الأربعاء، ١٢ يناير ٢٠١١

يعتقد أنه وراء تفجير الكنيسة.. الأمن يسعى للوصول لـ "رجل الفيديو" ويطلب تفاصيل المكالمات والرسائل النصية في مكان الحادث

كشفت مصادر مطلعة على مجريات التحقيقات في حادث تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية

عن وجود انقسام بين المحققين الأمنيين خلال التحقيقات الجارية حول الجهة التي يُشتبه بأنها تقف وراء الحادث، في ظل عدم العثور على دلائل قوية حتى الآن من شأنها أن تبدد الغموض الراهن حول ملابسات التفجير الذي أودى بحياة 23 شخصًا وأكثر من 90 جريحًا.

ويعتقد البعض بقوة أن عناصر تعتنق فكر تنظيم "القاعدة" موجودة فى مصر هي التي نفذت الهجوم، استنادا إلى تهديدات صدرت في مطلع نوفمبر الماضي عن عناصر تابعة للتنظيم في أعقاب حادث كنيسة النجاة بحي الكرادة ببغداد، واستنادا إلى أن الحادث يحمل نفس أسلوب وطريقة "القاعدة" في عملياتها السابقة.

في المقابل تدور احتمالات حول فرضية تورط المخابرات الإسرائيلية "الموساد" بشكل غير مباشر عن طريق استخدام عناصر من أقباط المهجر، أو تورط عناصر تابعة له أو مدعومة منه في التفجير.

ويستند هذا الفريق إلى اعتراف عاموس يادلين، الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان" في أكتوبر الماضي خلال تسليمه مهامه لخلفه الجنرال آفيف كوخفي، بنجاح جهازه في تصعيد التوتر والاحتقان الطائفي في مصر.

وتؤكد المصادر، أن جهات التحقيق تحقيق تعتقد بشكل راسخ أن الوصول إلى الشخص المجهول الذي أظهرته اللقطات المصورة وهو يدخل إلى قاعة الكنيسة قبيل دقائق من انتهاء القداس، ثم فر هاربا خارجها فور سماع صوت الانفجار سيحل لغز الحادث، ويكشف غموضه، ويقود إلى الوصول إلى الجهة المنفذة له.

ويظهر هذا الشخص وهو يضغط على جهاز تليفون محمول، أو ريموت كنترول بيده قبل ثانية واحدة من الانفجار، ثم فر هاربا فور سماع صوت الانفجار، وهو ذو بشرة بيضاء، عريض الجبهة بسبب صلع في مقدمة الرأس.

وأكدت المصادر أن جهات التحقيق على قناعة تامة أن التفجير تم من على بعد بواسطة هذا الشخص، الذي ربما يكون دخل الكنيسة للاحتماء من شدة الانفجار. وأشارت إلى أن أجهزة الأمن استعانت بخبراء فى علم النفس لتحليل سلوك وتصرفات هذا الشخص في الدقيقة التي ظهر بها في اللقطات المصورة.

وقال الخبراء إن "هذا الشخص كان يتحرك بطريقة توحي بما لا يدع مجالا للشك أنه ينوى فعل شيئًا غير طبيعي، كما أنه أظهر ثباتا ملحوظا في رد الفعل، الأمر الذي يؤكد أنه كان يتوقع لحظة الانفجار"، كما نقلت المصادر.

وذهبت التحليلات إلى أن هذا الشخص كان على درجة عالية جدا من التدريب، وأنه كان يعرف خطواته داخل الكنيسة سواء عندما دخل ووقف بطريقة وفرت له ساترا من الناحية اليسرى، أو عندما فر هاربا بعد سماع صوت الانفجار.

وأكدت المصادر أن أجهزة الأمن تسعى إلى الوصول إلى هذا الشخص المشتبه وإن اعترفت بصعوبة ذلك، حيث ترجح أن يكون فر خارج البلاد، في الوقت الذي امتنعت فيه عن تفسير لماذا لم تعلن أجهزة الأمن صورة هذا الشخص بعد أن وصلتها لقطات الفيديو المصورة التي تظهره

وطلبت جهات التحقيق الأمنية التي تتولى التحقيق من المسئولين عن الاتصالات بيانًا بجميع أرقام الهواتف المحمولة - التي كانت فى نطاق منطقة الكنيسة بشارع خليل حمادة - التي أرسلت أو استقبلت مكالمات هاتفية أو رسائل نصية اتصالات الساعات التي سبقت وتلت الانفجار ، وكذا معرفة أصحاب تلك الأرقام.

على جانب آخر تفرض أجهزة الأمن حراسة مشددة على أحد المصابين فى الحادث ويدعى إسلام كمال، والذي يعاني من غيبوبة منذ وقوع الحادث، حيث تأمل النيابة إلى الاستماع لأقواله هو وعدد من المصابين لا تسمح حالتهم الآن بالإدلاء بأقوالهم.

وتأمل جهات التحقيق أن تأتى شهادته عند الإفاقة من الغيبوبة كاشفة للحظات التي سبقت الانفجار لتقدم تفسيرا عن كيفية وقوع الحادث.

واعترف المصادر بأن جهات التحقيق تعمل تحت ضغط نفسي كبير لتخوفها من قرارات عقابية شديدة ستطول كبار القيادات الأمنية في حالة الإخفاق فى التوصل إلى منفذي الجريمة خلال الأيام القادمة، بالإضافة إلى الضغوط التي ولدها وفاة الشاب السلفي السيد بلال أثناء استجوابه داخل مقر مباحث أمن الدولة للإدلاء بمعلومات تقود إلى الوصول للجناة.

فى سياق متصل حصلت "المصريون" على أحد أفلام الفيديو الموجودة حاليا على الانترنت التي صورها البعض أمام الكنيسة بعد ثوان من حدوث الانفجار ويسمع فيه أحد الشباب يقول أن سيارة هي التي انفجرت، وليست قنبلة.

ليست هناك تعليقات: