الأحد، ٩ يناير ٢٠١١

دموع التماسيح..وأبعاد مؤامرة الغرب لإشعال الفتنة في مصر


لا نجد تفسيرا دقيقا للتدخل الأجنبي الممقوت في شئون مصر إلا ذلك الذي يؤكد المكر السيئ الذي يحيكه الغرب المتعصب ضد بلادنا، ففي أعقاب التفجير الإجرامي الذي وقع أمام كنيسة القديسين بحي سيدي بشر بمحافظة الإسكندرية وأضاع على المصريين فرحتهم باستقبال العام الجديد، لم يستطع يايا الفاتيكان والرئيس الفرنسي كتم مشاعرهم العنصرية وراحوا يحاولون إشعال نيران الفتنة الطائفية بين المسلمين والمسيحيين.

حيث طالب بنديكتوس السادس عشر، بابا الفاتيكان، بحماية الأقباط في مصر متناسيا مشاعر التضامن الصادقة التي أبداها المصريون جميعا وإدانتهم الفورية لهذا الاعتداء الآثم الذي يعتبر بمثابة جريمة شيطانية هدفها الأول هو ضرب وحدة الوطن التي تميزه عن سائر الأوطان.

وسارع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بتصنيف الحادث على أنه مخطط خبيث لإجراء تطهير ديني في الشرق الأوسط قائلا: "لا يمكن أن نسمح بما بات يشبه خطة تطهير ديني خبيثة في الشرق الأوسط، فمسيحيو الشرق، سواء في العراق أو في مصر، يسكنون في وطنهم".

كما أصدر الرئيس الأمريكى باراك أوباما بيانا انتقد خلاله بشدة التفجير ووعد بأن تقدم الولايات المتحدة كل ما يلزم من مساعدة لمواجهة هذه الأعمال والرد عليها، وأضاف أوباما في بيانه أن مرتكبي الهجوم على الكنيسة المصرية لا يحترمون أرواح البشر أو الكرامة الإنسانية، مؤكدا ضرورة محاكمة المسئولين عن هذا التفجير الوحشي والبشع.

والرابط الرئيسي بين هذه المواقف شيء واحد هو الإيحاء بأن هناك خطة لاستهداف مسيحيي مصر على أساس عزلهم عن الوطن، في حين تجاهل المتربصون بأمن البلاد رفض كافة طوائف الشعب ورموزها الدينية لهذا الحادث المؤلم وكذلك الاستنفار الشعبي المشرف الذي سار جنبا إلى جنب مع محاولات أجهزة الأمن لدرء أي خطر على الأخوة المسيحيين خلال احتفالاتهم بعيد الميلاد المجيد.

وقد انتبهت الرموز الوطنية لهذا المخطط الخسيس الخبيث فراح ميلاد اسكندر القيادي بالحزب الناصري لتوجيه أقوى رسالة استنكار لمحاولات بث الفتنة الطائفية وتصوير الحادث على أنه موجه ضد الكنيسة أو أقباط مصر ليعلن أن الإرهاب لا دين له وأنه من غير اللائق كلما وقع حادث ضد مسيحي أو كنيسة تتجه أصابع الاتهام فورا صوب المسلمين

دعاوى مدسوسة تزعم اضطهاد الأقباط

وجاءت تصريحات أحمد أبو الغيط، وزير الخارجية المصري، التي قال فيها أن الإتحاد الأوروبي ليس جهة تقييم للأداء المصري فيما يتعلق بموضوع يقع في صميم الشأن الداخلي مثل تعامل الدولة مع الأقباط والعلاقة بين الأقباط والمسلمين ليضع حدا وطنيا لهذه الافتراءات الغربية على مصر.

وأردف أبو الغيط: "مع الأسف بدأنا نرصد مواقف غير مريحة من البعض في أوروبا، وتحديدا من الذين ينتمون إلي التيارات اليمينية، وكلها مواقف تهدف في الأساس كما نراها لخدمة أوضاع سياسية داخلية لديهم، وأؤكد هنا ان ما وقع في مصر من أحداث لن نسمح بأن يكون مطية يستخدمها أي سياسي في الغرب للتخديم علي مواقفه، هذا أمر مرفوض كلية، ولن نمكنهم من ذلك".

وأعلن الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رفضه لدعوة بابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر التي طالب فيها بحماية الأقباط فى مصر، واصفا هذه الدعوة بأنها تدخل "غير مقبول" فى شئون البلاد.
وقال الطيب في مؤتمر صحفي عقده بمقر مشيخة الأزهر بالقاهرة في أعقاب الحادث: "إننى أختلف مع البابا فى هذا الرأى، وتساءل لماذا لم يطالب البابا بحماية المسلمين عندما تعرضوا لأعمال قتل فى العراق"، منتقدا التعامل بنظرة غير متساوية للمسلمين والمسيحيين جراء مايحدث فى العالم من أعمال قتل لهم.

وراح الصحفي وائل قنديل يضع النقاط فوق الحروف إزاء الموقف الغربي حين كتب في مقاله المنشور بصحيفة الشروق المصرية المستقلة: "ليس صحيحا على الإطلاق أن أوروبا وفرنسا تحديدا حريصة على دعم الوجود المسيحى الأصيل فى منطقة الشرق الأوسط، بدليل أن باريس كانت صاحبة السبق فى إعلان استقبال مسيحيى العراق بعد الأحداث الإرهابية الأخيرة وتوطينهم وتوفير فرص العمل لهم فى فرنسا.

وكذلك فعلت ألمانيا، ولو كان هؤلاء حريصين على بقاء مسيحيى المشرق فى أوطانهم التى وجدوا فيها منذ آلاف السنين وأسهموا فى صناعة حضارتها، لبحثوا عن وسائل أخرى بعيدا عن التشجيع على النزوح وإغراءات الإقامة والسكن والعمل".
وأردف قائلا: "يكفى أنه قبل تفجير كنيسة النجاة فى بغداد قبل شهور قليلة كانت فرنسا قد استقبلت أكثر من 1300 مسيحى عراقى كلاجئين، أى أنها صاحبة الإسهام الكبير فى تجريف التربة المسيحية العراقية، ولا ينافسها إلا ألمانيا التى طلب وزير خارجيتها فى نوفمبر الماضى بمنح اللجوء السياسى لأكثر من 2500 مسيحى عراقى".

خلاصة القول أن مصر مستهدفة من الخارج قبل الداخل وهناك من يتربص ببلادنا الدوائر لذا كان حريا بنا أن نعي جيدا أبعاد المؤامرة المشبوهة التي تحاك ضد مسيحيي مصر قبل مسلميها لجرهم إلى هوة طائفية سحيقة لا يعلم مداها أحد إذا صدقوا دموع التماسيح الأجنبية ومعهم "الزعيم" عادل إمام الذي سارع لاتهام مسلم بارتماب الجريمة وكان أكثر حرصا على تبرئة إسرائيل من دماء المصريين.


ليست هناك تعليقات: