الأربعاء، ١٢ يناير ٢٠١١

شبهت العلمانيين بـ "هجاصين الفرح".. مبادرة لـ "الجماعة الإسلامية" ترفض سياسة "المجاملات" وتدعو الكنيسة للاعتراف بالتطرف المسيحي


استنكر الدكتور ناجح إبراهيم، منظّر "الجماعة الإسلامية" ردود الفعل تجاه التفجير الذي استهدف كنيسة القديسين بالإسكندرية من جانب من "قلة غير مسئولة" عملت على استغلال الحادث "للتشفي من كل ما هو إسلامي"، فيما وصفه بأنه "ابتزاز رخيص للإسلام والأوطان" من قبل هؤلاء.

وشبه ردود الفعل هذه بأنها مثل "هيصة فرح ابن العمدة"، حين يقوم المدعوون بإطلاق "الأعيرة في الهواء دون فائدة"، مشيرًا إلى المطالبات في أعقاب الحادث بإلغاء التربية الإسلامية بالمدارس، أو توحيدها في كتاب واحد مع التربية المسيحية، وإلغاء الصفحات الدينية بالصحف، وكذا البرامج الدينية بوسائل الإعلام بدعوى محاربة "التطرف".

وأضاف في تعليق نشره موقع "الجماعة الإسلامية"، "لقد كشفت حادثة تفجير الكنيسة بالإسكندرية عن قدر هائل من محاولة استغلال الحادث للتشفي من كل ما هو إسلامي.. وكأن هناك ثأرًا بينهم وبين كل ما هو إسلامي.. وهذا الثأر لم يدركوه منذ فترة.. فجاءت حادثة تفجير الكنيسة بمثابة المبرر لإنفاذ هذا الثأر".

ورأى ناجح أن هذا "يفسر دائمًا أن المجتمع المصري لم يستطع حل الكثير من أزماته المستعصية.. لأن هناك فريقًا من النخبة والمثقفين يريدون تنحية الإسلام.. والإسلام وحده من أي حلول لأزماتنا المجتمعية.. ولذلك يلحقهم الفشل تلو الآخر في التصدي لهذه المشكلات"، مؤكدًا أن المشكلة ليست في الإسلام ولا في المسيحية، لكن في الغلو والتطرف من كلا الجانبين.

وطرح ناجح مسودة مشروع لـ "الجماعة الإسلامية" تستهدف حل المشاكل الطائفية في مصر، وعلى رأسها اعتراف الطرفين المسلم والمسيحي بالأخطاء الحقيقية دون تزييف أو مواربة، خاصة من الجانب المسيحي، بعدما قال إن الطرف الإسلامي اعترف بوجود "تطرف" في بعض أبنائه، بعكس موقف الطرف المسيحي (الكنيسة) الذي لم يقل إن أقباط المهجر تجاوزوا كل الخطوط الحمر، وإن الاعتداء على الشرطة ومهاجمة مبنى محافظة الجيزة كان خطأ كبيرًا.

وشددت المبادرة على ضرورة تعليم الشباب المسلم الرؤية الإسلامية الصحيحة للتعامل مع غير المسلمين في أوطان المسلمين على أساس القاعدة الإسلامية المعروفة في التعامل معهم "لهم ما لنا وعليهم ما علينا"، والعمل على سد الثغرات التي يمكن أن ينفذ منها فكر "القاعدة" لمصر، وتحصين الشباب المسلم من الاختراقات الفكرية التي تستغل المناخ السلبي والاحتقان الطائفي.

وطالبت الكنيسة خاصة والمسيحيين عامة بالاعتراف "بحق الأغلبية المسلمة المشروع في العيش وفق شريعتهم، مع التزام المسلمين بالحفاظ على حقوق إخوانهم في الوطن دون انتقاص"، و"عدم الاستقواء بالخارج من أي طرف كان، باعتبار ذلك من أكبر دواعي الفتنة والشحن الطائفي وإثارة الشحناء"، و"إنفاذ القانون في أي منازعة طائفية دون تراخٍ، أو مجاملة طرف على حساب الآخر".

ودعت المبادرة إلى إطلاق حوار مجتمعي حول المشاكل التي يعاني منها المسيحيون في مصر وتقديم الحلول العادلة لها للهيئات المعنية بالدولة، وأن تحذو الكنيسة "الأرثوذوكسية" حذو الكنيستين "الإنجيلية" و"الكاثوليكية" المصرية في تسامحهما، وعدم تدخلهما في السياسة وعدم إثارتهما للنعرات الطائفية.

وحذرت المسيحين من الاستقواء بالولايات المتحدة، لأن "أمريكا لا تهمها سوى مصالحها"، مذكرة بأن "المسيحيين في العراق لم يتعرضوا لأي سوء في عهد صدام حسين المسلم، في حين ذاقوا الويلات أثناء الاحتلال الأمريكي"، مذكرة بما قامت به الحملة الفرنسية أثناء احتلالها مصر "من تحويل مذهب نصارى مصر إلى مذاهب أخرى".
كتب فتحي مجدي (المصريون):

ليست هناك تعليقات: