الأحد، ٩ يناير ٢٠١١

حادث القديسين تم بتدبير غربي.. الأنبا إبرآم


كرّم الأنبا إبرآم، أسقف عام الفيوم والجيزة، وعضو المجمع المقدس، القس سمعان راعي كنيسة النزلة، بعد أن أنقذ الشرطي شعبان عبد العزيز أيوب، المكلف بحراسة كنيسة قرية النزلة بمركز يوسف الصديق بالفيوم، إثر إصابته بأزمة صحية مفاجئة أثناء وجوده بالخدمة.

جاء ذلك خلال احتفالات عيد الميلاد المجيد، بحضور الدكتور جلال مصطفي سعيد محافظ الفيوم واللواء مرسى عياد مساعد وزير الداخلية مدير أمن الفيوم وأحمد صبري البكباشي رئيس المجلس المحلي بالفيوم وأشرف الروبي أمين الحزب "الوطني" بالفيوم وجميع أعضاء المجالس الشعبية والقيادات التنفيذية بالمحافظة.

وكان القس قام فور إصابة الشرطي بحالة ضيق في التنفس وإغماء تام داهمته أثناء تأديته خدمته بالكنيسة فقد على إثرها وعيه بنقله بسيارته الخاصة إلى إحدى المستشفيات الخاصة بمدينة الفيوم، وتكفل بمصروفات علاجه وأعاده إلى منزله بمدينة أبشواي.

واعتبر الأنبا إبرآم، أن الواقعة تحمل رسالة للعالم أجمع على وحدة الشعب المصري، والوقوف والتصدي لمواجهة أي خطر يهدد أمن واستقرار مصر.

وأضاف إن ما حدث في كنيسة القديسين بالإسكندرية كان بتدبير غربي، لكنه تم تنفيذه بأيد مصرية وبعناصر متطرفة لا دين لها ولا وطن، هدفها الوحيد هو النيل من مكانة وكرامة مصر وزعزعة استقرارها ووحدتها، وخلق نوع من الفتنة بين أبنائها وصولا إلي الهدف الأكبر الذي يسعون إليه وهو شق وحدة الصف المصري إلى فرقتين متناحرتين: مسلمة وأخرى مسيحية.

وحذر الأنبا إبرآم من أن "ما حدث في كنيسة القديسين بالإسكندرية بالأمس سوف يتكرر غدًا في المسجد إن لم نتصد لوحش الإرهاب الكاسر".

واعتبر أن "تفجير الإسكندرية سببه قتل روح الانتماء لدى شباب الوطن الواحد المسلمين والأقباط حتى هانت عليهم مصر وأصبحوا صيدا سهلا لعصابات إجرامية ومنظمات أجنبية مشبوهة هدفها الوحيد تنفيذ مخططات وأجندات أجنبية مدروسة ضد مصر فنفذوا عمليات إرهابية فريدة من نوعها على أرض مصر كما حدث بالإسكندرية".

وأضاف إن "روح الوطنية والانتماء قتلت تماما لدي الشباب بسبب فشل العملية التعليمية التي خرجت جيلا أميا لا يعرف شيئا عن تاريخ وطنه ولا نماذج الوحدة الوطنية المشرفة في ثورة 1919 وثورة يوليو 1952 وحروب الاستنزاف وحروب التحرير ضد الإنجليز وحرب أكتوبر الخالدة في 1973 التي اختلط فيها الدم المسلم بالدم المسيحي".

وتابع "لذلك لابد من إعادة النظر في مناهج التعليم وإبراز هذه النماذج لإعادة روح الوحدة والانتماء والتماسك بين نسيج الوطن الواحد الذي عاش وما زال يكافح يدا بيد".

ورأى أن ضعف وفشل بعض الأحزاب السياسية في أداء دورها أدى إلى تعميق الفجوة بين المصريين ونتج عنه خروج أفراد وجماعات إسلامية ومسيحية تنادي بتأسيس حزب إسلامي وخروج أفراد وجماعات مسيحية تنادي بإنشاء حزب قبطي.

وقال إن كلاهما على باطل، لأن "إنشاء حزب إسلامي أو حزب قبطي معناه تعميق الفجوة بين أبناء الوطن الواحد وشق وحدة الصف المصري ما بين مسلم ومسيحي وهذا أمر خطير لا تحمد عقباه"، على حد قوله.

وأضاف إن "ضعف وفشل الأحزاب السياسية في مصر أدى إلى قتل الروح الوطنية ووأد روح الولاء للوطن الحبيب حتى أصبح الشباب يجهلون تاريخ مصر وزعماء مصر لدرجة أنني ألتقي بالشباب المسلم والمسيحي ويدفعني فضولي إلى العبث في تليفونه المحمول أو في حافظة نقوده لاطلع على طريقة تفكيره وتطلعاته فأجد هاتفه أو حافظة نقوده بها العديد من صور المطربين والفنانات والفنانين ولاعبي كرة القدم، ولكني لم يصادفني مرة واحدة أنني وجدت شابا يحمل صورة الرئيس مبارك الذي يفني عمره من أجل مصر، ولم أجد شابا يحمل صورة قداسة البابا شنودة أو صورة فضيلة الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، لأنه فقد القدوة التي توجهه إلي الطريق الصحيح وأصبح نجوم الفن والكرة هم فقط قدوته".

وقال أسقف عام الفيوم والجيزة "قبل حادث الإسكندرية كنت أظن أنني أحب الكنيسة عن مصر، لكن عندما سالت دماء الشهداء المصريين أمام كنيسة القديسين تأكدت أنني أحب مصر عن الكنيسة وأن مصر مقدمة على كل شيء".

وأكد الأنبا إبرآم، إن سبب الاحتقان الطائفي الذي يتنامى الآن بين أبناء الوطن الواحد هو غياب القدوة في المنزل والمدرسة والمسجد والكنيسة، فهناك مدرس يحرض التلاميذ على نبذ زميله القبطي، وهناك أب مسيحي يحرض تبنه على عدم الوفاء لزميله المسلم ويلقنه معلومات خاطئة بأنه عدو له، وهناك إمام متشدد يلقن البسطاء من المسلمين على المنابر أن عداء الأقباط جهاد في سبيل الله، وهناك قس في الكنيسة يلقن البسطاء من الأقباط أن المسلمين أعداء الدين والوطن وكلاهما على باطل.

وتابع "لابد من عودة القدوة في الأسرة والمنزل والمدرسة والمسجد والكنيسة، حتى تخرج لنا مصر الشيخ الذي يخطب في الكنيسة والأب الذي يخطب في الأزهر الشريف كما كان في ثورة 1919 عندما صعد القمص سرجيوس فوق منبر الأزهر الشريف يخطب في الجماهير ويلهب حماسهم ووحدهم تحت لواء واحد لمقاومة الاحتلال الإنجليزي، حتى أطلق عليه الزعيم سعد زغلول لقب خطيب مصر أو خطيب الثورة الأول".

وختم محذرا من أن "مصر مستهدفة وأن الغرب والعالم يحسد مصر علي مكانتها الجغرافية والسياسية والإستراتيجية، ولذلك يريدون تدميرها فلابد أن نستفيق ونوحد الصفوف ضد هذا العدو المجهول".

ليست هناك تعليقات: