الخميس، ٨ أكتوبر ٢٠٠٩

الشيخة سعاد .. وفتنة البحث عن دور !

لا تجد الشيخة سعاد صالح أبدا إلا في ركاب السلطة أو تحت جناح المؤسسة الدينية الرسمية ، ومن الصعب جدا إن لم يكن المحال أن تجد لها وقفة لله تتحدى فيها تلك المؤسسة أو الظلم الواقع على أهل الإسلام أو البسطاء في أي موقف جلل ، فضلا عن أن يكون لها وقفة لله ثم للوطن ضد الاستبداد أو التزوير أو القمع أو الفساد أو أي هم وطني عام ، دائما في الصف "الأكلانجي" على رأي أحمد فؤاد نجم في قصيدته المعروفة ، الشيخة سعاد شمت خبر أن التوجه الرسمي ضد النقاب الآن ، وأن شيخ الأزهر والمفتي ووزير التعليم العالي بدأوا حملتهم ضد النقاب ، فلم تترك الفرصة حتى أصدرت "فتوى" جديدة تدعم بها السلطة وتقول لهم أن النقاب ليس من الدين ، ولا هو فرض ولا هو سنة ، أمال هو إيه ، سكتت الشيخة سعاد ، الشيخة سعاد بعدت بالقضية ، وهي دينية بالأساس ، عن الأدلة الدينية وأقوال العلماء قديما وحديثا فيها ، لأنها تعرف أن الكتب التي أخذت من دراسة بعضها الدكتوراة تقول بوجوب النقاب ، وأن هناك عدة مئات من أئمة الإسلام وكبار علمائه في القديم والحديث قالوا بأنه واجب ومئات غيرهم قالوا بأنه سنة ، فعندما تأتي الشيخة سعاد الآن لتقول بأنه ليس من الدين وأنه لا واجب ولا سنة ، فهو تنطع واستهبال وخروج على أبسط القواعد العلمية ، المهم أن الشيخة سعاد كشفت في بيانها العاجل عن جوهر موقفها من النقاب عندما قالت ما نصه " أن ارتداء النقاب يترتب عليه عزلة اجتماعية للمنقبات حيث يشكل جدارا عازلا بينهن وبين محيطهن الاجتماعى، كما أنه يجسد نظرة سلبية لغير المنقبات لا تمت إلى الدين بصلة" ، وهذا الكلام بطبيعة الحال لا يليق أن يصدر عن عالمة دين ، لأنه خارج اختصاصها أصلا ، وتجعل نفسها موضع السخرية عندما تتقمص شخصية عالم اجتماع أو طبيب نفساني ، وبطبيعة الحال هي تعرف أنها تكذب على نفسها وعلى الناس ، لأن المحيط الاجتماعي الذي نعيشه جميعا يؤكد بأن ملايين المواطنات المنتقبات يرتبطن بالمجتمع المحيط أكثر من الشيخة سعاد ، وفيهن الطبيبات وفيهن الممرضات وفيهن أساتذة الجامعة وفيهن المدرسات وفيهن عالمات الاجتماع وفيهن عالمات الدين وفيهن الطبيبات النفسيات أيضا وفيهن الطالبات المتفوقات ، وفيهن ناشطات اجتماعيات تمثل الواحدة منهن وزارة تضامن اجتماعي بالكامل ، من شبكة الخدمات الإنسانية والطبية والأسرية التي تقدمها لآلاف الأسر المحتاجة ، سعاد صالح تعرف ذلك جيدا ، ولكنها تشعر بالنقص تجاه هؤلاء الفضليات ، وتشعر بالدونية الدينية تجاه التزامهن ، فتحاول أن تتصنع التكبر عليهن والتعالم ، وتصفي كراهيتها الشخصية لهن من خلال التمسح بالدين ، خاصة بعد أن أحرجها البعض على الهواء بأنها تمارس في وجهها سلوكيات لا تليق بشخصية دينية ، وأرجو أن يتأمل القارئ جملتها السابقة وخاصة قولها أن النقاب " يجسد نظرة سلبية لغير المنقبات" ، وطبعا لم يشكو أحد لها من ذلك ، وصداقات المنقبات والمحجبات في الطرق والأعمال والنوادي وغيرها لا ينتظر شهادة الشيخ سعاد ، ولكن هذا ما تشعره هي بداخلها ، أزمة إحساس بالنقص ، مشكلة الشيخة سعاد من سنوات بعيدة تتلخص في البحث عن دور ، لا يأتي أبدا ، رغم الجهود المتواصلة التي قدمها لها زوجها الزميل الراحل سيد عبد الرؤوف ، رحمه الله ، من خلال تسريبها في بعض القنوات خاصة التي كان يدير مكاتبها في القاهرة ، وحرصها الدائم على الظهور في الفضائيات حتى أنك لا تجد لها أي بحث علمي أو ديني رصين أو غير رصين ، لا وقت لديها للعلم والبحث الرصين ، ومع ذلك الحرص خسرت رهان القبول بين الناس ، لأن مسألة القبول عند الناس هي هبة "ربانية" ، وهذا ما تعانيه سعاد صالح ، ربما لأن الناس لديها حاسة سادسة كما يقولون يدركون بها الإخلاص من الانتهازية ، وهي الحاسة التي تضفي هذا القبول والإكبار على سيدة فاضلة مثل المستشارة نهى الزيني ، تشتبك مع قضايا الوطن وتقول الحق لا يصرفها عنه لوم اللائمين ولا تتزلف لسلطة ، في حين ينصرف هذا القبول والاحترام عن شخصية مثل سعاد صالح ، لأنك لا يمكن أن تسير في ركاب المستبدين وتطلب ثقة ضحاياهم ، هذا ملخص الحكاية يا حاجة سعاد .

ليست هناك تعليقات: