الأحد، ٢٣ يناير ٢٠١١

د. نبيل لوقا :

حذر الدكتور نبيل لوقا بباوي وكيل لجنة الثقافة والإعلام والسياحة بمجلس الشوري المصري والقيادي بالحزب الوطني من خطورة ما يحاك لمصر فى الظروف الراهنة من مؤامرات تشارك فيها جهات من الداخل والخارج .

مؤكدا علي ضرورة التكاتف لإطفاء نيران الفتنة المشتعلة باعتبار أن الوحدة الوطنية هى السبيل الوحيد لمواجهة الأثار السلبية التى نجمت عن تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية .

جاء ذلك في كلمته أمام الندوة التي عقدها المجلس المصري العربي للتنمية البشرية والبيئية بالتعاون مع جريدة "الصباح العربي".

تحت عنوان "سبل تدعيم الوحدة الوطنية" يوم الاربعاء في مقر المجلس في القاهرة .

وأضاف بأنه يجب علي المصريين أن يدركوا بأن هناك من يريد زعزعة استقرار مصر ووحدة هذا الشعب عن طريق الأجندات الخارجية والداخلية من خلال الوقيعة بين المسلمين والمسيحيين من ناحية ، و السنة والشيعة من ناحية أخرى .

مدللا علي ذلك بتصريح الجنرال "بادين " رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية السابق" بأن إسرائيل تنفق المليارات سنويا للوقيعة بين أقباط مصر ومسلميها فيما يعد إعترافا رسميا بمسئوليتها عن الأحداث الأخيرة .

وأشار إلي أن هناك جهات خارجية أخرى تريد العبث باستقرارنا بدليل وجود شعارات دينية متعصبة من كلا الجانبين المسلم والمسيحي ودلل علي ذلك بأنه فور وقوع حادث كنيسة "القديسين" انطلقت مظاهرات تنادى بفداء الصليب واخرى تؤكد أن القرآن دستورنا .

الشعور بالفزع

ولفت بباوي إلي أنه شعر بالفزع عندما رفع متظاهرون فى شبرا شعار "يحيا الصليب" ، واعرب عن سعادته من أن هذه المظاهرات لم تأخذ وقتا طويلا فسرعان ما هدأت الامور وتم اعادة صياغة المنظومة وظهر المعدن الأصيل للمصريين.

وهو ما رأيناه جميعا يوم عيد القيامة من تواجد فتيات يرتدين الحجاب وشباب مسلم يقفون أمام الكنائس ، كدروع بشرية ويحملون الشموع رافعين شعار " مصيرنا هو مصير إخواننا المسيحيين".

و أكد بباوى علي سماحه ووسطية الإسلام واحترامه لحقوق الآخرين ، مشيرا إلي أحاديث الرسول ومنها قوله " من آذى ذمياً فأنا خصمه يوم القيامة " .


اسرائيل وراء حادث القديسين

ونصح من يريدون نشر الإسلام أو التبشير بالمسيحية بالذهاب إلي 4 مليارات نسمة يعيشون علي ظهر الكرة الأرضية ، ممن لا يعترفون بوجود إله من الأساس ويعبدون البقر والشمس والكواكب ليمارسوا معهم أنشطتهم .

ونبه إلى ضرورة اهتمام التربية والتعليم بحل مشكلة المناهج التي تغذى روح الطائفية ، فالديانات السماوية جميعها دعت الى المحبة والسماحة ولا يوجد دين يدعو الى العنف .


واوضح أن هناك الكثير من الآيات سواء فى الإسلام أو المسيحية تدعو لذلك ففى القرآن " وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ " وفى " إنجيل متى " ليروا أعمالك الحسنة فيمجدوا أباكم الذي فى السماوات ".

آليات وأد الفتنة

وعن الآليات الواجبة لتفادى الأزمة قال بباوى إن الخطاب المعلن لابد أن يكون خطاب تهدئة ويجب أن نعمل على امتصاص انفعالات الشباب ,وأن "تشخصن" القضية و نبتعد كل البعد عن التعميم .

إلي جانب العمل علي مواجهة الفكر بالفكر ، وأن يكون التعيين في وظائف الدولة على أساس معيار الكفاءة والتخصص والبعد عن التمييز على حسب الجنس أو الدين أو اللون .وضرورة الكشف علي كل من له أهداف خبيثة للرأي العام .

و طالب المسيحيين في مصر بالتوجه بمشكلاتهم إلى المحاكم والجهات المختصة التابعة للدولة وليس الكنيسة فى القضايا السياسية والإحتماعية .

مؤكدا أن مصر دولة مدنية وأن الاحتماء بالرموز الدينية خطأ كبير يؤثر على الطابع المدني للدولة في مصر .

وشدد علي ضرورة التعجيل بحل المشكلات التي يعانى منها جميع المصريين والاعلاء من "مبدأ المواطنة "منوها إلى أن أزمة دور العبادة تم ترحيلها منذ عام1856 .

معربا فى الوقت نفسه عن رفضه التام لصدور قانون موحد لدور العبادة الإسلامية والمسيحية نظرا لاختلاف طبيعة المسجد عن الكنيسة كاشفا النقاب عن مبادرته بتقديم مشروع قانون إلي مجلس الشورى يتيح لكل تجمع مسيحي فى حدود 500 نسمة الحق فى بناء كنيسة.

لافتا إلي أنه يوافق علي فكرة المجلس العربي للتنمية البشرية والبيئية تحت عنوان الوحدة الوطنية وانه سيتبنى الفكرة ويسعي للحصول علي موافقة ودعم المسئولين عليها .

الاسلام دين التسامح

ومن جانبه قال حسين شمردل الأمين العام للمجلس العربي المصري للتنمية البشرية والبيئية بأن بداية التمايز بين المسلمين والمسيحيين فى المجتمع المصري كانت مع الحروب الصليبية .

عندما غزا الصليبيون المشرق وهم يرفعون الصليب شعارا لهم مما خلق وعيا مضادا بالهوية الدينية وأضاف أن الإسلام يقدس كل الديانات السماوية ويتعايش معها وهناك الكثير من الأمثلة فى التاريخ الإسلامي التي تؤكد احترام الإسلام للمسحيين .

واشار إلي أن الخليفة عمربن الخطاب عندما ذهب إليه احد الأقباط يشكو من قيام إبن عمرو بن العاص حاكم مصر بضرب ابنه فما كان من أمير المؤمنين إلا أن أمر بقيام ابن القبطي بضرب ابن حاكم مصر مثلما ضربه..

كما أن القرآن نفسه قال بأن النصارى هم أقرب الناس مودة للمسلمين ، مشيرا الى قناعته بأن الآية التي يتمسك بها بعض المسلمين التى تقول "لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة"لا تنطبق إلا على طائفة محددة من المسيحيين وهي التي لا تعترف بوحدانية الله .

ومن هنا جاءت هذه الندوة لكى نحدد من خلالها سبل تدعيم الوحدة الوطنية وسنعمل جاهدين على تفعيل الآليات التي سنتفق عليها .

خاصة وإننا أصدرنا من قبل بيانا طالبنا فيه بإقامة مؤتمر للوحدة الوطنية تحت رعاية البابا شنودة والشيخ احمد الطيب شيخ الأزهر وان يكون هناك عيدا لهذه الوحدة يجمع بين المصريين .

الفتنة مخطط إسرائيلي
من ناحيته أكد أحمد أمين عرفات المشرف على النشاط الثقافي بالمجلس العربي المصري للتنمية البشرية والبيئية بأن مصر مستهدفة من قبل الكثيرين الذين يريدون ان تعم الفوضى وعدم الاستقرار فى المنطقة العربية بأسرها.

لافتا الانتباه إلي أن زعزعة الاستقرار هو الطريق لانهيار الشرق العربي كله لتفتيته إلي كيانات ودويلات علي أسس عرقية وإثنية ومذهبية لتحقيق أهداف المشروع الصهيوامريكي للهيمنة علي المنطقة وثرواتها وإقامة إسرائيل الكبري من النيل للفرات.

وأشار إلي أنهم حاولوا بمختلف الحيل والمؤامرات النيل من مصر فلم يستطيعوا لذا وجهوا سهامهم الى ضرب جناحي الامة وهم المسلمين والمسيحيين وبث الفتنة فيما بينهما واذا كانوا قد نجحوا بعض الشئ إلا إننا نسعى للوقوف ضد كل ما يفرق بيننا ويؤثر علي وحدتنا وتماسكنا .

ومن جانبه أكد أحمد عبد الرحمن نائب رئيس مجلس الإدارة عن استمرار نشاط المجلس الساعي لتدعيم الوحدة الوطنية وإعادة اكتشاف الهوية الوطنية .

مشيرا إلي أن المجلس بصدد إقامة مؤتمر للوحدة الوطنية تحت عنوان "الدين لله والوطن للجميع " يشارك في فعالياته كل الرموز المسيحية والاسلامية في مصر .

يذكر أن المجلس المصري العربي للتنمية البشرية والبيئية منظمة أهلية خاضعة لوزارة التضامن الإجتماعى ويتولى رئاسته الناشط الإجتماعى عبد الغنى صلاح.

ليست هناك تعليقات: