعلمها الأقباط، وندرس تاريخ الإسلام، لكن المسلم لا يعرف تاريخ المسيحية ولا يدرس الإنجيل.

● هل أنت مع حذف الآيات القرآنية أم مع تدريس الإنجيل؟
ــ لا، لست مع حذف الآيات القرآنية، لأننى حفظت فى المدرسة آيات قرآنية كثيرة، واستفدت من ذلك كثيرا، وكنت مبسوطا من هذا حيث كان يمكننى التناقش مع زملائى الطلاب المسلمين، لكن زميلى فى المدرسة لا يعرف شيئا عن الإنجيل ولا شيئا عن دينى، وهذا يؤدى إلى جهل بالآخر، إنما أطالب بتدريس الدين المسيحى، وكذلك عمل برامج فى التليفزيون للفقهاء والكهنة حتى يعى المسلمون والمسيحيون مصادر دينهم الصحيحة بعيدا عن المتطرفين.

● لكن ألا ترى أن الحادث ليس طائفيا لأن من نفذه حتى لو كان مسلما قد لا يكون مسلما حقيقيا؟
ــ المنفذ، شخص عديم الدين، تماما مثل أى مسيحى يرتكب جريمة قتل، فهو أيضا عديم الدين.

● لكن فى باكستان والعراق يفجر الإرهابيون المساجد ويقتلون المسلمين، وهو ما يثبت أن الإرهابيين لا يفرقون كثيرا بين المسلمين أو المسيحيين؟
ــ نعم لوجود خلافات بين الإرهابيين، فهذا شيعى وذاك سنى، فهؤلاء يقتلون كل من يخالفهم فى الفكر، وهذا يكشف أن الإرهابيين لا يعنيهم أن هذا مسلم أو ذاك مسيحى، فهو يقتل من يخالفه، فهو شخص بلا دين، لكنه يسىء للدين الذى ينتسب له، ويتبرأ منه المسلمون، ولهم الحق فى ذلك لأنه لا يتبعهم دينا بل اسما فقط.

● ذكرتم الآن أن الإرهابى يقتل من يخالفه فى الفكر سواء أكان مسلما أم مسيحيا، وهو ما يثبت أن مذبحة الإسكندرية ليست طائفية؟
ــ لدينا جماعات إسلامية تقاتل بعضها بعض، ويمتاز الشعب المصرى بأنه ليس دمويا، وليس من طبيعته القتل، فلو اختلفنا ممكن نزعق أو نشتم لكن لا نقتل، بدليل أن ثورة 1952 كانت بيضاء لم تراق فيها قطرة دم واحدة، بينما ثورات البلدان الأخرى فيها قتل للرؤساء والملوك وحراسهم.

ومن طبيعة الشعب المصرى أنه يتكاتف مع بعضه فى وقت الأزمات، حيث يتم إنقاذ المصاب بغض النظر عن دينه، وهذا يثبت أن المسلمين والأقباط حبايب، ورأينا نقل قس بالفيوم لأمين شرطة مسلم للمستشفى.

● ألا ترى أن ضحايا الإرهاب منذ التسعينيات حتى الآن أكثرهم مسلمون؟
ــ نعم، الإرهابيون قتلوا العشرات من المسلمين من لواءات شرطة ومسئولين مثل رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب الراحل، كما حاولوا قتل العديد من المسئولين المسلمين مثل رئيس الوزراء الأسبق عاطف صدقى ورئيس مجلس الشورى صفوت الشريف عندما كان وزيرا للاعلام.

● لكن يلاحظ أن غالبية الأحداث التى يطلقون عليها طائفية هى أصلا نزاعات دنيوية على أرض مثل أزمة دير أبوفانا ويتصادف أن يكون طرفا النزاع مختلفين فى الديانة، فيتم توصيف النزاع على أنه طائفى؟
ــ هذه خلافات ين مصريين وليست بين مسيحيين ومسلمين لأن الدين ليس طرفا أو سببا لما حدث، فهذه الخلافات تحدث بين أبناء العائلة الواحدة، بل إن الأخ يقتل شقيقه من أجل المال.

● إذن ما حدث فى الإسكندرية لم يكن هجوما من جماهير مسلمة على جماهير مسيحية حتى نصفه بالمذبحة الطائفية، بل طرفاه مجرمون ومسيحيون؟
ــ لكنه استهدف مسيحيين.

● لكن نفس هذه المجموعات تقتل المسلمين، فالديانة هنا عنصر محايد؟
ــ المسلمون يتبرأون من الفاعل، لكنه طائفى فمثلا فى حادث نجع حمادى فإن المتهم مسجل خطر هو حمام الكمونى، ولكنه قصد الكنيسة وقتل المسيحيين، فهو حادث طائفى بدليل أنه لم يتوجه إلى مسجد.

● ولكن هذا المتهم هتك عرض مسلمة وسرق عشرات المسلمين بالإكراه، فضحاياه بالأساس كانوا مسلمين؟
ــ هو اتجه للكنيسة وليس للمسجد واتجه للمسيحيين وليس للمسلمين، وهو فى بطاقته مسلم.

● لكن لو فعلها مسيحى، فهل معنى ذلك أن المسيحيين يتحملون مسئولية انحرافه؟
ــ سأتبرأ منه فورا، ولا يتبعنا فى الكنيسة، فهو لا يعبر عنا.

● بعض الأقباط يقولون إنهم غير آمنين؟
ــ غير صحيح على الإطلاق، الأقباط آمنون تماما بنسبة 100 %، ومصر آمنة، ونحن الكهنة نسير فى الشارع ذهابا وإيابا ولا يتعرض لنا أحد، حيث يتفقد الكهنة منازل الأقباط للقيام بالمهام الدينية ويقابلهم المسلمون بكل تقدير واحترام.

● هل حدث أى تعرض لمنازل المسيحيين؟
ــ إطلاقا، بل أؤكد لك أننى عندما أسير فى الشارع مع القساوسة فإننا نجد كل تقدير واحترام وكرم من المسلمين، ويدعوننا إلى تناول الطعام معهم، وهذه هى طبيعة شعب مصر. بل حضر لى فى انتخابات مجلس الشعب عام 2000 مرشح جماعة الإخوان المسلمين، وقلت له سمعتك جيدة وكلنا نحبك، ولكن عندما ترفع شعار «الإسلام هو الحل» فبعض الأقباط لن ينتخبوك، والأفضل أن تقول حب الدين هو الحل، ولذلك طلبت من المسيحيين انتخاب محمد عودة عضو مجلس الشعب حاليا، رغم أن هذا مخالفة منى، لأنه لا يجوز لى التدخل فى الأمور السياسية، ولكن ما دفعنى لتأييد محمد عودة هو أنه يشبه شيخ عرب يحل المشاكل، وعندما تحدث مشكلة، يتدخل ويحلها، والجميع يرضى حكمه مسلمين أو مسيحيين.

وللأسف انتشرت دعوات على الانترنت تدعو المسلمين بعدم تهنئة المسيحيين بعيد الميلاد المجيد، وشيخ الأزهر رد عليهم بأن التهنئة واجبة على المسلمين، وهذا يذكرنى بما حدث من الشيخ خالد الجندى حيث قال لأحد المسلمين فى برنامج على التليفزيون لا تقبل هدية «بابا نويل»، فقلت تصريحا صحفيا ذكرت فيه أننى كنت أتمنى منه أن ينصح المسلم بقبول الهدية ويرد بهدية أخرى، فقال كلاما سيئا بحقى، والتقيته بعد ذلك فى مناسبة عزاء وتصادف جلوسه بجوارى، وقال إنه سمع من الحضور أن اسمى الأنبا مرقس، ولكنه لم يتذكر الواقعة، ولم أحاول تذكيره، وطلب منى أن ندعو سويا ألا يكون اليوم التالى هو أول أيام رمضان لأنه كان له جدول عمل ومسافر إلى دولة أخرى، وكان يخشى من حدوث اضطراب فى عمله، ثم ذهب للصلاة وعاد وقال ربنا استجاب لدعائنا ثم صارت صداقة بيننا.

● ما رأيك فى رفض البطريركية بالإسكندرية استقبال المسلمين لتلقى التهانى كما ذكروا فى بيان أصدروه؟
ــ بسبب حزنهم الشديد، لكن فى كنائس شبرا نقبل زيارة المسلمين للعزاء والتهانى، والبابا شنودة نفسه أعلن ترحيبه بتهانى المسلمين وحضورهم للمقر البابوى، فالموضوع وجهات نظر، فقد يرى أسقف محافظة أمرا، ويرى أسقف المحافظة الأخرى شيئا مختلفا.

● ما صحة ما نشرته بعض مواقع الانترنت عن وجود جهات مجهولة ترسل رسائل على المحمول للأقباط بالتظاهر فى وقت محدد وموعد محدد؟
ــ لا أعرف مدى صحة ذلك من عدمه، ولم تصلنى هنا فى الأسقفية أية رسائل ولم يخبرنى أحد بذلك.

● وهـل مظاهرات الأقباط داخل الكنائس عفوية أم منظمة؟
ــ لا أعرف.

● وهل المظاهرات التى اندلعت فى نطاق الكنائس التابعــة لكم كانت عفويــة أم هناك منظمون لها؟
ــ أنا شخصيا لم أنظمها، بل اتصل بى من يبلغنى أنه خرجت مظاهرة، فقلت له احذر من اندساس البعض واستغلاله للمظاهرة، وطلبت منه الخضوع للأمن والتزام تعليمات الشرطة، وقلت لهم شعاراتكم لا بد ان توافق عليها الدولة، وإياكم وتعطيل المرور أو الاعتداء على السيارات، ويجب أن تكون الهتافات موحدة للجميع مثل «لا للإرهاب»، و«مصر بلد واحدة»، وبالفعل الشرطة حمت المظاهرة ورافقتها لتأمينها، وحدث أيضا أن بعض الأشخاص تزعموا المظاهرة لدرجة أنك تتعجب عندما تعرفهم ( يقصد محمد البلتاجى عضو مجلس الشعب سابقا عن الإخوان المسلمين)، وانضم لها المسلمون وهتفوا «عاش الهلال مع الصليب»، وعموما المظاهرات وسيلة مشروعة وهى من وسائل التعبير، لكن المشكلة فى استغلال البعض لها استغلالا سيئا، فقد تخرج عن نطاق السيطرة، ويتم ترديد هتافات سيئة لا يقبلها مسيحى أو مسلم.

لكن تعطيل العمل أو المرور أو الاعتداء على الآخرين مرفوض تماما من قبل الكنيسة وأى اعتداءات حدثت من متظاهرين مسلمين أو متظاهرين مسيحيين فأنا أرفضه تماما.

ونحن لا دخل لنا بالخلافات السياسية، حتى إن أحد أقطاب المعارضة زارنى ضمن آخرين، وقال لى إن الحكومة هى السبب، فقلت له الحكومة بريئة تماما، لأن الحكومة لم تطلب من الإرهابى تفجير نفسه، والحكومة ليس بيدها شىء لمنع هذا العمل الإجرامى، لأنه ليس بمقدورها أن ترسل مخبرا وراء كل مواطن كى تتأكد من أنه لن يفجر نفسه أو تخصص له كلب حراسة كى تعرف ما إذا كان يحمل متفجرات من عدمه، وبصراحة الحكومة بريئة.

● لكن بعض الأقباط قطعوا الطرق وأتلفوا بعض السيارات فى خلال المظاهرات؟
ــ من فعلوا ذلك أشرار، ولا علاقة للكنيسة بهم، ولا نعرفهم.

● ما رأيك فيما تعرض له الوزراء وشيخ الأزهر من اعتداء فى المقر البابوى خلال تقديمهم واجب العزاء للبابا شنودة؟
ــ لم أكن موجودا لأعرف مدى صحة ذلك، ولكن لا يمكن لقيادات الكنيسة أن توافق على ذلك، بل عند تشييع جنازة ضحايا الإرهاب، فرح المشيعون جدا بحضور الوزراء والمسئولين، باستثناء المحافظ حيث رددوا هتافات ضده.

● كيف يمكن حل مشكلة بناء الكنائس؟
ــ نرغب فى بناء الكنائس دون تعقيد، والحق يقال إنه فى عهد الرئيس مبارك تم الترخيص لكنائس كثيرة، لكن هناك كنائس لم نتمكن من الحصول على ترخيص لها لأن طلباتنا قد لا تصل للرئيس بسبب الروتين، فأنا لم أحصل على ترخيص ببناء كنيسة منذ 32 سنة، ولم أطلب لعدم توافر قطعة أرض ينطبق عليها الشروط القانونية حيث إن الأراضى زراعية، وهم يحتاجون أراضى مبان مسجلة بالشهر العقارى.

● هل تقترح أن تكون هناك دار عبادة لكل عدد من المواطنين؟
ــ لا، لأنه ممكن فى قرية صغيرة يكون هناك مجموعة تحتاج إلى كنيسة صغيرة، وشيخ الأزهر الراحل قال إن من حق كل إنسان أن يكون له دار عبادة.

● لكن فتح الباب على مصراعيه لبناء دور العبادة سيؤدى إلى تسابق بين المسلمين والمسيحيين فى تحويل المنازل إلى كنائس ومساجد وحدث ذلك فعلا فى بعض الحالات؟
ــ نحن ككنيسة ليس لنا غاية فى بناء كنائس كثيرة دون داع، فلا توجد لنا الأموال لذلك.

● لكن توجد هناك جهات خارجية يمكن تمول عمليات البناء والبناء المضاد؟
ــ نحن ليس معنا الأموال لبناء كنائس كثيرة، فقط ما يحتاجه السكان، وأنا مبسوط لتجاور الكنائس والمساجد حتى يعبد المصريون ربنا ويصلوا له.

● ألا ترى أن إطلاق بناء دور العبادة قد يؤدى إلى اندلاع خلافات بين الطوائف المسيحية مثل بناء كنائس متجاوزة للتنافس على زيادة أتباع كل مذهب؟
ــ ساعتها الدولة ليس لها علاقة بما بيننا.

● لكن الخط الهمايونى بوقف بناء الكنائس استصدرته الكنيسة الأرثوذكسية من السلطان العثمانى لمنع الكاثوليك والإنجيليين من بناء كنائس لهم باعتبارهم مذاهب واردة؟
ــ لم يكن هناك كاثوليك ولا إنجيليون، ومن وضع الشروط العشرة لبناء الكنائس هو العزبى باشا وكيل وزارة الداخلية.

● الكاثوليك والإنجيليون جاءوا مع الحضور البريطانى والفرنسى فى المنطقة العربية، والهدف هو منعهم من أن تكون لهم كنائس يبشرون من خلالها بين الأرثوذكس؟
ــ لو تم إطلاق بناء الكنائس فلن نبنى إلا ما نحتاجه فقط.

● ما تقييمك لاندلاع مظاهرات قبطية فى المنيا منذ شهرين للضغط على الشرطة كى تعيد زوجة لزوجها الكاهن؟
ــ أنا لا علاقة لى بهذا الموضوع، ولا تعنينى كاميليا شحاتة زوجة الكاهن، وأنا ضد تدخل الشرطة فى الأمور الأسرية.

● هل ترى أن الأقباط يقحمون الشرطة بمظاهراتهم المتكررة فى مشاكل ليست من اختصاصهم مثل حل الخلافات الأسرية داخل عائلات القبطية؟
ــ لا تنس أن هناك 17 مظاهرة خرجت فى المساجد أساءت للبابا شنودة، وشاهدت ضباط الشرطة يقفون بجوار المتظاهرين وهم يحملون لافتات دون أن تحرك الشرطة ساكنا.

● وماذا تطلب من الشرطة؟
ــ اسأل الشرطة فى ذلك، لا تدخلنى فى هذا الموضوع، وكان يمكن منع هذه اللافتات المسيئة.

● هل تؤيد أن تعتقل الشرطة المتظاهرين المسلمين؟
ــ على الأقل تقول لهم عيب، وتمنعهم من الهتاف ضد الحكومة والرئيس مبارك، وعموما أنا لا أقول ماذا تفعل الشرطة.

● لكن الشرطة تعاملت بسلبية مشابهة مع مظاهرات الأقباط، حيث كانت هناك هتافات مسيئة ولم تفعل شيئا، فقد سمحت لكل طرف بالتظاهر وعاملتهما على قدم المساواة؟
ــ هذا خطأ.

● لماذا لم يقتصر خروج المظاهرات على الأرثوذكس فقط، بينما لم تخرج مظاهرات للكاثوليك وللإنجيليين للمطالبة ببناء كنائس لهم أو أن زوجة كاهن أسلمت؟
ــ لأن تعدادهم قليل، بينما تعدادنا كبير بالملايين، فليسوا بحاجة لكنائس بنفس العدد، وعدد الطائفتين لا يزيد بأى حال على مليون مسيحى، بينما عدد الأرثوذكس يزيد على 12 مليون نسمة.

● لكن على الأقل لم تحدث ولا مظاهرة ولو بالنسبة والتناسب فى عدد السكان، فهل يرجع ذلك لوجود مشاكل داخلية لدى الأرثوذكس يجرى تنفيسها باتجاه الدولة؟
ــ ليس لدينا مشاكل.

صابر مشهور

ليست هناك تعليقات: