الأحد، ٩ يناير ٢٠١١

الحكومة تتحمل مسئولية حدوث احتقان طائفي إذا استمرت فى سياسة الكيل بمكيالين وتدليل طائفة على حساب أخرى


استنكر الدكتور نصر فريد واصل مفتى الديار المصرية الأسبق ما وصفه بـ "العمل الإجرامي" الذي استهدف كنيسة القديسين بالإسكندرية، في إشارة إلى التفجير الذي وقع ليلة رأس السنة، وقال إنه "يشجبه لأن الاعتداء على دور العبادة سواء للمسلمين أو أهل الكتاب مرفوض دينيا وأخلاقيا"، مشيرا إلى أن "هذا الحادث مؤلم وغير أخلاقي لأنه استهدف أناس عزلاً يحتفلون بعيدهم".

واستبعد واصل في تصريحات لـ "المصريون" أن يكون للمسلمين دور في الحادث الذي أوقع 23 قتيلا وأكثر من 90 جريحا، متسائلا: ماذا يفيد المسلمون من هذا الحادث؟، مجيبا: لا شئ، خاصة وأنهم يعلمون تمام العلم أن أصابع الاتهام ستوجه إليهم، وأن هناك أبواقا ستعمل على تحميل المسلمين ذا الحادث.

وقال إن على الأفراد الذين يلقون بالاتهامات على المسلمين أن يسألوا نفسهم: ما مصلحة المسلم فى أن يقوم بتفجير كنيسة أو دير؟.

وأضاف إنه وإن كان هناك حادث أو اثنان وقعا قبل ذلك إلا أنها حوادث تقع في أي بلد بالعالم، وقد حصل الجناة على جزائهم القانوني، لأن الاعتداء على أهل الكتاب حرام شرعا مصداقا لقولة تعالى "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين"، فالمسلم عليه أن يمد يد العون لأخيه المسيحي وفقا لتعاليم الإسلام.

وأشار إلى أن مصر لم تسمع عن مثل هذه الحوادث إلا منذ عدة سنوات فقط، بعد أن لعبت السياسة دورا فى إشعال نار الفتنة بين المسلمين والمسيحيين، فهناك من يستقوي بالخارج ويحاول إظهار قوته من خلال دول أخرى، وبالتالي المسلمون يشعرون بالغيرة فتشتعل نار الفتنة.

وتابع: للأسف الحكومة تتحمل مسئولية حدوث احتقان طائفي إذا استمرت فى سياسة الكيل بمكيالين، مؤكدا أن على الدولة أن تحافظ على توازنها فى التعامل بين المسلمين والمسيحيين وألا تفضل أحدا على أحد، بعد أن شبهها بأنها مثل الأب الذي لديه ولدان يقوم بتدليل أحدهما ويترك الآخر فتزداد الغيرة لديه ويكره أخاه بسبب أبيه الذي أفرط فى تدليل أخيه وحرمه من هذا التدليل.

ورأى واصل أن معالجة الاحتقان لن تحل إلا إذا تجاهلت الدولة تهديدات الخارج وانتهاج سياسة متزنة مع المسلمين والمسيحيين على حد سواء، والتهدئة من النبرة الطائفية من كلا الطرفين، مع الأخذ فى الاعتبار أن الجميع في مصر سواء مسلمين أو أقباط هم في النهاية مصريون.

ورفض الانتقادات الموجهة للأزهر وقال إنه سيظل قويا وليس مترهلاً كما يصفه البعض، مشيدا برد فعل الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر تجاه دعوة بابا الفاتيكان بنديكيت السادس عشر الذي دعا لتدخل دولي لحماية المسلمين في مصر، مشيرا إلى أنه رفض وصاية الفاتيكان على مصر لأنها وصايا لن تكون فى الصالح العام.

وعن عدم استنكار الطيب لمحاولة الاعتداء التي تعرض لها داخل الكاتدرائية من قبل متطرفين أقباط، قال واصل إن شيخ الأزهر يمثل جميع المسلمين ولو أنه استنكر هذا الفعل لاستنكره معه ملايين المسلمين وستتأزم الأحوال، وهذا الذي جعل تصريحاته ورد فعله يتسم بالهدوء، لأنه يخشى على البلد ويخشى على الترابط الذي ظهر بين المسلمين وإخوانهم الأقباط.
كتب حسين البربري (المصريون

ليست هناك تعليقات: